فى لقائه بالمثقفين بمعرض الكتاب..

فاروق حسنى: أنا مبدع من الأقاليم

الخميس، 11 فبراير 2010 08:25 م
فاروق حسنى: أنا مبدع من الأقاليم فاروق حسنى وزير الثقافة
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التنوير ليس مسئولية فرد وإنما مسئولية مجتمع، ومن الصعب حدوث هذا التنوير فى ظل وجود التيارات السلفية ذات الحناجر القوية، فهذه التيارات أقوى بكثير منى ومن المثقفين فى المجتمع المصرى، هذا ما أكد عليه فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى فى اللقاء الذى عقد مساء أمس بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى قدمه الإعلامى عبد اللطيف المناوى وحضره عدد من المثقفين منهم د.محمد صابر عرب رئيس هيئة الكتاب وحلمى النمنم نائب رئيس الهيئة ود.عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ود.أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى والروائى يوسف القعيد والدكتور سامح مهران، وغيرهم من قيادات وزارة الثقافة والمثقفين.

الحوار تضمن عدد من القضايا أهمها إلغاء ندوة د.أحمد زويل والتى كان مفترض إقامتها بأوبرا دمنهور وحريق بنى سويف ونقل المعرض وغيرها من القضايا الثقافية المطروحة.

وفى كلمته قال د.محمد صابر عرب رئيس هيئة الكتاب، إن هذا المعرض بمثابة ملتقى فكرى وثقافى شعبى يجب أن يظل على مستوى عالى من المهنية وأن يقدم للجمهور الخدمة الثقافية، التى تجاوزت مفهوم المسرح والأدب والإبداع واتسعت لتشمل الحياة بكل محاورها ومواردها، موضحاً أن وزارة الثقافة بذلت مزيداً من الجهد لمواجهة الظلامية، ومشيراً إلى أن مكانة مصر العالمية تنبع من الحفاظ على تراثها وحضارتها واعتزازها بثقافتها.

وبدأ فاروق حسنى حديثه، قائلاً إن الثقافة ليست إبداعًا ولكنها الآلة التى تضخ الإبداع وهى السلوك الحضارى للبشر ومحصلة لكل تجربة للإنسان فى الحياة سواء كان عقلانياً أو عاطفياً أو غير ذلك، وأضاف أن الوزارة ليست مسئولة عن الثقافة وإنما هى مسئولية الشعوب لكن الوزارة مسئولة عن النشاط والحركة الثقافية، موضحاً أن مصر دولة متنوعة امتصت كافة الحضارات لتقدم حضارتنا وثقافتنا المصرية، التى بدأت من الحضارة الفرعونية التى قدمت طرحها فى الأدب والعمارة وكافة الفنون مؤكدًا على أن المجتمع المصرى يستطيع تصدير كل فنون وأنواع الثقافة.

وعن مستقبل المعرض قال حسنى، إن معرض الكتاب له ماضٍ عريق وبالتالى سيكون له مستقبل مشرق، مؤكدًا أن المعرض يتميز بوجود العاملين التجارى والثقافى، مشيراً إلى أن المعرض قبل توليه الوزارة كان مخصصًا لبيع الكتب فقط، وعندما لاحظ كم الرواد الذين يتدفقون إليه كان لابد من الاستفادة منهم وتقديم الزاد الثقافى إليهم والذى سيعود بدوره على المجتمع.
وأكد الوزير على أن نقل المعرض لمكان آخر العام المقبل سيؤثر بالطبع على نشاطه، لكن حتى الآن لم يتم تحديد صيغة بعينها للخروج من هذه الأزمة، مؤكداً أن مستقبل المعرض مستمر طالما وجد الإبداع الأدبى والفكرى.

وأضاف حسنى، أن الوزارة تقوم بأمرين الأول توفير العتاد الثقافى للمجتمع من بنية تحتية وإعادة إنتاجها واختيار العناصر الجيدة منها كى تقدمها للمجتمع، مشدداً على أن الدولة لابد أن تبحث عن رموز جديدة فى العمل الثقافى، لذلك فما يقال عن مسئولية الوزارة عن التراجع الثقافى غير دقيق، هذه ليست مسئولية الوزارة وإنما مسئولية المجتمع، مضيفاً أنه لابد من اختيار هذه الكوادر بجدية بعيدًا عن المحاباة.

وتحدث الوزير عن العمل الثقافى، مشيراً إلى أن الفترة التى كانت فيها دار الكتب جزء من هيئة الكتاب، وتطورت حتى أصبحت أهم دور الكتب فى العالم، وهو ما حدث فى عدد من المواقع سوء من ناحية التطوير أو الإنشاء، وهو ما أدى لحدوث بنية تحتية تحقق ما يمكن تخيله، فتم إنشاء المكتبات ومراكز الإبداع، مؤكداً أن كل هذا يتطلب فى التمويل إلى ميزانية كبيرة، مشيراً إلى أن جميع الحكومات فى العالم تعتبر الثقافة مجرد فعل زائد عن الحاجة، لكن فى مجتمعنا لابد من تدخل الدولة لأن طباعة الكتب وإنشاء المسارح وغير ذلك أشياء مكلفة.

وأضاف الوزير، أنه فى بداية عمله قرر تطوير البنية الثقافية فى القاهرة لأن الحالة الثقافية فيها كانت متردية وهو ما حدث بالفعل إلى أن طال التطوير باقى محافظات الجمهورية، وهو ما تم إنجاز قدر كبير منه، حيث تم إنشاء 540 قصرًا للثقافة، واستعدنا القصور المهدمة وتمت إقامة المسارح فى الأقاليم مع الاهتمام بالمجتمع المدنى ومنظماته الثقافية، كما ارتفع مبلغ التفرغ الذى يمنح للمبدع بنسبة عالية، كما أيقظنا التراث المصرى.
وأضاف الوزير، أن هذا التطوير ما زال مستمراً، فيتم حالياً إنشاء عدد من المشروعات العملاقة وهى متحف الحضارة الذى تم الانتهاء من 90% منه ولم يتبق سوى 6 شهور على افتتاحه، وأحياء القاهرة التاريخية وسيتم قريبًا افتتاح الجزء الأكبر من شارع المعز الذى يحتوى على 33 أثرًا قريباً، وكذلك المتحف المصرى الكبير، إلى جانب إنشاء مكتبات فى القرى النائية التى لا يعرف أسماءها سوى الذين يعيشون بداخلها.

وأكد الوزير على أن ما يقال حول انسحاب البساط الثقافى من تحت مصر غير دقيق متسائلا، كيف يحدث ذلك ولدينا 120 متحفًا، وهذا يدل على أن مصر متقدمة ثقافية وما يحدث من تراجع إنما هو تقصير من مبدعيها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة