"نشهد منذ عدة سنوات تزايد ظاهرة ما يجب أن يُطلق عليه معاداة السامية فى وسائل الإعلام فى العالم العربى والإسلامى.. وترجع هذه المعاداة إلى أصول الإسلام".. هذا هو الرأى الذى يحاول الكاتب فيليب سيمونو طرحه فى كتابه الذى يعرض فيه دراسة عن "معاداة المسلمين للسامية على مدا ر التاريخ وحتى الآن"، الصادر باللغة الفرنسية عن دار نشر MICHALON والذى سيطرح الشهر المقبل بالأسواق.
يرى الكاتب أن "ظاهرة معاداة الإعلام العربى والإسلامى للسامية، كما أسماها، هى ظاهرة يجهلها بشكل كبير، ومن ثم فهى بحاجة إلى أن يتم شرحها والاعتراف بوجودها. غير أن إحساس الغرب بالذنب تجاه العرب واليهود على حد سواء، كما يطرح الكتاب، يجعل من مثل هذا الاعتراف أمرا صعبا ومحرجا فى الوقت ذاته، بالإضافة إلى أن حدة هذه الظاهرة لا تقل فى إطار رد الفعل العاطفى أمام الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
ومن أجل تفسير أسباب انتشار هذه الظاهرة من وجهة نظر الكاتب، فقد قام بدراسة أصول معاداة المسلمين للسامية، والتى وجد كما يقول إن تاريخها يرجع إلى أصول الإسلام. فالأمر كما يعتبره الكاتب يرجع إلى ثقافة قديمة جدا، يمكن التعرف عليها فى خلال قراءة للقرآن الكريم وحياة النبى محمد (عليه الصلاة والسلام)، حيث اكتشف، كما يقول، وجود بعض النصوص القرآنية التى تعكس هذه المعاداة والتى يتم إخفاؤها اليوم.
ثم، ومع التوسع الأوروبى فى القرن العشرين والاضطرابات الاجتماعية المرتبطة بالاستعمار وصدمات الأوضاع السياسية والجغرافية، يقول الكتاب إن شعور المسلمين بدأ يأخذ تدريجيا شكل معاداة السامية الحديث.. كما أن الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل زادت من إشعال هذا الشعور الذى تحول إلى الكراهية.
ويؤكد ناشر هذا العمل أن هذه الدراسة "غير المنحازة"، كما وصفها، تكشف عن جذور هذه الكراهية الإسلامية، كما تلقى أيضا الضوء على مسئولية الغرب وإسرائيل فى المساهمة فى نموها.
ويُذكر أن فيليب سيمونو يكتب منذ مدة طويلة فى صحيفة "لوموند" الفرنسية، وهو أستاذ سابق فى الاقتصاد بجامعة باريس نانتير، وله ما يقرب من عشرين مؤلفا فى علم الاقتصاد والتاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة