لقد زاد فى الفترة الأخيرة وبعد أحداث نجع حمادى وما تبعه من أحداث الكلام عن اضطهاد المسيحيين فى مصر، وهذا كلام عار من الصحة بكل جوانبه.
أولا حادث نجع حمادى هو بكل الأشكال والحيثيات حادث فردى كثيرا ما يحدث فى صعيد مصر لا يمت للعلاقة الأذلية والقائمة من أكثر من 1400 سنة، منذ أن أتى عمرو ابن العاص إلى مصر وحرر المسيحيين المصرين من اضطهاد الرومان، وهذا تاريخ يعرفه المسيحيون قبل المسلمين، وأنا كفرد من هذا الشعب العظيم عشت طوال حياتى فى قريتى فى مركز أبوتشت محافظه قنا، وربع قريتى تقريباً مسيحيون عشنا مع بعض لا يفرق بيننا شىء غير صلاتى فى المسجد وذهاب إخوتى المسيحين إلى الكنيسة أكلنا وشربنا مع بعض، ولعبنا الكرة مع بعض اختلفنا واتفقنا لم يشعر أى منا بالفرق.
ما حدث يوم عيد الميلاد حادث خسيس، وكان ناتج عن حادث آخر وهو اغتصاب شاب مسيحى لطفله مسلمة، ومجتمعنا فى الصعيد لم يعرف بجرائم الاغتصاب وهذه أول حادثة اغتصاب تسمع عنها، وكما يعرف عن صعيد مصر وعن تعظيمهم لجرائم الشرف والعار وانتشار عادة الثأر، ما بالك بحادث اغتصاب وما تبعه من فضيحة أشعلت النار فى صدر عائلة هذه الطفلة، واججت روح الانتقام والثأر لشرف العائلة، ولم تجد العلاج المناسب من الحكومة التى دائما تتحرك بعد فوات الأوان.
ولقد تحرك بعض أفراد العائلة بنية الأخذ بالثأر، وتعاون معهم البعض من أجل تصفية الحسبات الشخصية واختلط "الحابل بالنابل"، وحدث ما حدث وهذه قضية ثأر للشرف بعيدة كل البعد عن التعصب الدينى، والدليل مقتل جندى مسلم، كما أن الكثير من المسلمين سارعوا لإسعاف المصابين، وهذا لا ينكره أحد والقتل الجماعى ليس بالغريب على المجتمع الصعيدى بدافع الأخذ بالثأر، ولعلنا نتذكر أحداث قرية أولاد علام بسوهاج التى راح ضحيتها 12 قتيلا، أكان هذا أحداث طائفية، بل هى العصبية القبلية بكل جوانبها، وزاد من ذلك الحالة الاقتصادية والبطالة التى تضرب جذورها فى محافظه قنا التى تجعل من أى تجمع مظاهرة يلعب فيها بعض المغرضين كما يشائون.
فماذا يريد إخواننا قباط المهجر، وما الحل العملى الذى يريدونه، هل تعين الحكومة عسكريا لكل مسيحى أم يريدون استقدام قوات متعددة الجنسية، أم يريدون تقسيم مصر إلى دولة مسيحية، وأخرى مسلمة، يا إخوانى أقباط المهجر أتحدى أحد منكم أنه لو تجول فى ربوع مصر أن يفرق بين شاب مسلم وآخر مسيحى، بغير أن ينظر إلى الصليب المرسوم على يد المسيحين، أو يعرف بيت المسلم من المسيحى، إخوانى أقباط المهجر اتركونا وشئننا، فمصر للمصريين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
حاتم عبد الظاهر عابدين يكتب: المسلمون والأقباط وكلام لابد منه
الأربعاء، 10 فبراير 2010 02:38 م