كشف دبلوماسى أمريكى، أن واشنطن خاطبت قادة ومسئولين بالدول التى ورد ذكرها فى تسريبات ويكيليكس لإبلاغهم بما سيحدث قبل نشر الوثائق على الموقع، لافتاً إلى أن المخاطبات تمت يوم عيد الشكر الماضى.
وقال السفير جيفرى فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، "تلقينا العديد من الردود الأفعال التى تضمنت الدهشة والغضب فى الوقت نفسه"، مضيفاً "كنا قلقين بشأن معنى حدوث ذلك"، وأضاف أنه تحدث عن المخاطر التى يسببها وعن كيفية القيام بالعمل الدبلوماسى فى غضون تلك الأحداث.
وأضاف فيلتمان، وأعرف من التقارير التى تردنا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، أن هناك مخاوف كبيرة لدى أصدقائنا وحلفائنا حول العالم، داخل الحكومات ومن ممثلى المجتمع المدنى، كما أثارت تلك الوثائق قلق الحكومة الأمريكية.
وأكد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، أن وثائق ويكيليكس تمثل هجوماً على المجتمع الدولى وعلى حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، وتعد تهديداً لـ"الرخاء الاقتصادى"، وذلك خلال اللقاء الذى عقده مع عدد من الصحفيين بالأردن، واليمن، ومصر، والجزائر، ولندن، وقطر، عبر الهاتف.
وأوضح فيلتمان، أن السفارات الأمريكية تحتاج إلى أن يكون هناك مدى واسع من العلاقات والاتصالات، وأضاف أن شركاء الولايات المتحدة يتفهمون ذلك، مشدداً على أن المراسلات التى ترسل من السفارات الأمريكية حول العالم تكون عادة معلومات "خام وبدائية وغير مكتملة" لمساعدة صناع القرار بواشنطن فى تحديد سياستها واتخاذ القرارات اللازمة.
وتجنب فيلتمان الخوض فى تفاصيل الشائعات التى تدور حول كون إيران أو إسرائيل وراء تلك التسريبات التى نشرت على موقع ويكيليكس، وقال إنه هناك تحقيقات جنائية تجرى حول الأمر، وأن وزارة العدل الأمريكية تحقق فى الأمر أيضاً، مضيفاً أن الأمر يبدو وكأن أحدهم كان لديه حق الدخول إلى تلك المعلومات السرية، وقام بدوره بإرسالها إلى شخص آخر أو إلى ويكيليكس، مشددًا على أن الإيحاء بوجود نظرية المؤامرة وأن الحكومة الأمريكية أو المخابرات وراء ذلك أمر "محال"، مؤكداً أن المسئولين المحترفين الذين يعلمون بالحكومة الأمريكية لا يمكن أن يكونوا متورطين بأى شكل من الأشكال فى تلك الأنشطة التى تدمر علاقة الولايات المتحدة بحلفائها.
وأشار إلى أنه لا يهتم كثيراً بدوافع من قام بتسريب تلك الوثائق، فى حين ينصب اهتمامه الأكبر على المضى قدماً فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية التى تربط الولايات المتحدة بحلفائها وشركائها.
وحول مدى تأثير تلك التسريبات على العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا والدول التى تضمنتها التسريبات، قال فيلتمان إنه بالتأكيد هناك أثر لتلك التسريبات على كيفية القيام بالمهام الدبلوماسية.
وأشار فيلتمان إلى أن الحاجة إلى العمل معاً ستدفعنا للمضى قدماً مع شركائنا، وأن الشراكات التى عملت إدارة أوباما على تكوينها ستتخطى تلك العقبات، لأن الشراكة تعتبر أولوية.
أكد فيلتمان، أنه يجب العمل على بناء الثقة التى يقوم عليها الحوار بين الولايات المتحدة وشركائها، وأنه بدأ بالفعل العمل من أجل استعادة تلك الثقة، مضيفاً أنه يتم العمل الآن على حماية المعلومات التى ترد من المصادر، وأن يشعر المصدر بخصوصية وسرية ما يصرح به، مضيفاً "عملى كدبلوماسى يجعلنى أقوم ببناء مصادر موثقة، وتسريب تلك المعلومات السرية يجعلنى أشعر بالغثيان".
وأضاف "كدبلوماسى أتمنى أن أرى موقع ويكيليكس متوقف، وأحث من يعملون به على وقف بث المعلومات التى تعرض الأفراد والمنظمات للخطر".
قال فيلتمان، إن هناك 3 محاور يتم العمل عليهم الآن، ألا وهم: الإعراب عن الندم العميق من جانبنا بشأن ما حدث، والعمل على حماية المعلومات وعلاقاتنا مع الأشخاص الذين ذكروا فى العلن، والمضى قدماً فى العلاقات، مؤكداً أن الاهتمام المشترك والاحترام المتبادل سيدفعون العلاقات قدماً.
كما تلقى فيلتمان تساؤلاً حول ما يواجهه جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الآن من تهم وما يمثله ذلك من محاولات أمريكية تقتبسها من "دول العالم الثالث" من أجل محاصرته؟، قال فيلتمان إن التهم الموجهة لأسانج لا علاقة لها بالولايات المتحدة، وأنه يجب توجيه هذا السؤال للسلطات فى بريطانيا والسويد.
وحول ما إذا كان الإدارة الأمريكية لديها الآن إجراءات لحماية الناشطين فى حقوق الإنسان الذين وردت أسماؤهم فى الوثائق التى تم تسريبها، خاصة فى ظل تواجدهم فى أنظمة ديكتاتورية، قال فيلتمان "نقيّم الآن فى وزارة الخارجية الاستراتيجيات التى يمكن عملها بشأن هؤلاء الذين يتم تداول أسمائهم فى وسائل الإعلام"، مضيفاً إن ذلك يثير مخاوف مشتركة لدى الإدارة الأمريكية أيضاً، ويظهر كيف أن تسريب تلك المعلومات فى الإنترنت أمر "غير مسئول بالمرة".
وأكد فيلتمان، أنه مازالت هناك أجندة تعمل عليها الإدارة الأمريكية من قبل تسريبات ويكيليكس، مثل تحقيق السلام الشامل بالمنطقة، وغيرها من الأمور التى سيتم مواصلة العمل عليها.
وفيما يتعلق بما كشفته الوثائق حول إيران وعلاقاتها بدول المنطقة، قال إن الأمر غير مفاجئ، لأن جيران إيران مثلهم مثل المجتمع الدولى يبغون رؤية إيران تفى بالتزاماتها الدولية، وأنهم يريدون أن يروها كلاعب على الساحة الدولية والإقليمية، "ولكنها لا تلعب وفقا للقوانين الدولية".
وفيما يتعلق بتأثير تلك الوثائق على الوضع فى لبنان، قال إن الأمر لا يتعلق بلبنان وحدها ولكن بالعالم كله، مضيفاً أن الأمر فى لبنان تحديداً يدور حول الأشخاص الذين يحاولون استخدام العنف لمنع المحكمة الخاصة بمقتل الحريرى، مؤكداً أنه لا يوجد مبرر للقيام بأعمال عنف.
دبلوماسى أمريكى: قادة بعض الدول علموا بتسريبات "ويكيليكس" قبل نشرها
الأربعاء، 08 ديسمبر 2010 08:18 م
جيفرى فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة