فى مشهد بدا غريباً، توافدت نائبات الكوتة على مجلس الشعب لاستخراج كارنيه العضوية، واتضح أن غالبيتهن فوق سن الخمسين، وإذا سألت عن درجة الجمال فهى لم تكن شرطاً فى اختيارهن.
الأمر اللافت هو أن حرص النائبات فى أول مرة يحضرن فيها إلى البرلمان على ألا يكن بمفردهن، فهناك من ذهبت بزوجها، وهناك من اصطحبت طفلها الصغير الذى لم يتجاوز عمره السنوات الست، أو ابنتها ذات السنوات العشر، كما أن هناك من استندت على ابنها الشاب لعدم قدرتها على المشى، لكن هذا لا يمنع خروج نائبات عن هذا المشهد، خاصة اللاتى لهن باع فى العمل العام، مثل الدكتورة مؤمنة كامل، والدكتورة خديجة خطاب، والمذيعة حياة عبدون.
وبعيداً عن المظهر الذى قد لا يكون بالضرورة مقياساً لأداء النائبة، سألنا عدداً من نائبات الكوتة عن رؤيتهن للمرحلة القادمة، وعن أهم القضايا التى تستحق المناقشة فى البرلمان، وكانت البداية مع المهندسة نهى خاطر، من بنى سويف، وتعتبر أصغر نائبة فعمرها 35 عاماً ومتزوجة ولديها كريم 10 سنوات وعمر 7 سنوات، والتى قالت إنها ستولى اهتماماً بمناقشة قضايا الفساد فى الإدارات الهندسية بالمحليات، وأشارت إلى أنها، أثناء زيارة الرئيس مبارك لبنى سويف، تحدثت أمامه عن عدد من المشكلات التى تواجه المواطنين فى اللائحة التنفيذية لقانون المبانى الموحد، مثل اشتراطات معينة فى واجهات المبانى، ووجود جراجات، وبالفعل حدثت تعديلات بعد ذلك فى اللائحة، وتم إلغاء الجراجات فى المبانى بالقرى، وأبدت رغبتها فى الانضمام للجنة الإسكان لأن لديها ملفا يتعلق به، مثل الاستيلاء على أراضى الدولة ببنى سويف، وتقنين أوضاع العشوائيات.
ومن بنى سويف أيضاً أوضحت الدكتورة نجوى حسن، دكتوراة فى القانون الدستورى عام، وتعمل مفتشة إدارية بالنيابة العامة، أن لديها بعض التعديلات التشريعية التى تتمنى أن تنجزها، منها تجريم ولى الأمر فى حالة زواج القاصرات، وأن يقدم بنك ناصر مرتباً للمرأة خلال الفترة الانتقالية قبل أن تحصل على الطلاق، وتعديل القوانين المجحفة للمرأة، مثل مساواة العقوبة فى الزنى بين الرجل والمرأة.
ومن سوهاج أكدت الدكتورة ماجدة محمد محمود، إخصائية نساء وتوليد، أنها ستركز على أفكار وقضايا ترى أن لها أولوية بالنسبة للمرأة فى سوهاج، وإن كانت ترى أن قضية المرأة المعيلة، وتسرب المرأة من التعليم، فى مقدمة ما سوف تطرحه على البرلمان، وستقوم بدراسة وقراءة الكتب التى سلموها لها فى الحقيبة من الأمانة العامة للمجلس، والتى تضم الدستور ولائحة المجلس وقانون المجلس.
وأشارت الدكتورة نجوى واعر، من الوادى الجديد، إلى أنها خاضت انتخابات شرسة، ونجحت فى الفوز لأنها ليست جديدة على العمل الشعبى، فهى أمينة المرأة بالمحافظة، وتعمل أستاذة فلسفة وعلم نفس بكلية تربية الوادى، مؤكدة أهمية التنمية البشرية كقضية تشغلها، وترى أنها أساس نهضة المرأة.
وقالت نائبة العمال الحاجة خديجة عثمان، عن دائرة الجيزة، إن الدائرة كبيرة ومشاكلها عديدة، من صرف صحى ومياه، لكنها كأمينة للمرأة بالعمرانية، التى شهدت أحداثاً مؤسفة بين المسيحيين والأمن مؤخراً، ترى أن قضية الوحدة الوطنية ستكون على رأس القضايا التى يجب أن تتصدى لها تحت قبة البرلمان.
هكذا يبدو أن ملف المرأة وقضايا الأسرة سيكون الشاغل الأكبر والرئيسى لنائبات الكوتة، خصوصاً فى المحافظات، كما يبدو أن كثيرات من النائبات رسمن صورة واضحة لأدائهن البرلمانى تحت قبة المجلس، وعلى الرغم من أن جميعهن لم يخرجن من عباءة المجلس القومى للمرأة، فإنهن ما زلن بعيدات، كما توقع الدكتور أحمد فتحى سرور، عن معرفة الاحتياجات الحقيقية والملحة للدوائر التى يقمن بتمثيلها لأنها ببساطة دوائر كبيرة جداً.

سليمة عبد الرحيم

صبيحة حسن مع ابنتها