الحصول على تنظيم كأس العالم شرف ما بعده شرف فهى أرقى البطولات الكروية وأكبرها على الإطلاق فهو الحدث الرياضى الأكبر والأهم على وجه الأرض.. لنكن صرحاء أكثر من ذلك.. لا تستطيع دولة عربية غير بلدان الخليج تنظيم المونديال العالمى.. فدول الخليج بنوك متحركة سلاحهم المال والبترول وقطر من تلك الدول فهى لا تملك مقومات الدولة الكبيرة ولا المؤثرة ولكنها تملك المال.. والمال تغدقه على من تشاء وبكثرة.. اعتمد الملف القطرى على الاستعانة بلاعبين ومسئولين كبار من أصحاب المهارات فى فن الإقناع واستجلاب العواطف ومخاطبة المشاعر من خلال حديث الأشخاص الذين تحدثوا عن الملف التى أسالت لعاب بعض أعضاء الفيفا والمتابعين للملف.. لعبت قطر بكل الأوراق من أجل تحقيق هذا الانتصار الكبير سواء كانت أوراقاً سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، وقد تكشف الأيام القادمة عن خبايا وأسرار وأوراق أخرى وخلافة والجميع يعرف كيف يدار الاتحاد الدولى لكرة القدم والذى يعيش حاليا أزمة أخلاقية تتمثل عن فضائح تلقى رشاوى وفساد أعضائه.. قطر استرضت الطرف اليهودى باستعانتها بطفل إسرائيلى فى لقطة من الفيلم التسجيلى أثناء عرض الملف القطرى يُعلن تأييده إقامة المونديال فى قطر، وأمنيته أن يتواجد المنتخب الإسرائيلى الشقيق للقطريين مع المنتخبات العربية وأن يتصافح اللاعبون معًا!! الفيفا المتهم بتلقى رشاوى لأعضائه خرق أحد أهم الشروط بموافقته على الملف القطرى، وهو شرط توفر الديمقراطية فى الدولة التى تنظم كأس العالم، ففى قطر لا تتوفر حريات سياسية بالمفهوم الغربى كالانتخابات العامة وتداول السلطة وحرية الصحافة وغيرها من القضايا، بل توجد مشكلة فى الإعلام القطرى إذ توجد ملاحظات سلبية كثيرة ناهيك عن أن منطقتنا العربية تعانى من ظروف أمنية غير مستقرة حيث يهدد الإرهاب الأمن وحياة المواطنين، وسيعرض الفرق المشاركة إلى الخطر هى وجماهيرها المصاحبة لها، مثلما كان الحال بجنوب أفريقيا.. سيظل للجدل والشكوك بسبب حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم محط تساؤلات وشكوك عديدة، وربما سيشهد مستقبلا ظهور فضائح مدوية كالتى نشرتها الصحف البريطانية عن فساد بعض أعضاء الفيفا.
