اعتبروها فسحة للانطلاق وحالة انصهار

مفكرون:لا فرق بين الموالد المسيحية والإسلامية

الإثنين، 01 فبراير 2010 09:13 م
مفكرون:لا فرق بين الموالد المسيحية والإسلامية الموالد حالة وَجْد وشجن<br>
كتب بلال رمضان وتصوير محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد د.محمد حافظ دياب على أنه لا يوجد شعب أكثر عشقًا للموالد والولاة والقديسين مثل الشعب المصرى، مشيرًا إلى الدارسات تؤكد انضمام عدد كبير من الشباب للجماعات الصوفية، والتى ترى أن الجماعات الصوفية طريق للبحث عن الحقيقة.

جاء ذلك فى الندوة التى عقدت صباح اليوم، بالمقهى الثقافى، بعنوان "بهجة البسطاء.. موالد الأولياء والقديسين"، وشارك فيها كل من د.أحمد زايد، ود.عمار على حسن، ود.فاروق مصطفى، وأدارها د.محمد حافظ دياب، وحضرها المفكر السيد ياسين، والأديب يوسف القعيد، والدكتورة أمانى فؤاد، ويوسف الشارونى.

أشار فاروق مصطفى إلى أن البهجة والسرور تتمثل فى الشعائر الصوفية والنفحات الاجتماعية والهدايا، والذبائح، والممارسات الصوفية التى تتشابه بين المسلمين والمسيحيين، وهذا ما يؤكده المريدين بقولهم "رمينا ما تَعِبنَا على الولى".

وأكد أحمد أبو زيد على أنه كلما ذابت النظرة الضيقة للأمور الحياتية التى تتبناها بعض الجماعات أو الفرق وخاصة الجماعات السلفية، كلما تقدمت الشعوب، واتعست الرؤى واختفت مظاهر الاحتقان، وأضاف "درست خطاب المشايخ فى المساجد فوجدت أنه لا يوجد وقت للعمل، فمثلاً ما الفائدة من الخوض الزائد فيما يحدث بالقبور؟".

وتابع، عندما نتأمل المشهد العام للموالد نرى أن معظم هذه الأماكن يتواجد بها آثار فرعونية قديمة، وتتواجد مساجد وقبور وكنائس، وأكد أبو زيد أن الممارسات التى يقوم بها الناس فى الموالد تتشابه بين المسيحيين والمسلمين وأنه لا فرق بين مولد مسيحى أو مسلم، وأن الغالب والمعتاد هو زيارة المسلمين والمسيحين للموالد بشكل عام دون أى التمييز بين الموالد المسيحية أو الإسلامية.

كما أشار إلى أن بعض الموالد تتوازى مع بعض المناسبات الفرعونية مثل عيد الفيضان ونزول دمعة إيزيس، وأوضح أن زائرى الموالد يعتبرونه "المتنفس" أو "الحرية" التى يبحثون عنها، وذلك لاختفاء الممارسات الطبقية بالموالد، مؤكدً أن الحكومة ترقب الموالد من أجل الحفاظ على سلامة المريدين، دون أن تتدخل فى المظاهر الداخلية للمولد، وأننا حتى يومنا هذا لم نسمع عن حوادث ثأر داخل المولد.

وأوضح أبو زيد أن الصوفيين أو المريدين زائرى الموالد، ينظرون إلى الولى على أنه مصدر الحرية، فمن حق الولى أن يفعل ما يشاء وقت ما يشاء دون أن يؤخد على أفعاله.

وردًا على موقف السلفى من الصوفية، تساءل أبو زيد "ما الذى سوف يضر الدين إذا شكوت مظلمة لأحد المشايخ الذين أشعر معهم براحة أو صليت على النبى عند ضريح؟"

وفى نهاية كلمته دعا أبو زيد إلى دراسة الآثار الصوفية والأماكن التى تقاوم بها الشعائر الصوفية والموالد التى أصبحت مهددة بالاندثار.
وأكد عمار على حسن على أن هناك فرقا كبيرا بين الدين والتدين، فمظاهر التدين متعددة ومختلفة، مثل السعودية وأفغانستان وغيرها من البلاد التى تختلف مظاهر التدين بينها وبين البعض، وقال "يبقى الدين دينًا بسموه، ولكن التدين يتخذ أشكالا، فيتحول إلى أساطير أو إلى ثقافة سائدة مثل الاسلام السعودى والسنغالى، وهذه التحولات لا تعنى أن الدين قد جرح كما يعتقد البعض".

وأضاف "للأسف الشديد هناك خلط يؤدى إلى الالتباس فعندما، انتقد أداء الطرق الصوفية أو الإخوان المسلمين كأننى انتقد الإسلام نفسه، ونجد من يكفرنا".

وأشار عمار إلى أن بعض الممارسات التى كانت تؤدى أيام الفراعنة ما زالت تؤدى حتى الآن فى بعض الموالد، وهذا ما يدل ويؤكد على استمرارية الموالد، ودليل أيضًا على الامتزاج بين ممارسات المسيحين والمسلمين، والواقع أن المسحين والمسلمين يذهبون إلى موالد بعضهم بعضا، فالموالد حالة من الانصهار، فالموالد تعبير عن الثنائية التى يعيشها المجتمع المصرى، بين حبه للدنيا وتبركه بالأولياء من أجل الآخرة، وهذا ما لا نجده فى الدول الأوروبية".

وتابع، رغم ما نعشيه وكل ما يجرى حولنا من الروح السلفية، إلا أن الموالد فى تزايد، موضحًا أن ذلك يعد دليل على مظاهر التدين السمح، وعلى العكس فإن روح التدين السلفى لا ترى الطهر إلا فى نفسها فقط، وهى روح مغلقة.

كما أشار إلى أن الصوفية المصرية تحظى برعاية من السلطة الحاكمة؛ لأنها تحتاج إلى خطاب دينى يناهض حركات الإسلام السياسى والسلفى، فى حين أن الصوفية فى حاجة إلى السلطة لتحميها من السلفية.

كما أكد حسن على أن نظرة أمريكا وتبنيها لكفاح الإسلام السلفى بمساندة الصوفية، هى نظرة خاطئة قاصرة ترى أن الصوفية خانعة لا تشارك، لكن الصحيح أن الصوفية تشارك فى الأحداث السياسية.

وفى مداخلة للزميلة ياسمين القاضى الصحفية بالمصرى اليوم تساءلت عن أشكال الموالد التى تتمثل فى تعاطى البعض للمخدرات، والتى يبيح بعض المتعاطين لها فى الموالد أن هذا مباح من أجل أحد من الأولياء، فهل تتعارض مبادئ الصوفية مع الاسلام السمح؟

فقال أبو زيد علينا أن ندرس الصوفية الحقيقة التى قدمها مشايخ الصوفية مثل ابن عربى، والنفرى، وجلال الدين الرومى، أما عن تعاطى البعض للمخدرات، أو قيام البعض بممارسات شاذة، فهذا واجبنا أن ندرس هذه الظواهر ونقدم لهم إرشادات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة