قالت صحيفة "نيوريورك تايمز"، إن ارتفاع معدلات الطلاق فى إيران يهدد بأزمة اجتماعية فيها. واستهلت الصحيفة تقريرها فى هذا الشأن بالقول إن إيران تعتبر ذكرى زواج سيدنا على بن أبى طالب من السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله (ص) فى كل عام يوماً للاحتفال بالقيم العائلية.
لكن فى دلالة على مخاوف السلطات الإيرانية المتزايدة من التغيير الذى تشهده بلادهم من الناحية الاجتماعية، أُطلق على الاحتفال بعيد الزواج اسماً جديداً، وهو "عيد عدم الطلاق"، وبالفعل أصدر وزير العدل الإيرانى مرسوماً بعدم السماح بإتمام إجراءات الطلاق فى هذا اليوم.
وسواء كان هذا الموقف فعالاً أم لا، فإن مخاوف المسئولين مفهومة. فمعدلات الطلاق تشهد ارتفاعاً شديداً فى إيران. فخلال 10 سنوات، تضاعف الرقم فى كل عام ليصل إلى ما يزيد عن 150 ألفاً فى عام 2010 بعد أن كان 50 ألفاً فى عام 2000. وعلى صعيد جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، هناك حالة طلاق بين كل سبع زيجات، ولكن فى طهران، فإن نسبة الطلاق تكاد تصل إلى الثلث.
وفى حين أن ارتفاع معدلات الطلاق أمر ملفت للنظر، إلا أن ما يدعو أكثر إلى الدهشة أن السبب الرئيسى وراء هذه الظاهرة هو رغبة المرأة الإيرانية فى التلاعب بالنظام القانونى للهروب من الزواج غير المرغوب فيه.
ورغم أن الأرقام فى إيران لا تزال معقولة مقارنة بالولايات المتحدة التى تشهد مليون حالة طلاق سنوياً، وإن كان عدد سكانها أكبر أربع مرات من سكان إيران. لكن بالنسبة للدولة الشيعية، التى من المفترض أن ثقافتها الإسلامية المحافظة تنبذ الطلاق بشدة، فإن الاتجاه نحو الانفصال آخذ فى الصعود الشديد، ولا يوجد مؤشرات كثيرة على التباطؤ. ففى العام الإيرانى الأخير (هناك تقويم خاص بالدولة الإيرانية)، والذى انتهى فى مارس الماضى، ارتفعت معدلات الطلاق بنسبة 16% عن العام السابق له، مقارنة بارتفاع نسبة الزواج بمقدار 1% فقط.
ارتفاع معدلات الطلاق فى إيران يهدد بأزمة اجتماعية جديدة
الثلاثاء، 07 ديسمبر 2010 02:09 م