ليس من البديهى أبدا أن يفوز الحزب الوطنى بهذه الأغلبية الكاسحة بعد كل ما شاهدناه من اعتصامات وإضرابات طوال عام مضى أطلق عليه البعض عام الاعتصامات, كيف يكون لهم الغلبة فى ظل كل ما يمر به الشعب من أزمات، وارتفاع فى الأسعار ومشاكل يقابلها الشباب من بطالة وعنوسة كيف فى ظل قمح مسرطن، ومياه ملوثة، وأزمة سكن، وخبز وتعليم وغذاء وغاز وكهرباء، هل هبط الحب فجأة فى قلوب الشعب بين صبح وضحى، وانهالت التبريكات على تلك الحكومة التى باتت بالأمس مسار انتقادهم واحتجاجاتهم واعتصامهم وهرب العديد منهم للعمل بالخارج بطرق شرعية وغير شرعية، المهم هو الفرار من جحيم البطالة والفقر، ومن لم يمت غارقاً فى البحر فى رحلة الهرب أراح نفسه وانتحر.
كيف يفوزون فى معارك انتخابية يصفونها بالنزيهة، شهد عليها العالم أجمع، وشاهدها الجميع على شاشات الفضائيات ومقاطع الفيديو، وعلى صفحات الجرائد والصحف، ثم يتبعوها بتصريحات ساذجة جعلت منا أضحوكة فى فم الدول العربية منها والأجنبية، حتى الصحافة الهندية تهكمت علينا هى الأخرى، وسيل من النكت والرسوم المضحكة جعلتنا مسار سخرية للجميع فى صحف العديد من الدول العربية والأجنبية، حتى الصحافة الإسرائيلية لم ننجُ منها، إسرائيل بكل جرائمها وانتهاكها الحقوق واغتصابها الأرض والوطن تصفنا اليوم بعدم الصدق وعدم الشفافية يا الله.
ولكن حتى الكذب فشلوا فيه، وكما قيل فى الأمثال الشعبية (كذب مساوى ولا صدق مفركش) لم يفلح رجال الوطنى لا فى كذب مساوى ولا كذب مفركش، وباتت أكاذيبهم واضحة جلية كوضوح الشمس، أكاذيب يتلوها على مسامعنا معتقدين أننا نعيش مع أهل الكهف، أو أننا لا نسمع ولا نرى، وكأننا من ساكنى القبور, أكاذيب كان نتيجتها برلمان خال تماما من المعارضة، برلمان سيكون الخصم والحكم القاضى والمتهم.
تهانينا للحزب الوطنى بالفوز بالضربة القاضية على كل معارضيه.. تهانينا للحزب بالبرلمان الجديد.. وإن شاء الله يتربى فى (عزو).
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة