وصف السفير الإسرائيلى السابق لدى القاهرة زئيف ليفى، وعضو مركز أورشاليم للشئون السياسية، جماعة الإخوان المسلمين بـ "الطاعون" الذى يهدد أرض مصر، مشيراً إلى أن الحكومات المصرية المتعاقبة منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر دأبت على محاربتها.
وقال ليفى فى مقاله بصحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية إن قوات الأمن المصرية داهمت قياديى الإخوان فى حملة واسعة ظهر الاثنين الماضى، واعتقلت فيها 14 شخصاً من بينهم الرجل الثانى فى الحركة "محمود عزت"، وأعضاء من مكتب إرشاد الحركة عصام العريان وعبد الرحمن البر، كضربة قوية لبداية عهد المرشد الجديد محمد بديع.
وأضاف ليفى أنه ليس هناك ما هو مقدس فى الحركة، إذ شرعت السلطات المصرية فى قبض واعتقال الإخوان المسلمين بشكلٍ روتينى، منذ أن أصبحوا ينتمون إلى منظمةٍ محظورة رسمياً، مشيرا إلى أنه تم الحكم على عشرات الآلاف من الإخوان فى العشرين سنةً الماضية، وأصبح خمسةُ الآف رهن الاعتقال، بالإضافة إلى زج العديد من قيادتهم للسجون والمعتقلات إبان حكم عبد ناصر حتى الآن.
وأشار السفير الإسرائيلى السابق أن حركةُ الإخوان المسلمين ظلت مخلصة ً للتوجه الدينى "المتطرف" لمؤسسها "حسن البنا" ـ على حد قول الصحيفة ـ عام 1928 ورجل الدين العالم "سيد قطب" الذى دعا إلى عودة الخلافة الإسلامية وإرساءِ أُمةٍ إسلاميةٍ موحدةٍ تطبق الشريعة، بل وسمح بقتل المسلمين وغير المسلمين من أجل تحقيق هذا الهدف على حسب قوله، مضيفا أن مبادئ قطب باتت أساساً دينياً وعقائدياً وأيدولوجياً يهتدى بها "أسامة بن لادن" وتابعيه ومن على شاكلته.
وذكر ليفى أنّ الآلاف من الإخوان حظوا بالحرية فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى أُخلى سبيلهم بعد أعوامٍ من الاعتقال خلال الحكم الناصرى، وبعدها استأنفوا تشكيل المزيد من الحركات ذات الفكر المتطرف، سعياً وراءَ إقامة حُكمٍ إسلامى فى مصر وكان منها الجماعة التى خططت لقتل السادات.
وقال ليفى إن عهد الرئيس حسنى مبارك الحالى شهد التأثيرَ المتنامى للحركة، فعاصرت الدولةُ بعثا دينياً غير مسبوق، فقد عاد الملايين من المصريين العاملين بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج – فى الثمانينات والتسعينات – بعد هبوط أسعار النفط وما كان من أزمة اقتصادية، فكان هؤلاء مصدرَ دعمٍ وخير معينٍ للحركة واتجاهها، وزعم الكاتب أن مبارك سمح للإخوان بدخول الانتخابات العامة لعام 2005 بضغطٍ من الولايات المتحدة، ففازوا بـ 88 مقعداً فى البرلمان- كمستقلين- أى خُمس المقاعد الكليةِ، فشكّلوا معارضةً قويةً.
واليوم تحاول الحكومةُ تقويضَ أنشطة الحركةِ بالقبض المتتالى المستمر على الأعضاء، حيثُ يُطلقُ سراحُ بعضهم فى الحال ليعادَ القبضُ عليهم بعد أسابيع قليلة، والبعضُ لا يزالون فى السجون بأوامر إدارية، وآخرون تمت محاكمتهم وأدينوا فى قضايا مختلفة، بالإضافة إلى إغلاق 40 مؤسسةٍ ماليةٍ قامت بتمويل الإخوان والقبض على مديريها فى 2009 .
وأشار ليفى إلى أن عمليات القبض الأخيرة على أعضاء الجماعة جاءت بعد شهرٍ فقط من اختيار المنظمة لمرشدها الجديد محمد بديع المتعصبُ - على حد وصفه - كما أن مكتب الإرشاد الجديد تكوّن من العديد من المحافظين.
وأضاف السفير السابق أن السلطات المصرية تحاول جاهدةً منع زعيم الإخوان وأعوانهِ من بسط نفوذهم وإحباط أهدافهم، فحرّمت بديع وأعضاءَ مكتب الإرشاد من السفر خارج البلاد، لافتاً إلى أن الإجراءات الأمنية ضد الإخوان تأتى مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التى ستعقد خلال العام الجارى.
وأضاف ليفى أنه من جهةٍ أخرى فإن أجيال الشبابَ الطامحين لمزيدٍ من الانفتاح وبعض الإصلاحات - كتلك التى جعلت للحركةِ مكانا فى العملية الديمقراطية – لا يزالون فى حالة من الخوف من صرامة القيادات التى قد تمنعهم من تكرار نجاحهم الانتخابى.
للمزيد اقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة به
فى مقال بـ"جيروزاليم بوست"..
سفير إسرائيلى سابق: "الإخوان" طاعون يهدد مصر
الأربعاء، 10 فبراير 2010 11:43 ص
جانب من مقال زئيف ليفى فى جيروزاليم بوست
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة