قرأت خلال الأيام الماضية تقارير صحفية عن بعض المسئولين المصريين ومنهم أمين التنظيم بالحزب الوطنى المهندس أحمد عز يستعينون بأشخاص لتكون وظيفتهم الوحيدة حمل الحذاء لسيادته والنزول إلى قدميه " الطاهرة " ليساعده فى ارتدائه الحذاء.
وحقيقة الأمر أن التقارير لم يشمل أمين التنظيم وحده، بل اشتمل على بعض المسئولين والملوك المصريين السابقين أمثال مصطفى النحاس باشا والملك فاروق وللأسف جاءت هذه التقارير مدعمة بالصور فى الوقت الذى نشرت فيه صورة للرئيس الأمريكى
وهو يرتدى حذاءه بنفسه دون مساعدة من أحد فى الوقت الذى يستكبر ويتعالى المسئول المصرى أن يرتدى حذاءه بنفسه وكأنها "عيية" أو نوع من أنواع الإهانة أو التقليل من شأن السيد المسئول "صاحب الجزمة".
واسمحوا لى أن أسرد واقعة حدثت أمامى بإحدى محاكم مصر بصفتى محاميا أتواجد يوميا بالمحاكم، لقد شاهدت أمين عام محكمة بدرجة مدير عام قارب الستين عاماً يأمر حرس المحكمة بوضع السجادة الحمراء نظرًا لقرب وصول مسئول كبير وفوجئت بانحناء الأمين العام ليمسح السجادة بيديه من بعض ذرات التراب حتى يدوس المسئول الكبير عليها!! ولكم أن تتخيلوا أن إنساناً كرمه الله يمسح بيديه المكان الذى سيسير عليه المسئول الكبير..
كما سبق أن شاهدت – والله – مدير عام جاوز الخمسين عاما – فى جهة حكومية كبيرة يساعد رئيس القطاع فى ارتداء الحذاء!!
لقد أردت من عرض هذه القصة أن أؤكد أن مسألة مساعدة الرئيس أيا كان موقعه هى "سلو بلدنا " وعادة اعتاد عليها البعض الذين انعدمت كرامتهم وماتت منذ زمن طويل.
وأعتقد أن السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة البغيضة الرغبة فى الوصول السريع لأعلى المناصب أو طمعاً فى حفنة من المال أو الحصول على علاوة أو حافز وذلك لاقتناع مرتكب مثل هذه العادة أن الوصول للمناصب العليا فى مصر ليس للأكفأ أو الأجدر أو الأنزه ولكن الوصول لمن يجيد "تلبيس الحزمة" بصورة صحيحة ويا حبذا لو أبدع وتفنن فى ربط الحذاء أو خطف "بوسة سريعة" من قدم السيد المسئول الطاهرة!!! التى لا تمشى إلا فى طريق الخير دائما.
وأؤكد أن من ضمن أسباب نكسة البلد هى سياسة الاستعلاء والاستكبار التى يتبعها بعض المسئولين وإحساس الألوهية الذى أصابهم ويتملكهم لدرجة أنهم لا يستطيعون العيش دون " لبيس الأحذية " لاعتقادهم أنهم دون وجودهم سيمشون عراة حفاة
وأصبح لدى السيد المسئول يقين وثقة أن مرءوسه يدور وجوداً وعدماً مع جزمة السيد المسئول فطالما وجدت الجزمة وجد أمثال هؤلاء الأشخاص من " اللبيسة " وإذا اختفى اختفوا معها.
و أرجو ألا يسألنى سائل عن حل هذه الظاهرة لأن ردى عليه أنه لا حل طالما أن الجزمة هى التى تحكم حياتنا !!
أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة