يبدأ اليوم فى مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامى فى جدة، مناقشة الدراسة المبدئية التى أعدتها الأمانة العامة لإنشاء إدارة تعنى بالسلم والأمن، استكمالا لمباحثات فريق الخبراء الحكوميين المعنى بدور المنظمة فى المستقبل فى الحفاظ على الأمن وحفظ السلم وفض النزاعات فى الدول الأعضاء.
وكان مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامى المنعقد فى دوشنبيه (طاجيكستان) فى مايو 2010، قد رحب بالتوصية الصادرة عن اجتماع الخبراء الحكوميين الداعية إلى تكثيف المساعى الحميدة للأمين العام فى إطار الدبلوماسية الاستباقية، خاصة من خلال الوساطة وإيفاد مبعوثين رفيعى المستوى بالتشاور مع الدول الأعضاء لمناطق النزاعات، وذلك تماشيا مع ميثاق المنظمة.
ودعا المجلس فريق الخبراء إلى مواصلة تقديم المقترحات بشأن الدور المستقبلى لمنظمة المؤتمر الإسلامى فى صون الأمن وحفظ السلم وفض النزاعات، بهدف تقديم المزيد من التوصيات، ولاسيما فى مجال بناء القدرات داخل الدول الأعضاء والأمانة العامة ورفع تقرير فى هذا الشأن إلى الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية فى 2011.
يشار إلى أن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى، أكمل الدين إحسان أوغلى، قد دعا الدول الأعضاء إلى إحداث إدارة تعنى بالسلم والأمن فى الأمانة العامة للمنظمة، وإنشاء مجلس للسلم والأمن تابع للمنظمة، وتفعيل محكمة العدل الإسلامية للبت فى النزاعات التى تنشب بين بلدان العالم الإسلامى، وإحداث آلية جماعية للأمن بهدف حماية الأمن الجماعى للدول الأعضاء والحفاظ عليه.
وأعرب إحسان أوغلى أمام اجتماع الخبراء السابق عن أسفه إزاء كون منطقة العالم الإسلامى أكثر مناطق العالم ابتلاء بالنزاعات وزعزعة للاستقرار، وأكد أنه بالرغم من ذلك، لا يوجد فيها تنظيم جماعى يعمل لصالح فض النزاعات أو الحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، الأمر الذى أتاح للغير من خارج المنظمة للتدخل لكى يملأ الفراغ طبقاً لمصالحه الخاصة، وشدّد فى الوقت ذاته على ضرورة إصلاح هذا الخلل حتى يصبح العالم الإسلامى المسئول الأول عن فض نزاعاته والحفاظ على أمنه واستقراره.
وقال إحسان أوغلى إن الأمانة العامة للمنظمة قد قامت بعدد من المبادرات الهامة الاستباقية التى ترمى إلى إصلاح ذات البين وحل النزاعات التى تطرأ فى الدول الأعضاء، وذلك استلهاماً مما جاء فى ميثاق المنظمة وبرنامج عملها العشرى.
كما أعرب عن اقتناعه بأن منع النزاعات وبناء السلام يتطلب معالجة جذور النزاعات دون الاكتفاء بتقديم المسكّنات المهدئة، والتى لا تصمد أمام بواعث الخلافات المتجددة، وفى هذا الصدد، قال إن منهج المنظمة يقوم على معالجة أسباب النزاعات الداخلية فى العمق، وفى بواعثها الكامنة التى تتجلى فى صور عديدة كالتظلمات السياسية والحيف الاجتماعى، والتخلف الاقتصادى، وغياب الإدارة الرشيدة.
خبراء "المؤتمر الإسلامى" يناقشون دراسة إنشاء إدارة لحفظ الأمن والسلم
الإثنين، 06 ديسمبر 2010 01:02 م
منظمة المؤتمر الإسلامى