ظل هانى أبوريدة، عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد الدولى ونائب رئيس اتحاد الكرة، صامتا طوال الفترة الماضية، ولم يعط اهتماما لكل الغوغائيين فى إحدى الشاشات الفضائية الذين ظنوا أنهم قادرون على حرق تاريخه الرياضى الطويل وطمس إنجازاته بالاتهامات الصبيانية والملاسنات الكاذبة والسب والقذف المباح وغير المباح الذى وجهوه ضد أبوريدة.. وكنت أحيانا أشفق على هذا الرجل وأسرته الكريمة التى كانت أحيانا كثيرة تشعر بالألم والحزن والوجع من سيل الأباطيل والأكاذيب ضد أبوريدة.. ولكن الرجل آثر الصمت لأنه كان متأكدا أن دوره الذى يقوم به لا يمكن الإفصاح عنه والكشف عما يقدمه.. فمثلا هاج هؤلاء المراهقون إعلاميا ضد الجلسة السرية مع القطرى محمد بن همام رئيس اتحاد الكرة الآسيوى، وظن هؤلاء الغلمان أنهم يستطيعون تصدير الفتنة بين الدولة وأبوريدة، وكأنه يعمل لصالح الجانب القطرى فى ملف كأس العالم بمعزل عن الحكومة المصرية، والذى لا يعرفه ولن يعرفه هؤلاء الغوغائيون أن كل تحركات وتصرفات أبوريدة كانت بأوامر عليا ينفذها الرجل بحرفية واحتراف عاليين، واستطاع هذا الرجل أن يضمد جراحا بين مصر وقطر عجزت السياسة الخارجية عنها.. ولم يكشف أبوريدة وسط كل حالة الصراخ ضده والاتهامات الموجهة إليه الدور الأصلى الذى يقدمه ويقوم به، وظل يتحمل أكاذيب الصبيان وتتحمل أسرته معه أحقاد الحاقدين إلى أن تم تتويج قطر بتنظيم كأس العالم 2022 وكانت أولى الرسائل بالشكر تخص مصر حينما قدم أمير قطر الشكر إلى شعبها ورئيسها، مؤكدا على الدور المصرى لمساعدة دولة قطر فى الحصول على ملف تنظيم كأس العالم. وربما الذى لا يعرفه أيضا صبيان الإعلام الفضائى الجلسة السرية التى تم عقدها فى فيلا أحد رجال الأعمال المصريين بالقاهرة مع مسؤولين بارزين من روسيا فى حضور هانى أبوريدة للتنسيق لكى تمنح مصر صوتها لروسيا فى ملف كأس العالم 2018، وبعد هذه الجلسة المطولة سافر أبوريدة لملاقاة بوتين رئيس وزراء روسيا لكى يؤكد أن صوت مصر سيذهب إلى روسيا.. فهل يعلم صبيان الفضائيات أن أبوريدة منح صوته لروسيا وهل يعلمون أيضا أن أبوريدة يتعامل مثل السفراء لا يأخذ قرارا مزاجيا.. أو انفراديا بل يعود إلى الحكومة المصرية أولا.. لأنه يعلم ويعرف أنه مصرى أولا، يمثل هذا الوطن الكبير فى أرجاء العالم.. ودوره الأهم والمهم أن يكون خير سفير للوطن المصرى. وبالطبع هناك تفاصيل كثيرة لدوره المهم فى الاتحاد الأفريقى لا يعلم الغوغائيون عنها شيئا، ولا يستطيع أبوريدة الإفصاح عنها ولكنه سيظل صامتا لا يتكلم لكى يجد هؤلاء الغلمان مادة يملأون بها شاشاتهم الفارغة، أو ربما يعيد هؤلاء حساباتهم إذا علموا ماذا جرى -بشأن مباراة الأهلى الأخيرة فى تونس- لحكام المباراة.. أو ربما يراقبون صديقهم سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الذى تراجع وعاد ليقف فى صف أبوريدة رغم أنهم كانوا تعاونوا معه لاتهامه أبوريدة بالخيانة العظمى فى انتخابات الاتحاد العربى.. فلماذا لا يسألون أنفسهم عن سر تراجع زاهر ونسيان هذه الخيانة.. أى أن الحقيقة المؤكدة لم يعرفها هؤلاء حتى الآن ولكنى متأكد أن أفعالهم تقع فى بند«طيش العيال».. وبالطبع ليس على العيال حرج.
كارثة التشنجات والشغب التى جرت أحداثها فى الصالة المغطاة بالقلعة الحمراء عقب هزيمة الأهلى أمام الجزيرة فى السلة- جرس إنذار أخير لكل السادة المسؤولين فى المحروسة.. لأن تلك الجماهير بالطبع ليست جماهير كرة سلة ولا تعرف ولا تفهم فى هذه اللعبة شيئا، ولكن لماذا كل هذا الهياج وما أسباب كل هذا العنف.. هل حقا أن الجماهير غاضبة بسبب هزيمة فريقها أمام الجزيرة، بالطبع لا.. لأن هزيمة الأهلى لا تقدم ولا تؤخر ولن تهز مكانته فى جدول المسابقة، فالمباراة نتيجتها ليست مؤثرة.. إذن فلماذا كل هذا الغضب.. أزعم أننا أمام هوس كروى جديد سيكون بديلا للهوس الدينى الذى استطاعت الدولة فى الـ20 سنة الأخيرة إسكات صوته.. تارة بالقوة أو بالحوارات والمراجعات تارة أخرى.. وعلى ما يبدو أن هذه الهجمة أو هذا الهوس نتاج البطالة التى طالت شباب مصر بكل أطيافه، فلم تعد البطالة مقصورة على خريجى الجامعات بل طالت كل الحرفيين والمهن المختلفة.. لأننا أصبحنا نعيش فى أزمة معقدة، فنحن نعيش فى أزمة نقص عمالة فى كل المهن ونعيش أيضا أزمة بطالة غير طبيعية.. وأزعم أن تلك الإشكالية الكبرى والمعادلة المعقدة تحتاج أن تكون على أجندة الحكومة القادمة الجديدة التى ننتظر قدومها عقب الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب.. وإذا لم تستطع الحكومة القادمة حل هذه الأزمة فانتظروا شغبا وهوسا كرويا سيهز أرجاء المحروسة لأن ملاعب وستادات الكرة هى أكبر تجمع محتواه من الشباب الثائر دوما والغاضب طوال الوقت والرافض لحياته ومعيشته والمتطلع للأفضل الذى لا يجده أبدا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة