قالت الباحثة الأسبانية "بندتتا بلونى"، إن كثيرا من الأعمال الأدبية الأسبانية حرصت قديما على إظهار العرب والمسلمين بشكل سيئ، وهذا بسبب مسايرة الكتاب والمبدعين الأسبان للفترة التاريخية التى قام فيها الملك "فيليب الثالث" بطرد جميع العرب والمسلمين من أسبانيا، وأساء معاملتهم وبالتالى جاءت الأعمال الأدبية متضمنة تلك الفترة وأظهرت العرب على أنهم كائنات تستحق الطرد والتشريد.
وأضافت بلونى خلال الجلسة الأولى من مؤتمر "العلاقات المصرية الأسبانية عبر العصور" والذى ينظمه اتحاد الأثريين العرب بكلية الآثار يومى 8و9 من الشهر الجارى والتى عقدت صباح اليوم، وناقشت الأعمال الأدبية الأسبانية التى جسدت صورة مصر وتحدثت عنها، مشيرة إلى أن الكاتب الأسبانى كالديرون دى لاباركا والذى يعد واحدا من أشهر المبدعين فى العصر الذهبى الأسبانى، اهتم بالتركيز على علاقة المسلمين بالأقباط فى مصر، والتى تعرف عليها من خلال زياراته المستمرة لمصر من وقت لآخر، فاكتشف أن هذا البلد يستحق أن يكون له الفضل فى تأسيس الحضارة المسيحية وتختبئ فيه العائلة المقدسة.
وقالت الباحثة الأسبانية ماريا فيرناندا، إن الكاتب الأسبانى اسا دى كيروس، تناول صورة مصر فى كتاباته بعد زيارته لها خلال افتتاح قناة السويس أثناء عمله مراسلا لإحدى الصحف البرتغالية، واعتمد فى تكوينه لصورة مصر على المعلومات التى ذكرها له أحد أصدقائه النوبيين والذى رافقه طوال رحلته، ولكنه اكتشف أن هذه المعلومات يشوبها كثير من الأخطاء وليست صحيحة بدرجة كافية، لذلك اعتمد على المعلومات التى ذكرها له فرديناد دليسبس.
وأضافت فيرناندا أن كيروس قام فور عودته إلى البرتغال بتدوين يومياته فى مصر، وعندما توفى قام ابنه بتجميع هذه اليوميات فى كتاب ضخم ستصدر ترجمته قريبا عن المجلس الأعلى للثقافة.
أما الباحث الدكتور باسم صلاح فتحدث عن طريقة معالجة الكاتب الأسبانى ايزاك مونيوث، للصورة المصرية فى أعماله، مؤكدا على أن كتاباته ركزت على إظهار العلاقة بين الرجل والمرأة خاصة فى مصر الفرعونية، وأصبحت هذه العلاقة محلا للانبهار والإعجاب، وانتقلت من مونيوث لمعظم الكتاب الأسبان الشباب.
وقال الباحث الدكتور محمد الصغير، إن رواية "المنطقة الأكثر شفافية" للكاتب الأسبانى كارلوس فونتيس، جاءت مزدحمة ومليئة بالشخصيات والأحداث فبدت للقارئ وكأنها نوع من الفوضى والعبث، ولكن الكاتب استطاع أن يضع أسلوبا أدبيا خاصا به يمزج كل هذه الشخصيات والأحداث مع بعضها بشكل يدفع الملل عن القارئ.