عقد بمساء أمس، الثلاثاء، ضمن سلسلة ندوات المقهى الثقافى، ندوةً لمناقشة المجموعة القصصية "سعادة السوبر ماركت" للقاصة ضحى عاصى، والصادرة عن دار ميريت، ناقش الكاتبة الناقد د.حسين حمودة، والناقد د.هيثم الحاج على، وأدارها الناقد والروائى سيد الوكيل.
وأوضح "الحاج على" أنه "ليس من الطبيعى أن نعتقد بأن ما يعيشه المجتمع فى الوقت الحالى يتطلع إلى كتابة الرواية بشكل كبير، فأقرب ما يكون للتعبير عما نعيشه فى أيامنا هذه هو كتابة القصة القصيرة، لأن كثيرا من الكتاب يرون أن القصة القصيرة هى نوع من أنواع التدريب، وأظن أنها فن مراوغ إلى حد كبير يحتاج إلى امتلاك كثير من الأدوات التى ليس من الضرورى أن يمتلكها الروائى، فالروائى لديه مشروع بانورامى وطامح، أما القاص فلديه مساحة ضيقة جدًا".
وأشار الحاج إلى نصوص المجموعة القصصية التى تخرج من أرضية ذاتية يمكن أن نلصقها بالكتابة النسوية وهى التى تهتم بالتفاصيل الصغرى، وفكرة وحدة المرأة والافتقاد إلى الدفء والأمان، ومعالجة القضايا الاجتماعية من منظور نسوى".
وأضاف "كثير من الجمل التى استخدمتها الكاتبة فى نصوص مجموعتها جاءت بأسلوب فطرى تبدو أحيانًا ساذجة، وحين قياس هذه السذاجة لاستبطان حالة إنسانية تكون طازجة لطرح هم نسوى وعام لم يجعل من هذه القصص أشتاتًا مجتمعة".
وأضح حمودة أن "الكاتبة تطيح بكثير من المسلمات حول ما يكتب أو لا يكتب، ولكنها تنجح فى تناولها لقضايا ملموسة فى حياتنا قدمتها ببساطة بعيدة عن التعقيد، وأن كل التقنيات فى هذه الجماليات تسعى إلى إقامة صلات وروابط سهلة وبسيطة جدًا، وتنجح فى أن تشيد وشائج مع من يقرأ هذه القصص، فهذه القصص تتسم بقدرة توصيلية كبيرة تنأى عن التجريب وتنهل من مستويات متعددة بعيدة عما هو مهجور".
وتابع حمودة "هناك تجارب متنوعة فى هذه القصص نلمح فيها إحباطات المرأة، وطوق النساء إلى التحقق والاكتمال، ووضع المرأة العام وحنينها إلى تعامل أفضل مع الرجل"، وأوضح "أن العنصر البنائى فى هذه المجموعة يتمثل فى الأغنيات، وهناك إشارات إلى أغنيات متعددة مثل "بكرة يا حبيبى هانرسم سوا"، و"صباح الخير يا سيناء"، و"حلاوة شمسنا".
وقال أحمد النجار إن "المجموعة هى عمل ثقافى بامتياز، ويضم تنوعات مختلفة، فمعظم القصص تنطلق من الرؤية النسوية، حتى الاستثناءات التى انطلقت فيها بصوت الذكورى، فهى محاولة لترسيخ صور ونسق لنظرة المرأة إلى نفسها ونظرة المجتمع إليها، ينطلق من خصوصية المرأة لنفسها".
وأضاف "أنا مجبر على أن أتصور الإهداء إلى من أهدته إليه، ففكرة الحبيب الغائب، وتيمة الانتظار لمن لا يأتى، فمن هو الحبيب الغائب؟، وفكرة التكرار التى تفتش عن الحبيب، فالأب الغائب يتطور إلى الحبيب، وكذلك الأغانى تعود إلى فترة الستينات توحى بأننا ضحايا الأب الذى تركنا والزعيم الذى رحل عنا".
وأكدت ضحى عاصى على أنه "لا يمكن للمرأة أن تتصور حريتها بدون الرجل، وفكرة الكتابة النسوية هى أن المرأة تعبر عن أدق مشاعرها وليست ضد الكتابة الذكورية".