فى الأيام القليلة الماضية احتفلنا جميعًا نحن أبناء هذا الوطن العظيم بالانتصار الكروى للفريق القومى وعودته بكأس الأمم الأفريقية، وشاهدنا معزوفة المعلم حسن شحاتة وهنا أقصد المعلم الذى يعلم ويعطى الدرس لكل منا أن الأخلاق الأساس فى بناء النصر الكبير الذى حققه فى كل انتصار له ولأبنائه من الفريق ذلك هو الرجل ابن مصر مهبط الرسالات والأديان أرض العظماء الذين سجلوا بعرقهم وجهدهم الكثير من البطولات والإنجازات التى ربما غيرت مجرى الأمور وشكلت جزءا كبيرا من تاريخ البشرية .
وجدت نفسى أتساءل لقد حققت مصر نصرا مدويا عظيما على القارة الأفريقية فى مجال الرياضة وكرة القدم كان مشرفا لمصر ولأبناء الوطن 80 مليون مصرى. أين مصر الآن فى المجالات الأخرى؟
ولكى أكون منصفا لقد انتصرت مصر من قبل على كافة الأمم الأفريقية بل والمنطقة العربية فى مجال الديمقراطية انتصارا مدويا وحققت التجربة والتى أصبحت مثارا للجدل السياسى الذى ربما جعل الذين يعيشون المشهد السياسى لا يدركون هل ما وصلنا إليه من حال بفضل المناخ الديمقراطى صحيحا أم مغلوطا.
والعذر هنا لمن لا يدرك أبعاد التجربة الديمقراطية ولا يرصد عن كثب أحوالها وجوانبها الإيجابية والسلبية . ننتقد أنفسنا بشدة بل ونضرب أنفسنا بصورة مؤلمة أحيانا بقسوة طلبا فى الوصول إلى الحال الأفضل, وهنا اعتقد إننا قد حققنا كثيرا من خلال الديمقراطية . منها حرية التعبير وهذه قيمة,حالة الايدولوجيا الجدلية وهذه قيمة أخرى , المناشدات والاعتصام السلمى والذى حقق لأصحابه الكثير من المطالب ورد المظالم , النمو والنضوج الفكرى وهذه قيمة والذى ازعم أنه لا وجود له بمنطقتنا الإقليمية .والذى يميزنا عن الكثيرين من شعوب المنطقة والذى ظهر جليا فى الأزمة المصرية الجزائرية الكروية، لقد أصبح الفارق الزمنى الحضارى الفكرى بين المواطن المصرى ومواطن آخر بالدول الكبرى أقل طولا وزمننا .
وهذا ما يعتبر مبعثا للأمل فى مستقبل أفضل من حالنا اليوم .هناك من يقولون إننا نستطيع أن ننهض بمصرنا بحرية الفكر والديمقراطية وهذا ما حدث بالفعل مع الدول المتقدمة ولكن كيف سوف يكون الحال بمصر ؟
وإن كان سؤالى الذى لم أجد له أجابه وافية حتى الآن. أين جهود مصر والمصريين فى المجالات الأخرى ؟ وهنا اقصد وعلى سبيل المثال ( التعليم , البحث العلمى, الهندسة بجميع شعبها , الصناعة فىكل مجالاتها , الخدمات والبنية التحتية , مصر وعلاقتها بدول حوض النيل , البيئة , الطاقة المتجددة) وليس قصدى هنا إننا سوف نكون صورة طبق الأصل من أى دولة متقدمة ولكن اقصد مرة أخرى التقليل من الفارق الحضارى , ولكن كيف . هل سنقف وننتظر الحكومة أو الدولة أو رئيس الجمهورية لكى يدفع بنا . أبدا ليس هذا هو القصد وليست هذه أصول اللعبة. فى هذه الأيام اختلفت المقاصد وتنوعت السبل والطرق. لقد أصبحت المسؤولية تقع على عاتق الفرد نفسه وخاصة فى ظل تلك الثورة التكنولوجية الهائلة التى نعيشها .فلقد أصبح المجتمع و الفرد مسئولا عن نفسه وتطوير قدراته وخبراته طالما هنالك كل تلك المصادر التى لأتعد ولا تحصى من المعلومات.
ولكن هناك من يقولون عن الطبيعة ويستشهدون من ظواهرها كما كان يحدثنا الدكتور احمد زويل عبر الفضائيات وكان يتكلم عن الفرق بين الضوء الذى يصدر من لمبة نور عادية وهو عبارة عن فوتونات ضوئية تتحرك بصورة عشوائية وتتخبط فيما بينها كنتيجة عن إطلاق التيار الكهربائى داخل اللمبة ويقصد هنا العالم الجليل الخواص الفيزيقية للضوء وقارن سيادته بين الضوء والليزر وقال أنهما ينتجان من أصل واحد ولكن الليزر عبارة عن نفس تلك الفوتونات الضوئية ولكن يتم تركيزها بعدد من الانعكاسات بتقنية معينة لكى تصدر فى النهاية على شكل حزمة ضوئية نافذة وكما نعلم جميعا عن الليزر والقدرات الهائلة عنه.
إننا كمجتمع وهذه قوتنا الحقيقية وهذا ما نراه فى تلك الأيام التى نحتفل بها بانتصاراتنا الرياضية. نحتاج أن نركز جهودنا تماما مثل الليزر لكى نحقق قوة نافذة ثاقبة.هل نستطيع ذاتيا دون أن ننتظر من يقودنا؟ وهنا أسأل نفسى وأنا على يقين بأن هناك حقيقة تماثل فى السلوك بين جميع المخلوقات فى الحياة الإنسانية التى تتواجد فى محيط واحد. والسؤال هنا هل نستطيع بأن نوحد أنفسنا بأنفسنا وأن توحدنا الأهداف كما توحدنا الأزمات الرأى والرأى الآخر ووطنيتنا المسلم والمسيحى وقدراتنا وقوتنا الفكرية والعلمية والهندسية، لكى ننهض وأن يكون لنا نفس القدرة الثاقبة الخارقة مثل أشعة الليزر لكى نحقق لأنفسنا وللأجيال القادمة الاستدامة فى موارد الحياة العلمية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
*معمارى ومخطط مدن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة