أحمد ميتكيس يكتب: الحب كما يجب أن يكون

الخميس، 11 فبراير 2010 07:32 م
أحمد ميتكيس يكتب:  الحب كما يجب أن يكون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلمة حبيبى أو حبيبتى هى كلمة جميلة جدا، ولكن لمن يفهم معناها الحقيقى فالحب شىء جميل جدا وسامى وليس نادرا لمن يبحث عنه، فأقول لكم ابحثوا عن الحب واتركوا العنان للقدر لكى يتحقق، ولكن لا تجعلوا أنفسكم عرضة له مع الأخذ فى الاعتبار بالحذر، فالحذر مطلوب جدا، فالحب عندما يدق بابك تكون أنت مخير بين استقباله أو طرده، ولكن عندما تستقبله لا نصبح مخيرين، ولكن مصيرين، فالحب داء لا يمكن أن تداويه، لأنه لا يوجد له دواء والحذر مطلوب فى البحث عن الحب، لأن الحب ليس سهلا، إنما صعب جدا أن تعيش قصة حب ناجحة، فالحب الناجح أو الحقيقى نادر جدا جدا إلى آخر المدى، فعندما نتحدث عن الحب عنه بكل جوانبه فيجب علينا أولا أن نجد تعريفا مفصلا لكلمة حب فعندما ننظر إلى كلمة حب نجدها من أصغر الكلمات على الإطلاق، ولكنها رغم صغرها تحمل الكثير والكثير ولا نستطيع حصر معانيها، لأنها هى الكلمة التى تقوم عليها كل عاداتنا وحياتنا، واختلف الكثيرون فى إيجاد معنى محدد لكلمة حب ولكن فى نظرى أجد أن الحب هو ليس بكلمة، ولكنه إحساس جميل يجمع ما بين قلبين وعقلين معا ويعتبر الحب أفضل عقد موثق على الإطلاق، لأنه يكون بين قلبين أى أنه شىء محسوس وليس ملموسا، وفى هذا العقد يتعهد الطرفان بالإخلاص والحب والصدق وكل الأشياء الجميلة، وأقول إن الحب لا يقتصر على رجل وامرأة، فقد يكون الحب بين رجل ورجل وبين امرأة وامرأة أخرى وهو حب أخوى، وقد يكون بين الرجل وابنه والأم وأبنائها والحب مقسم إلى درجات وأنواع، وفى المرتبة الأولى والأخيرة حب الله ورسوله، لأنه من أعظم أنواع الحب وأعلاها مرتبه، لأنه حب لا يعتمد على مصلحة أو شىء مردود ولكنه حب إلهى ويأتى فى المرتبة الثانية حب الأم لأولادها فهو من ثانى أعظم أنواع الحب لأنه يتولد مع أول نفس للجنين داخل رحم الأم، فعندما نذكر كلمة أم نجد أعظم المعانى للحب، فالحب منذ القدم غرسه الله سبحانه وتعالى بداخل كل مخلوق، ولكن كان النصيب الكبر عد حبه سبحانه للأم ومع تطور مراحل الجنين وخروجه إلى النور ينمو هذا الحب نموا هائلا، لأن هذا الجنين جزء لا يتجزأ من الأم وليتنا نعرف ما بها من فضل رضاها من رضا الرب، ونأتى إلى المفاد من موضوعنا وهو الحب الدنيوى الحب الشهوانى وهو الحب بين الرجل والمرآة بين الشاب والفتاة بين الطفل والطفلة، وهو فى معظم الحالات حب ولكنه محكوم بروابط وقوانين أقرها الشرع والقانون الدنيوى والأخلاقى فالحب هو إعجاب بين طرفين من أول نظرة عين هو سهم يغرس فى القلوب، ولا تستطيع نزعه بسهوله فالحب الدنيوى حب يرضى النفس من الدرجة الأولى، فالحب من هذا النوع حلال شرعا ما لم تشوبه شائبة وما دام حب معلوم من جميع الأطراف فلا حرج هنا من الحب، ومن هنا يجب أن نعترف أنه بأيدينا أن نجعل الحب حلال وبأيدينا نجعله شيئا محرم فالحب الحلال هو الحب الواضح للجميع الحب الظاهر فى النور البرئ، أما الحب الحرام فهو يولد فى الظلام ويوأد فى الظلام وهو حب شهوانى من الدرجة الأولى، وأعتذر عندما أقول إنه حب حيوانى لا يفكر إلا فى إشباع رغبته بأى طريقة .

وعندما نخوض فى الحب الحقيقى نجد أنه ما هو إلا الدنيا الجميلة التى نعيشها الحب هو أول رعشة قلب وشعوره بالخفقان عندما يرى الحبيب محتوياته وهو أول لمسة أيد بتحس عندها بالأمان ولما تلاقى حد بيخاف عليك من قلبه بجد هو ده الحب اللى بحق وحقيق وأتمنى من الجميع أن يعيش فى الحب البرىء الجميل، ورغم كل ذلك لابد من وجود نية الحب الحقيقية وليست المزيفة.
الحب شىء سامى جدا وجميل ما دام الحب موجود إذا لا وجود للكره والحقد، فالحب ينفى كل الصفات البغيضة فإذا تحدثنا بوضوح عن الحب بجوانبه فلن تكفينا آلاف الصفحات فالحب منذ بدء الخليقة إلى الآن يتطور ويختلف ويتعمق، ولكنه حب فالحب ولا بد من أن ينتهى النهايات السعيدة ونعتذر عن كلمة ينتهى، لأنه لا يفنى، ولكنه كما ذكرنا مراحل كل مرحلة لها نهاية معينة جميلة فمعظم قصص الحب الرومانسية الجميلة انتهت نهايات حزينة، فنجد أن قصة روميو وجولييت انتهت بموت روميو باحثا عن قلب محبوبته ونجد فى العرب قصة قيس وليلى فانطلق قيس باحثا عن محبوبته ليلى، ولكن وقف أبوها فى طريقهم فجن جنونه ولم يحصل عليها والمغزى من كل هذه القصص هو شىء واحد وجميل جدا وهو التضحية شىء جميل جدا لما تلاقى حبيبك بيضح علشان سعادتك فالحب لا يعرف معنى للأنانية فهناك منافسة دائمة بين الحبيبين لإثبات حب كل منهما للآخر،
وعندما نتحدث عن بداية الحب نجد أنه مغناطيس يجذب القلب للقلب ويلفت الانتباه فعندما يكون الشاب يتحدث مع أصدقائه وفجأة يشعر أن الدنيا دارت به عندما رأى فتاة تمناها قلبه فيجد نفسه ينجذب نحوها، ويسأل عن طريقة للوصول إليها وهو يعتبر حبا من طرف واحد وهو ليس بحب، ولكنه إعجاب حتى عندما يتم الاتفاق بين الطرفين يتحول إلى حب، ويعتب الحب من طرف واحد هو حب العذاب حب الدمار للنفس فإنك عندما تحب شخصا، ولا تمتلك الشجاعة، لأن تقول له إنك تحبه ويكون من الصعب جدا أن تحاول أن تعبر له عن مشاعرك تجاهه، والكارثة الأكبر هو أنك عندما تتغلب على نفسك وتتجرأ وتقول له بما يحويه قلبك يجعل أمامك حائطا عاليا جدا، ويقول إنه لا يحبك ويحب شخص آخر، وهنا يملكك اليأس بأنك لن تحب مرة أخرى، ولكننى قلت إنه إعجاب وربما تعجب مرة ثانية وتجد ملاذك هنالك والحياة لا تنتهى بمجرد رفض الحب من أول مرة، وأعلم جيدا أنها لم تكن من نصيبك وأنك على موعد مع حبيب آخر سيجعلك سعيد إلى الأبد، ولكنها هى مشيئة الله، فالحب من طرف واحد قد أقول إنه بدرجة كبيرة وهمى مما يستحيل معه تجاوب الطرف الثانى إلا فى حالات نادرة، فأقول لكل المحبين إن الحب لا يعرف معنى لليأس، بل بالعكس الحب ملىء بالمحاولات الساعية وراء البحث عن السعادة مع كل الأطراف فلتكن يائسا وأنت تعيش فى قصة حب بالعكس، فالحب هو منبعث للتفاؤل وإذا نويت البحث بصدق عن حب حقيقى وشريف فلا ترهق نفسك كثيرا ستجد هذا الحب يطرق بابك، ويقول لك أين أنت جئت إليك لأنك بحثت عنى بصدق وتريدنى بشرف ولابد أن تجعل الإخلاص أول شىء فى حياتك فإن أخلصت إلى محبوبك أخلص إليك
ونتجه بأعيننا وتفكيرنا إلى أن الحب لا يتوقف على نبض القلب فقط، ولكنه يتركز على العقل أيضا، لأنه أى العقل هو الذى يحول العواطف والأحاسيس إلى صورة مرئية ويترجمها إلى أفعال وعندما يلتقى قلبان وعقلان معا أعرف أنه سيكون حب من درجة ممتازة.

