أكد السفير إبراهيم أنصار سفير سريلانكا بالقاهرة، عمق العلاقات بين مصر وسيرلانكا منذ عقود طويلة، مستشهدا بمنزل "أحمد عرابى باشا" الذى أصبح متحفا باسمه فى مدينة كاندى ثانى أكبر مدن سريلانكا كما، أنشأ مدارس لتعليم الإسلام باسمه تجسد قدم تلك العلاقات، لافتا إلى أن سريلانكا كانت فى مقدمة الدول التى وصلت فيها المرأة إلى منصب الرئاسة ورغم عدم وجود مؤشرات على إمكانية حدوث ذلك فى مصر إلا أنه ليس مستحيلا خاصة فى ظل ما تشهده مصر من تنمية شاملة على كافة المستويات.
وقال السفير السريلانكى فى حديث خاص مع "اليوم السابع"، إن العاصمة كولومبو تحتضن شارعا باسم الزعيم أحمد عرابى الذى قضى مع الشعب السريلانكى 20 عاما فى منفاه أيام الاحتلال البريطانى لمصر، ورحب به الشعب كثيرا وأحبوه واندمج معهم وتزوج من سيدة سيريلانكية وساهم بقوة فى إحداث نهضة تعليمية واجتماعية شاملة، وأطلقنا اسمه على شارع عرابى باشا بالعاصمة تخليدا لإسهاماته الكبيرة.
وأشار السفير نصار إلى أن أول سفارة عربية فى سريلانكا كانت لمصر وأول تمثيل لسريلانكا فى أفريقيا والشرق الأوسط كان بالقاهرة، مما يدل على عمق العلاقات بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما فى عام 1957.
ويضيف السفير أنصار، أنّ الشاى السيرلانكى كان لوقت قريب من أكثر صادراتنا إلى القاهرة، والشعب المصرى يحب الشاى المتميز إلا أن سعره أصبح غاليا نسبيا، مما أدى إلى تراجع صادراتنا لمصر التى اتجهت إلى استيراد الشاى الكينى، لأنه أرخص.. لافتا إلى أن حجم التبادل التجارى ضعيف نوعاً ما ويبلغ حوالى 64 مليون دولار ونعمل على زيادته بالتعاون مع الحكومة المصرية.
وعن إمكانية أن تتولى امرأة الرئاسة فى مصر مثلما حدث بسريلانكا عندما تولت تشاندريكا كومارا رئاسة الدولة عام 1960، قال السفير أنصار "لا أعلم إذا كانت مصر مستعدة لولاية امرأة أم لا.. ولكنه ليس أمرا مستحيلاً، ورأينا فى آسيا الكثير من النساء تولين هذه المناصب، ربما فى المستقبل يحدث هذا فى مصر خاصة أنّها حققت تقدماً كبيراً فى كل المجالات سياسياً واقتصاديا واجتماعياً".
وحول انطباعه عن مصر وشعبها، قال السفير أنصار إن مصر دولة جميلة وشعبها طيب ودود، ويمكنك أن تتحدث مع أى شخص فيها، والأجانب مثلنا يشعرون بأنهم فى وطنهم.. كما أنّ الحكومة المصرية تقدم لنا كل التسهيلات بترحاب شديد، بالإضافة إلى أنّ المجتمع الدبلوماسى يحظى بقدر كبير من الاحترام والتفاهم، ونأمل فى مزيد من التعاون وتوطيد الصداقة بين شعوبنا.
وأضاف سفير سريلانكا بالقاهرة أن جماعة "متمردى التاميل" قهرتها إرادة الشعب السيرلانكى الراغب فى السلام واستطاعت حكومة الرئيس جارمن دمج كل الجماعات باختلاف طوائفها وفض النزاعات وتحقيق السلام،الأمر الذى يدفع الحكومة إلى قتالهم، فضلاً عن أنّ المجتمع الدولى يدعمنا بشكل كبير لمواجهة هذه الجماعة التى تعد أكبر منظمة إرهابية فى العالم باعتبارها الوحيدة التى تمتلك قوات جوية فيما يشبه الجيوش.
ويؤكد السفير أنصار أن الوضع آمن جداً الآن ويتمتع المواطنون بحرية التنقل فى كل أرجاء سريلانكا وتمت إعادة 95% من المشردين جراء الحروب ويعيشون حياة مستقرة بينما يقيم 5% فى ملاجئ مؤقته لحين الانتهاء من إخلاء المناطق التى زرعها متمردو التاميل بالألغام.
وأضاف أن سيرلانكا تنتقل اليوم بشكل تدريجى إلى الاقتصاد الزراعى والصناعى بوسائل التكنولوجيا الحديثة ويتمتع سكانها بأعلى دخل للفرد فى جنوب آسيا وكانت سيرلانكا أول دولة فى جنوب آسيا تطبق سياسة الاقتصاد المفتوح عام 1979 وهناك استثمارات أجنبية كبرى فى مجال المنسوجات والبنوك والاتصالات والعقارات، وكثير من المجالات الأخرى.
كما وقعت سيرلانكا اتفاقية للتجارة الحرة مع الهند وباكستان واتفاقيات للترويج الاستثمارى مع كثير من الدول العربية والأجنبية، لافتا إلى أن سريلانكا من أكثر الدول تقدما فى مجال التعليم بعد اليابان وتبلغ نسبة التعليم بها 97.3% منها 95.8% للذكور و93% للإناث.
وعن وجود نسبة كبيرة من الفقراء رغم تمتع المواطن السريلانكى بأعلى معدل لدخل الفرد فى جنوب شرق آسيا يقول السفير أنصار إن كل دولة بها فقراء ولدينا برامج تنمية اجتماعية لمكافحة الفقر ومعظم الخدمات بدول العالم الثالث لا تزال فى حاجة إلى تنمية ومصر دولة كبيرة وذات كثافة سكانية عالية وتبذل جهودا كبيرة لحل مشاكل الفقراء وتقليل الفجوة بينهم وبين الأغنياء بتبنى سياسات استثمارية جيدة توفر المزيد من الوظائف، وأعتقد أن الحكومة المصرية على الطريق الصحيح، وستتغلبون على تلك المشكلة قريبا خاصة مع التقدم الذى تشهدونه فى الاقتصاد.
وحول وضع المسلمين فى سريلانكا ذات الأغلبية البوذية قال السفير إبراهيم أنصار إن عدد السكان يبلغ 20 مليون نسمة بينهم 8% مسلمون وهم أقلية تتمتع بكافة الحريات فليس لدينا أى نوع من الكراهية أو التمييز العنصرى، وكثير من المسلمين يتقلدون مناصب سياسية رفيعة، فأنا مسلم وسفير لبلادى فى القاهرة وهناك 20 عضوا بالبرلمان من المسلمين، كما أن حكومتنا بها 4 وزراء مسلمين، ويتمتع المسلمون بكافة الحقوق والواجبات ويطبقون أحكام الشريعة فى أمور الزواج والطلاق والميراث ويسمح لهم بإقامة المدارس وتدريس المناهج الإسلامية بها وممارسة شعائرهم الخاصة فى رمضان والأعياد، وتعطى الحكومة كل الأقليات الدينية فرصا متساوية لذلك لا نرى فى دولتنا أى مظاهر للتمييز العنصرى، ويمكنك أن ترى المسجد والكنيسة والمعبد بجوار بعضهم البعض والجميع يمارس شعائره بحرية تامة.
سفير سريلانكا: نسعى لزيادة التبادل التجارى مع مصر
الثلاثاء، 07 ديسمبر 2010 05:37 م