كشف المهندس المصرى الألمانى الشهير هانى عازر، والذى ذاع صيته بعد تصميمه لمحطة قطارات برلين الأضخم فى أوروبا عن أن شركة "المقاولون العرب" طلبت لقاءه للوصول إلى اتفاقية معه يمكنه بموجبها إعطاء محاضرات للمهندسين بالشركة والاستعانة بخبرته، وذلك فى إطار تبادل الخبرات فى مجالات السكة الحديد ومترو الأنفاق، لافتا الى أن هذا هو العرض الوحيد من قبل إحدى الشركات المصرية المتخصصة فى هذا المجال.
وأكد عازر لـ"اليوم السابع"، على هامش مشاركته فى المؤتمر الأول للمغتربين العرب والذى عقد بمقر الجامعة العربية بداية الأسبوع الجارى، أنه لا يوجد عروض مماثلة من جانب الحكومة أو المسئولين المصريين فى إطار الاستفادة من خبرته العالمية فى مشاريع مصرية، مشيرا إلى أنه سيلبى أى طلب يخدم مصر، وأنه إذا وجدت أى مشكلة أمام المسئولين المصريين فى تخصصه وطلبوا منه الخبرة فلن يتوانى عن تلبية النداء، معتبرا أن هذا حق من حقوقها على أبنائها وليس هدية أو منحة.
وشدد على أن المغترب يحتاج إلى دعم بلاده حتى وهو فى الخارج وحتى بعد وصوله إلى أرقى المناصب.
وأوضح "عازر" أن من حق مصر أن تستفيد من خبرات أبناءها، ضاربا مثلا بالدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب الشهير، والذى عاد إلى بلده وأقام مستشفى لعلاج مرضى القلب، لافتا إلى أن هناك الكثيرين المتخصصين فى الطاقة الشمسية والأدب والثقافة والهندسة والطاقة وغيرها، يجب الاستفادة منهم، إلا أنه أكد أن القضية ليست أن تستفيد مصر فقط وإنما هؤلاء العلماء يحتاجون أيضا دعمها.
وبسؤاله كيف يكون هذا الدعم رغم المكانة العلمية التى وصلوا لها، أكد عازر أن أى مهاجر يحتاج من بلده أن تسأل عنه وتدعمه حتى وهو خارجها وأن تدعوه لمؤتمراتها وتطلب مساعدته حتى تشعر بلد المهجر أن هذا الشخص بلده تحتاجه وله أصل يجذبه له ونستطيع فى النهاية أن نقول لهم "بلدنا عايزانا".
وبسؤاله هل من الممكن أن يعود لمصر مثل الجراح مجدى يعقوب ويشارك فى مشاريع مثل التى شيدها فى ألمانيا، عاد عازر ليجدد أن القضية ليست مشروعا كبيرا يفكر فيه وهو بعيد عن البلد، وانما هو أن يكون هناك علاقة متوازنه قائلا: "أنا لما أرجع هنا لازم أكون مستعدا نفسيا وأن تعطينى مصر الحب والحنان والعطف والدفء والتقدير والاحترام ليكون هناك عوامل جذب عشان أقدر أعطى المساعدة، وإللى بييجى مصر أكيد هايعطى لكن لازم يكون فى مقابل معنوى".
وتحفظ عازر فى الحوار عن الانتخابات البرلمانية المصرية التى انتهت جولتها الثانية والأخيرة أمس، تزامنا مع زيارته للقاهرة، معللا ذلك بأنه منذ أن خرج من مصر لم يتابع أوضاعها الداخلية ولا الحياة السياسية بها، قائلا "أنا لا أتابع الحياة السياسية فى مصر بعد أن تركتها، أنا لا أعرف حتى أسماء الأحزاب وسمعت أن هناك الآن أحزابا كثيرة فى حين أن الوقت الذى هاجرت فيه من مصر لم يكن هناك إلا حزبا واحدا".
وأشار عازر إلى أن مصر لديها إمكانيات كثيرة حتى أنه اعتبر الزيادة السكانية فى مصر من الممكن أن تكون شيئا إيجابيا إذا تم استغلالها بشكل جيد خاصة من خلال الاستثمار فى فئة الشباب لأنهم المستقبل وهم يحملون الطموح واصفهم بـ"الثروة"، لافتا إلى أن الدول الأوربية تعانى من نقص فى هذه الثروة نتيجة انقراض السكان.
وبالحديث عن حياة المغتربين العرب فى الدول الأوربية ونظرة الاضطهاد الغربية لهم، نفى عازر أن يكون هناك اضطهادا للعرب والمسلمين فى الدول الغربية، ضاربا مثلا بألمانيا البلد التى هاجر إليها واستطاع أن يندمج وسط شعبها، مدللا على ذلك بالمكانة التى وصل لها وهو عربى مصرى قائلا: "لا يوجد اضطهاد ولو كان الأمر كذلك لما وصلت للمكانة التى أنا فيها ولا أصبح مجدى يعقوب أشهر جراح قلب فى العالم وغيرنا كثيرين"، لافتا الى أن أى مهاجر عندما ينجح فى البلاد الأوربية لاينظر أحد لمنشأه وانما لإبداعه ونجاحه العملى.
وأوضح "عازر" أن النجاح العملى وإقامة علاقات إنسانية فى المجتمع الجديد واتباع القوانين أهم شئ لاندماج المهاجر وعدم شعورة بالاضطهاد، معتبرا أن حادث قتل مروة الشربينى ليس دليلا على الاضطهاد، بل على العكس أكد أن الحادث أثار تعاطف كل الشعب الألمانى، ليس لأنها مصرية أو عربية وانما لأنها إنسانة تم قتلها تحت سلطة القضاء الذى له هيبته، فالمسألة بالنسبة لهم ليست مصرى أو ألمانى وانما الإنسانية، "عندهم الإنسان أهم شئ، وهذه الجريمة هزت جميع أركان المجتمع الألمانى ووسائل الإعلام وحتى الأحزاب السياسية أدانتها وعبرت عن رفضها لما حدث".
الدول الأوربية عامة وألمانيا خاصة الآن أصبحت تضع ضوابط للمهاجرين لها – وحسب عازر – وهذا ليس نوعا من الاضطهاد وإنما هناك رفض لفئة يصعب عليها الاندماج داخل مجتمعاتها وهذه الفئة غالبا سبب المشكلات، لافتا إلى تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى أكدت فيها على ترحيب ألمانيا بكل من يأتى إليها ولكن بشرط أن يتعايشوا معهم وعلى الأقل يتحدثوا نفس لغتهم، فى حين هناك تيارات آخرى تنادى بألا يتم جذب إلا الكفاءات فقط.
وشدد عازر فى نهاية كلامه أن المجتمع الألمانى يحترم الحضارات والأديان ولا يطلب من المهاجرين أن يتخلوا عن حضارتهم.
الجدير بالذكر أن "عازر" يشارك فى المؤتمر الأول للمغتربين العرب ليس بصفته المهندس الشهير وإنما بصفته أحد المغتربين العرب.
قال لـ"اليوم السابع": إنه لم يتابع الانتخابات ولا يعرف أسماء الأحزاب السياسية فى مصر
الاستشارى الهندسى العالمى هانى عازر: "نفسنا نقول للغرب مصر عايزانا"
الإثنين، 06 ديسمبر 2010 02:56 م