وصف جون بولتون، كبير الباحثين بمعهد إنتربرايز الأمريكى، الرئيس باراك أوباما، بأنه يمثل خطراً أكبر من ذلك الذى أحدثه تسريب المراسلات الدبلوماسية على موقع ويكيليكس، وذلك برفضه الاعتراف بالتهديدات التى فرضتها هذه التسريبات.
وانتقد بولتون فى مقاله بصحيفة الجارديان رد الفعل الضعيف والخاطئ وغير المنظم من قبل الإدارة الأمريكية على هذه التسريبات، وقال إنه لسوء الحظ، أن الإدارة تسرعت بعدم رغبتها فى التأكيد على المصالح الأمريكية والدفاع عنها أمام التهديدات الواسعة القادمة من دول مثل إيران وكوريا الشمالية، والتى وثقتها المراسلات المسربة بما يكفى، وهو ما يدعو إلى السخرية.
وأبرز بولتون، الذى تولى منصب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة بين عامى 2005 و2006، التناقضات بين موقف وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون من التسريبات، ووصفها لها بأنها ليست مجرد هجوم على الولايات المتحدة ولكن على المجتمع الدولى بأسره، وبين تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس الذى جاء تعليقه، "إن البيت الأبيض ليس خائفاً من شخص واحد لديه جهاز لاب توب ولوحة مفاتيح". واعتبر بولتون أن كلينتون كانت مخطئة فى انشغالها الواضح بالدفاع عن المجتمع الدولى، ورأى أن عدم قدرتها على فهم هاجس ويكيلكس بالتسبب فى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة هو السبب الرئيسى فى عدم رد فعل إدارة أوباما أى شىء فيما عدا الكلام.
ويعتقد بولتون أن تعامل أوباما مع موضوع تسريب الوثائق السرية كشف عن أن الأمن ليس من ضمن أولوياته، مشيراً إلى أن الرد الأنسب عليها هو ملاحقة كل من له صلة بها.
وأنهى مقاله بالقول، إن المشكلة الحقيقية ليس فى أن ويكيلكس يعرض الأمن القومى الأمريكى للخطر، ولكن أن إدارة أوباما الفاشلة تتجاهل طبيعة ومدى التهديدات التى تواجهها واشنطن، ولا ترغب فى العمل على إحباطها.