وإذا بنا بدأنا بالحديث عن الحب من وجهة نظر ومفهوم الآخرين له. فالحب كما قلنا أجمل الأشياء فى الوجود، فنجد أن من يحمل فى قلبه معنى للحب الحقيقى هم الأنقياء أصحاب القلوب الخضراء والأرواح البريئة والبسمات الصافية ويعتبرون فى نظرهم أن الحب الحقيقى هو الحب الصادق، وأجمل ما فى هذا الحب أن يكون الحب بين الفتى والفتاة جزءا من حبهما لربهما فلا وجود للريبة والشك هنا، والحب هنا ممتد إلى مالا نهاية والذى يحب الحب الطاهر البرىء عليه أن يبشر خيرا، لأن حبك هذا ممتد من حب الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نستطيع أن أردد مقولة كنت قد سمعتها فى الماضى، وهى أن من لا يحب الله لا يعرف معنى الحب ولا يفهم كيف يحب.

الحب الصادق هو منحة ربانية لا تمنح إلا لمن يريد الله أن يسعد أيامه وينير حياته ويطيب عمره. فالحب يعتبر كالكنز فالمتأمل فى كلمة كنز هذه يمكنه أن يدرك أن العثور على الحبيب الصادق لا يأتى بالجهد أو السعى، لأن الكنز هدية من الله توضع فى طريقك وهكذا هو الحب رزق يبعثه الله فى الوقت الذى يراه سبحانه وتعالى مناسبا، فمم تخاف أيها الشاب وأيتها الفتاة، فعلام تتعجلوا الحب إنه رزقكم المكتوب لكم وحدكم لن يناله أحد دون الآخر، وما أسعدكم وأنتم أمركم بيد الله لا بيد من يغفل أو ينسى ولا بيد صاحب شهوة يحسدك عليها ويمنعك ولا ضعيف يعجز عن تدبير أمركم لكنه بيد ربكم فلا تقلقوا. وإن كان الحب كما قلنا سابقا كنز، لذا فلا تتوقع أبدا أن أقول لك لا تحب أو اترك من تحب على العكس تماما فعليك بحبك استمسك به بكل ما تملك فإن الحب الصادق لا يرضى عن حبيبه بديلا ولا يرضى أن يفارقه أبدا. وإذا كان هذا هو الحب إذا فنهايته واضحة وهى الزواج الارتباط الأبدى وبه وحده يكتمل الحب. وبكلامى هذا إننى أتحدث إلى من ذاق الحب واشتعل فى قلبه وآلمه بين جوانحه إلى الذى إذا تذكر حبيبه ارتسم الفرح على ثغره، وعلا البشر جبينه وتنفس عبيرا رائقا وهدأت روحه. أتحدث إلى من يرق قلبه فؤاده بالحب فيتقرب إلى الله أكثر داعيا إياه أن يديم عليه هذا الحب.

ومن العجيب والغريب أن كلمة الحب مشتقة من كلمة الحبيب وهو البياض والصفاء والنقاء والحب هو الشمس الساطعة. الحب الصادق هو أن تسير مع من تحب فى شارعك والعيون ترقبكم بغبطة والقلوب تدعو لكم من صميمها والأهل يفتخرون بحبكما أنه الأمان والسكينة ( الحب كالزهرة لا تنبت فى الظلام ولا فى هواء ملوث)، فإنك إذا أحببت أيضا فلن ترى عيبا واحدا فى محبوبك حتى وإن وجد العديد من السلبيات ومن أصدق من الحبيب – صلى الله عليه وسلم - حين قال (لحبك للشىء يعم ويصم) صدق الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ومن المفترض أيضا أن نتحدث عن الحب وهو اختيار أم قدر والعجيب فى أمر الحب أن الإنسان يدفع نفسه إليه فى أغلب الأحوال فإن الإنسان مجبول بطبعه إلى الميل للرفقة والأنس بالآخر، وطبق ذلك على الصداقة مثلا فأنت ترى أناسا كثيرون لا تتعمق علاقتك بهم جميعا إنما تتعمق بمن توثق علاقتك به بيدك وباختيارك تتصل به تليفونيا تكثر من تلقائه... تهاديه... تفكر فيه... تفرح معه وتحزن له، تتعرف على ظروفه وأحواله تعرف أخلاقه وصفاته... وهكذا إلى أن يكون من أفضل أصدقائك... ونفس الأمر بالنسبة للحب.. فإن الإنسان غالبا ما يدفع نفسه نحو الحب بتفكيره بالآخر وتوطيد صلته به إلى أن يمتلكه الحب تمام
وهذا ما قاله الشاعر :-

خيالك فى عينى وذكرك فى فمى ومثواك فى قلبى فأين تغيب .
إن مثل هذا الإنسان كيف سيعيش أن كان حبيبه يحاصره أو بالأصح هو يحاصر نفسه بحبيبه فكل حواسه مشغول به، ولن يغيب عنه أبدا، لأنه تمحور حوله تماما... إذا فأنت مسئول عنتسلل الحب ثم اشتغاله فى قلبك... ولو اشتغلت بغيره أو همشته فى بداياته لنجحت فى صده. إذا فليس الحب قدرا محتوما أبدا. كما تصور الرويات والمسلسللات إلا قليلا نادرا . وقد أعجبنى جدا ما قاله أحد العلماء فى الإجابة على السؤال المحير لجميع البشر .
)هل الحب اختيار أم إجبار؟ . (

قال إن الحب كالمسكر فالإنسان مخير بذوقه أم لا... لكنه بعد أن يختار تسلب إرادته وتكون كل أفعاله بلا وعى... وهكذا هو الحب فإن الوقوع فيه اختيار والمضى فى طريقه اختيار، فإذا تمكن من القلب فإن جاء بعد يكون شيئا أشبه بالإجبار.. إن أحببت بصدق فحول هذا الحب لطاقة بناء لا هدم .
فما أكذب من ادعى الحب ثم كسل عن العمل من أجله؟!!!.
قال أحد الشيوخ عن الحب وعن حكم الإسلام
) إن الإسلام لا يقول لك: لا تجع أو لا تحب أو لا تكره، ولكنه يقول لك: إن جعت فلا تسرق، وإذا كرهت فلا تظلم، وإذا أحببت فلا تفجر(
ثم إنه يعالج ما تلقاه من ألم الحب بقانون الحب وهو الزواج، وكم فى الناس من حيل بينهم وبين تطلعات حبهم، لكنهم سلموا لله سبحانه وتعالى فعاشوا سعداء بالحب نفسه ينشرون الحب من حولهم ويفوضون أمرهم لله ويحتسبون صبرهم هذا على فقد الحبيب فى موازينهم يوم الحساب.
من أراد أن يحمى حبه ويصونه سيقدر ويستطيع ببساطة لأن الله يريد للحب أن ينمو وللعاطفة أن تسمو
ما من نماء وسمو للحب إلا بالزواج.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة