لا ننكر أن شبكة الإنترنت أصبحت جزءا رئيسيا لعشرات الأفراد والآلاف من الشركات فى مصر. ومع انتشار شبكات الإنترنت فائقة السرعة والإنترنت عبر المحمول أصبح الإنترنت أداة رئيسية للعمل والترفية والتعليم والخدمات، مما يحتم على جميع الأطراف أن تتكاتف لضمان استخدام آمن ومفيد ويحظى بالخصوصية اللازمة... والأمر يتعلق بالكثير من الجوانب الاقتصادية والتشريعية والتنظيمية والتقنية.
قالت هالة تدرس "ممثلة مجموعة عمل نت أمان" أن المسئولية مشتركة بين الآباء والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، لذلك يجب على أولياء الأمور أن يتعلموا الإنترنت ليعرفوا كيف يفكر الطفل، ويجب عليهم أن يتعلموا هذه اللغة، لكى يحافظوا على أولادهم من مخاطر الإنترنت.
وأضافت أن هناك مشاكل عديدة تواجه الشباب عبر الإنترنت، لذلك يجب أن ننصحهم ونساعدهم لحل مشاكلهم حتى لا يصبحوا فريسة فى أيد الآخرين إلى جانب الاستعانة بالمتخصصين من خلال الأفراد أو برامج قادرة على تقويمهم، ويجب مساعدة الشباب على عدم فتح مواقع أو رسائل مجهولة المصدر.
وأشارت إلى أن هناك بعض الإرشادات يجب أن يتم تقديمها للأهل من خلال التحدث مع أبنائهم عما يفعلونه على شبكة الإنترنت، ويكون هناك مجال للحوار ليشعروا بالأمان، وضرورة الاحتفاظ بسرية معلوماتهم الشخصية.
وأكدت على ضرورة عدم اتصال الأطفال بأشخاص لا يعرفونهم دون تواجد أحد الوالدين معهم، وضرورة اختيار المواقع المفضلة للأطفال التى تعمل على إضافة قيمة لديهم، ومراعاة الإعلانات التجارية غير الملائمة.
ووضعت آليات للتنفيذ أهمها أن يتعلم الآباء من الآخرين تجاربهم فى تعامل الأطفال مع شبكة الإنترنت، باختيار خمسة من أولياء الأمور من كل محافظة لمساعدتنا فى ذلك، مشيرا إلى أن مجموعة عمل "نت أمان" قامت بتدريب المدربين من أولياء الأمور على الاستخدام الأمن للإنترنت.
من جانبه أوضح المهندس أيمن عبد اللطيف، مدير عام شركة مايكروسوفت مصر أهمية الأمان للشباب والأطفال على الإنترنت، مشيرا إلى أن مايكروسوفت أنفقت 8 مليارات دولار فى الإبداع التكنولوجى لإنتاج وتطوير منتجات، ليستطيع الفرد على مستوى العالم التحكم فى أدوات الإنترنت.
وطالب عبد اللطيف بأهمية وجود مشاركة اجتماعية للإحساس بالخصوصية والأمان، وذلك من أجل الأجيال القادمة، مما سيؤثر فى سلوك وتوجيه الطفل فى المستقبل، لذا نقوم بتنمية الأمان والحفظ للبيانات الشخصية للطفل حتى لا ينمو مشوشاً وغير قادر على حفظ أسراره.
وأشار إلى أن عدد مشتركى "الفيس بوك" وصل إلى 400 مليون مشترك فى العالم، لذلك يجب علينا الثقة فى أى فرد ونشر ثقافة الاستخدام الآمن على الإنترنت، لافتا إلى أن مايكروسوفت قامت بعمل جولات ميدانية فى المجتمع ووجدناها مهملة جدا لعدم الاهتمام بالإجراءات الخصوصية لدى الفرد على الإنترنت، ونجدهم يضعون صورهم وبياناتهم الشخصية دون أى قيود ومن هنا يحدث الخطر، ومن الممكن أن يؤثر فى الحياة العائلية والعمل.
وقال مدير عام "مايكروسوفت مصر" من الممكن أن يؤثر على الزواج والارتباط بعد ذلك، وأن كثيرا من الشركات الآن تدخل على "الفيس بوك" لتعرف المتقدم إليها للعمل، هل له أى علاقات أو نشاط على "الفيس بوك".
وحول سمعة الشباب على الإنترنت أوضح عبد اللطيف أنه تم عمل تجربة عالمية على 177 شخصاً من الشباب، وتم سؤالهم عن مدى حمايتهم لخصوصيته على الإنترنت، وكانت الإجابة أن 28% أجابوا بأنها تؤثر فى حياتهم الشخصية 47% تأثير متوسط و18%غير مدركين.
وحول تأثير الإنترنت على سمعة الشباب قال عبد اللطيف إن 41 % أجابوا بأن له تأثير كبير، و39 % قالوا إن له تأثير متوسط، 16% مهتم، وأشار المهندس أيمن إلى أن الجامعة الآن تأخذ الشخص ذا السمعة الجيدة من "الفيس بوك"، لذلك يجب على الأفراد توخى الحذر من وضع متعلقاتهم على الإنترنت، لأنه من الممكن أن يفقد وظيفته.
مشيرا إلى أن ربع الشباب الأمريكى مصاب باكتئاب، بسبب الجلوس أمام الإنترنت، فهل الشباب المصرى من الممكن أن يصبح مثلهم؟.
كما أكد عمرو الصدر ممثل شركة أمان، على ضرورة رفع الوعى بالخصوصية والاستخدام الأمثل للإنترنت، لأنه أصبح يعيش مع الناس، وهو ما يتطلب رفع الوعى للمستخدم لتوفير الحماية له.
وأضاف أن الإنترنت كائن حى، فيجب وضع قوانين لحماية الشباب، ورفع وعيهم فى البداية.
وأوضح أن هناك استبياناً تم على 700 طالب وطالبة فى المدارس التى يتم استخدام الإنترنت فيها، مؤكدا أن 24 % قالوا إن الأهل يعلمون جيدا ماذا يفعل أبنائهم و62% لا أحد يطلع عليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة