لم تقضِ انتخابات مجلس الشعب 2010 على وجود المعارضة الرسمية وغير الرسمية داخل البرلمان، وإنما جاءت النتائج لتعلن عن تصفية الجناح المعارض داخل الحزب الوطنى، وإسقاط أبرز رموزه ويأتى على رأس هولاء الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب منذ التسعينيات الذى أسفرت نتائج الانتخابات عن سقوطه فى مقابل نجاح 2 على مقعد العمال بدائرته، هما الإخوانى مجدى عاشور وعمر عبدالله مرشح الحزب الوطنى.
حمدى السيد المحسوب على الحرس القديم بالحزب الوطنى كان يعد من العناصر القليلة داخل الحزب الذى تجمعه علاقة طيبة مع جماعة الإخوان المسلمين سواء داخل نقابة الأطباء أو فى مجلس الشعب، لدرجة انه كان ضيفا دائما على موائد إفطار الإخوان السنوية، بل وصل الأمر إلى أن الجماعة اتخذت إجراءات عقابية صارمة ضد أحد أبنائها وهو السيد عبدالستار المليجى عندما أقدم على ترشيح نفسه فى مواجهة السيد فى انتخابات 2005 وإلى جانب علاقة السيد بالإخوان فإنه كان له عدة مواقف معارضة بشدة رغم انتمائه للحزب الوطنى أبرزها اتهاماته للحكومة بالفشل والتقاعس عن تنفيذ قانون التأمين الصحى فى بداية الدورة البرلمانية الماضية.
وتأتى الإطاحة بمحمد خليل قويطة لتؤكد أن الحزب لا يساند سوى المطيعين من أبنائه حيث كان يحلو للرجل ان يصف نفسه بأنه معارض من داخل الحزب، لاسيما وأنه سبق ورفض الانضمام للحزب من قبل أكثر من مرة، قبل أن ينضم عقب انتخابات 2005.
الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق لم يكن بعيدا هو الآخر عن القائمة، نظرا لانه كان أحد المعارضين فى الدورة البرلمانية لقانون منع الاحتكار، وأبدى عدة ملاحظات وصلت إلى حد الهجوم على القانون وكذلك لم يختلف الحال بالنسبة للدكتور جمال الزينى نائب دمياط الذى تقدم ببلاغ للنائب العام ضد السفير الكندى أثناء قضية مشروع اجريوم وصرح أكثر من مرة انه يحتفظ بمستندات تكشف تورط مسؤولين كبار فى هذا المشروع.
كما سقط فى الجولة الأولى الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم فى البرلمان السابق، وأحد أكبر قيادات الحزب، ليكرر سقوطه فى الشرقية للمرة الثانية بعد انتخابات 2000.
وقد تردد أن إسقاط شريف عمر، ومصطفى السعيد، يرجع إلى خلافات مع كبار قيادات الحزب ولجنة السياسات، خاصة أن مصطفى السعيد وشريف عمر كانا من النواب الذين يحظون بدرجة كبيرة من الاحترام وكان لكل منهما رأيه الذى اختلف فى بعض الأحيان مع آراء بعض قيادات الحزب، الأمر الذى جعلهما خارج السيطرة الحزبية.
