محمد حمدى

تحيا جمهورية مصر العربية!

الأربعاء، 10 فبراير 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعكس بعض الناس الذين استقبلوا اختيار أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم بتوجس، شعرت بأن هذا الرجل يمكنه أن يصنع شيئا فى التعليم، ومبعث هذا التفاؤل أن بدر يتمتع بشخصية جادة وحازمة، والتعليم فى مصر يفتقد الكثير من النظام والالتزام والحزم.. إلى جانب أشياء أخرى كثيرة تتعلق بالعملية التعليمية طبعا.

ومنذ الراحل مصطفى كمال حلمى الذى كان وزيرا للتعليم حينما كنت تلميذا فى المدرسة، لم أشاهد وزير تعليم فى مصر، يصر على فرض النظام، وانتظام العملية التعليمية، وفى الغالب كان معظم الوزراء لا يهتمون سوى بظهور صورهم وأخبارهم فى الصحف، ثم إحداث أى تعديل فى صلب العملية التعليمية ينسب له، ويأتى من بعده ليلغيه، كما فعل فتحى سرور حين ألغى السنة السادسة، وجاء حسين كامل بهاء الدين ليعيدها.

وخلال الفترة القليلة التى أمضاها زكى بدر وزيرا للتعليم لاحظت إصداره عدة قرارات فورية وسريعة، مثل إحالة مسئوليين للتحقيق لخطأ فى أسئلة امتحان النقل للنصف الأول من العام الدراسى، ثم إصراره على خضوع كافة أشكال التعليم الأجنبى والخاص لسيطرة الوزارة سواء أكانت فى المواعيد أو فى ضرورة رفع علم مصر على المدارس الأجنبية وتحية العلم المصرى وعزف السلام الوطنى صباح كل يوم.

ظاهرة المدارس الأجنبية ليست حكرا على مصر فهى موجودة فى كل أنحاء العالم، والغرض الرئيسى منها هو تلقى أبناء الجاليات الأجنبية تعليما وطنيا، وكأنهم يعيشون فى بلادهم، لكن فى مثل هذه الأحوال يكون التعليم الأجنبى محدودا، وفى الغالب لا ينضم إليه تلاميذ من أبناء البلد.

لكن لأن التعليم فى مصر بلغ من التدهور مداه، فقد لجأ من يستطيعون ماديا لإلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية على أمل تعليمهم تعليما حقيقيا، وأنا واحد من هؤلاء، ورغم انتمائى للطبقة الوسطى التى يفترض أن تلحق أبناءها بالتعليم العام او الخاص المصرى، فقد ألحقت أولادى بمدارس أجنبية، على اعتبار أن الاستثمار فى مستقبلهم هو أهم ما يمكن أن أقوم به فى حياتى، وهو أفضل ما أتركه لهم: تعليم حقيقى.. يمنحهم خبرات علمية وحياتية.. ويؤهلهم لسوق العمل بعد ذلك دون الحاجة إلى واسطة، ودون أن يعملوا فى غير تخصصاتهم.

لكن التوسع فى بناء المدارس الأجنبية فى مصر جعلها تقريبا دولة داخل الدولة، وقد بالغت بعض تلك المدارس فى الانفصال عن الواقع الذى تعيشه، بما فى ذلك رفع أعلام بريطانية وكندية وأمريكية، وبالتالى التوقف عن تحية العلم المصرى وعزف النشيد الوطنى.

وأحد أبرز مشاكل هذه المدارس الأجنبية أنها يمكن أن تؤدى إلى حالة من الانفصال بين الدارسين فيها والواقع المحيط بهم، ولو لم يلتفت أولياء الأمور لأبنائهم، فإنهم قد يصبحون غرباء فى وطنهم، خاصة أن علاقاتهم بالوطن تكاد تختفى داخل المدرسة تماما.. لذلك أعتقد أن إلزام المدارس الأجنبية برفع العلم المصرى وتحيته كل يوم، وعزف النشيد الوطنى المصرى، خطوة مهمة فى تصويب مسيرة المدارس الأجنبية فى مصر.. وهى بالمناسبة ليست قليلة العدد أو محدودة الانتشار.

وما دمنا جميعا نعيش على هذه الأرض فنحن متلزمون باحترام رموز السيادة فيها ومن بينها العلم والنشيد الوطنى.. وإذا كنت أعتبر أن هذه خطوة مهمة من زير التعليم، فإن التعليم العام الذى يدرس به السواد الأعظم من الناس يحتاج إلى الكثير من الإصلاح.. وعندها يمكن أن نقول إن هذا الوزير أنجز إنجازا حقيقيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة