قال مصدر مسئول بهيئة موانئ البحر الأحمر إن عدد هذه العبارات سيرتفع لـ 11 مع انضمام العبارتين المتوقفتين حاليا، وهما: "محبة" التى تخضع للصيانة و"عمان" التى تخضع لإجراء تعديلات للتوافق مع شروط السلامة البحرية الدولية، مشيرًا إلى أن آخر عبارة انسحبت من الموانئ المصرية كانت "مودة" التى اتجهت للعمل على خط ملاحى بين السودان والسعودية، ومتوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة انسحاب عبارات أخرى لينخفض عددها عن ذلك.
حالة الانهيار التى تعانى منها حركة نقل الركاب عبر البحر لانخفاض عدد العبارات العاملة بالموانئ ـ اعترف بها تقرير رسمى صادر عن قطاع النقل البحرى بوزارة النقل خلال الفترة من 2005 إلى 2009، كاشفا استمرار انخفاض أعداد الركاب بشكل سنوى، بل وتزايدت نسبة الانخفاض عامًا بعد عام فى موانئ البحر الأحمر، وذلك نتيجة لانخفاض أعداد العبارات.
وأجرى التقرير مقارنة بين أعداد الركاب الذين سافروا بحرًا عبر جميع الموانئ المصرية خلال أعوام 2005، 2006، و2007، و2008، و2009، معترفًا بتراجع أعداد الركاب ابتداء من 2005، حيث وصلت إلى 2.8 مليون راكب عام 2009 بنسبة انخفاض 5.5% عن العام السابق، مقابل 3 ملايين راكب فى 2008 بنسبة انخفاض 8%، و3.3 مليون راكب فى 2007 بنسبة انخفاض 3.7%، و3.4 مليون راكب فى 2006 بنسبة انخفاض 8.4%، وفى 2005 بلغ أعداد الركاب 3.7 مليون راكب.
وأوضح التقرير أن موانئ البحر الأحمر التى تضم سفاجا والغردقة ونويبع والأدبية والسويس وشرم الشيخ ـ سجلت استقبال أكبر عدد من الركاب خلال أعوام المقارنة.. وصل فى عام 2009 إلى 2.1 مليون راكب بواقع 74.2% من إجمالى الركاب الذين سافروا من خلال جميع الموانئ المصرية، وحققت انخفاضاً بلغ 14.1% فى 2009 بالمقارنة بعام 2008، و10.3% فى 2008، و2.9% فى 2007، و6.6% فى 2006.
وأرجع مسئول بوزارة النقل لـ"اليوم السابع" الانخفاض إلى تناقص أعداد العبارات التى تعمل فى نقل الركاب عبر الموانئ المصرية، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة السفر بحرًا حتى وصلت تكلفة الرحلة ذهاب وعودة إلى (1600) جنيه فى الوقت الذى لا تتعدى فيه رحلة الطيران على (2200)جنيه، وذلك راجع إلى أن جميع العبارات العاملة بالموانئ المصرية حاليًا تعمل بالوقود الخفيف مرتفع التكلفة، فى الوقت الذى كانت تعمل فيه العبارات قبل عام 2006 الذى شهد حادث العبارة السلام 98 ـ بالوقود الثقيل منخفض التكلفة، مشيرًا إلى أنه لكى تعمل العبارة حاليا بالوقود الثقيل تحتاج لإجراء تعديلات فى محركاتها.. تتطلب تكلفة مرتفعة جدا.
وأكدت مصادر أن نسبة الانخفاض فى أعداد الركاب المسافرين بحرًا فى 2010 لن تقل عن 15%، وهو ما يتماشى مع تقرير هيئة موانئ البحر الأحمر الصادر عن حركة الركاب خلال شهور رجب وشعبان ورمضان، والذى كشف انخفاض أعداد الركاب المسافرة بحرًا خلال هذه الشهور بنسبة 15% بالمقارنة بالعام الماضى.
وشهد عام 2010، لأول مرة توقف نقل الركاب عبر ميناء السويس (بور توفيق)، وذلك بعدما امتنع جميع مشغلى العبارات عن العمل ونقل الركاب من خلاله، وكذلك إلغاء الحج البحرى لأول مرة، نتيجة عدم إقبال أى من مشغلى العبارات على الاشتراك فى نقل الحجاج من الأرضى المصرية مباشرة للأرضى المقدسة بالسعودية، والذى كان يتم عبر موانئ سفاجا، والغردقة، والسويس قبل أن تتوقف عمليات نقل الركاب من خلاله، وأحجم مشغلو العبارات عن التقدم للممارسة التى أعلنت عنها وزارة الداخلية لنقل حجاج القرعة، مبررة ذلك بأن رحلات الحج لم تعد اقتصادية، فيما أرجعت الداخلية ذلك لافتقاد العبارات شروط السلامة وعدم توافقها مع مواصفات الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح فى البحار.
المفاجئ أنه رغم هذه الحالة التى وصلت إليها حركة نقل الركاب عبر البحر وانهيار أسطول العبارات العاملة بالموانئ المصرية ـ خرج المهندس علاء فهمى، وزير النقل فى بيان رسمى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، معتزًا بما حققه فى نقل الركاب عبر البحر، معتبرًا أن موسم الحج البحرى هذا العام كان ناجحا، رغم أنه تم إلغاؤه ولم يوجد حج بحرى هذا العام، وهو ما أكدته الوزارة ذاتها فى بيان لها قبل موسم الحج، قائلا: "إن أحد أهم أسباب نجاح موسم الحج هذا العام هو المتابعة المستمرة والتنسيق الجيد بين كل المسئولين فى الإدارات المختصة بهيئة موانئ البحر الأحمر وقطاع النقل البحرى والهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية مما كان له عظيم الأثر فى تنظيم وتنفيذ رحلات الحج ذهابًا وعودة مما ساهم فى تنفيذ موسم حج ناجح وبدون أى مشكلات".
رسم بيانى يكشف انخفاض حركة الركاب عبر النقل البحرى
