ضاقت الحالة المالية بـ"م. ع. س" عامل النظافة بمعرض "ع. ح" للسيارات الكائن بشارع السودان، خاصة بعدما أوحت إليه أوهامه بضرورة أن يكون أحد رجال الأعمال الذين يستقلون السيارات الفارهة والملابس الغالية الذين يمرون أمامه كل يوم فى هذا المكان الراقى الذى يعمل فيه.
وقرر الانضمام لهذه القائمة من رجال الأعمال بأى وسيلة مهما كلفته حتى ولو كانت تلك الوسيلة ستحقق له الرفاهية لوقت قصير، ثم تضعه خلف أسوار السجن لسنوات طويلة، انتهز فرصة انشغال مدير المعرض وباقى العمال، وتسلل إلى خزينة المعرض التى تصادف فتحها وكانت ممتلئة بآلاف الجنيهات، واستولى على 230 ألف جنيه من داخلها وفر هاربا عائدا إلى قريته بالمنيا، حاملا معه أحلاما تنتشله من الفقر والضياع الذى يعيش فيه إلى عالم المال والأعمال الذى سيعوضه عن السنوات التى قضاها يحلم بلقمة عيش وكسوة تحميه من البرد.
ولم يكن يدور ببال "محمد" أن استمتاعه بالمبلغ الذى استولى عليه لن يتعدى بضعة أيام، لأنه لم يعلم أن عاملا بالمعرض يدعى"أحمد. م" شاهده أثناء ارتكابه السرقة، حيث قام بإبلاغ صاحب المعرض، وفوجئ باتصال من صاحب المعرض يحاول إقناعه بضرورة إعادة المبلغ الذى استولى عليه، إلا أنه خوفا من القبض عليه اتفق معه على إعادة المبلغ له عن طريق تحويله بواسطة البريد، وفى الموعد الذى اتفقا عليه قام "محمد" بتحويل 220 ألف جنيه إلى بريد العتبة وتسلمها هناك مدير المعرض، وأخبره أنه قام بصرف باقى المبلغ.
وبإخطار اللواء محسن حفظى، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، أمر بسرعة ضبط المتهم وكلف اللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بالتنسيق مع مباحث المنيا التى ألقت القبض عليه لتسليمه لرجال مباحث الجيزة، وإحالته إلى النيابة للتحقيق.