الجارديان: "لعنة النيل" تهدد بحرب مياه قادمة

الإثنين، 06 ديسمبر 2010 12:42 م
الجارديان: "لعنة النيل" تهدد بحرب مياه قادمة نهر النيل
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "لعنة النيل" تحدث الكاتب البلجيكى من أصل مصرى خالد دياب عن أزمة مياه نهر النيل، قائلاً إن النهر العظيم يخلق توترا بين إثيوبيا ومصر التى تعترض على تغيير نظام حصة كل دولة من المياه، مشيراً إلى أن الوضع الحالى لا يستبعد معه نشوب حرب المياه.

تطرق الكاتب فى بداية مقاله إلى تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوى التى اتهم فيها مصر بدعم المتمردين المناهضين للحكومة فى بلاده، وحذر من أن مصر ستتعرض لهزيمة إذا حاولت غزو إثيوبيا، ويتساءل الكاتب عن السبب الذى يدفع شخص مثل زيناوى وهو سياسى محنك على حد وصفه ومن المفترض أنه قاد بلاده لما يقرب من عقدين أن يقوم بمثل هذه الادعاءات الزائفة دون أن يقدم أدلة عليها، ولماذا الآن؟.

ويجيب قائلاً إن المتشككين ربما يعتقدون أن هذه التصريحات ما هى إلى تكتيك معتاد لصرف النظر عن الانتخابات المشكوك فيها التى أجريت فى إثيوبيا فى وقت سابق من هذا العام، والتى ساعدت زيناوى على إحكام قبضته على سلطته.

من ناحية أخرى، اعتبر الكاتب أن الهجوم السياسى من قبل زيناوى قد أخذ مصر على حين غرة مع تعبير الرئيس مبارك، رداً عن سؤال فى هذا الشأن من قناة الجزيرة، عن انزعاجه من موقف إثيوبيا. لكن دياب يعتقد أن النظام فى القاهرة ربما يفعل مثل نظيره فى أديس أبابا، ويجد فى هذه التصريحات إلهاءً ملائماً للشعب وإبعاد تفكيره عن تورط النظام فى عمليات التزوير والترهيب التى شهدتها الانتخابات البرلمانية الشهر الماضى.

ويعود الكاتب ليتساءل مرة أخرى عما إذا كانت مزاعم زيناوى لها أى أساس من الصحة، ويقول إنه سواء كانت مصر تدعم أو لا تدعم المتمردين فى إثيوبيا، فإن كثيراً من الإثيوبيين ربما يعتقدون فى صحة هذه المزاعم لأن مصر ببساطة "لديها ماض سابق فيما يتعلق الأمر بالتدخل فى شئون هذا البلد الأفريقى" على حد قول دياب.

ويوضح الكاتب مقصده بالقول إنه عندما احتلت مصر السودان فى القرن التاسع عشر، أطلقت حملة أخرى لغزو إثيوبيا انتهت بالفشل عام 1875. وفى أعقاب الحرب العالمية الثانية، دعمت مصر ودول عربية أخرى حق إريتريا فى الاستقلال، وهو الأمر الذى أغضب إثيوبيا بالتأكيد. حتى جاء الرئيس مبارك وتبنى نهجاً أكثر تصالحاً من ذلك الذى تبناه سابقون فى العلاقات مع إثيوبيا.

وعلى الرغم من المقولة التاريخية بأن مصر هبة النيل، إلا أن النهر أصبح أيضا مصدر لعنتها الحديثة، فلولا هذا النهر الذى يمر فى مصر كشريان يضخ مليارات الجالونات من الحياة فى شريط ضيق، فإن مصر التى تعد أكثر الأماكن جفافاً على سطح الأرض لم تكن لتكون سوى صحراء جرداء تتواجد بها بعض الواحات أحياناً.

ونظراً لاعتماد مصر الكامل على النيل كمصدر للمياه القادمة من خارج حدودها، فإن هذا النهر يعد قضية أمن قومى تزداد أهميتها باستمرار.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة