عبد المنعم فوزى

الأهلى والزمالك.. للبيع

الإثنين، 06 ديسمبر 2010 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاكرين حكاية امتلاك كل مواطن صك بنصيبه فى المال العام اللى عملت دوشة وزيطة وزمبليطة وتراجعت عنها الحكومة.. ساعتها قالوا إن الهدف توسيع قاعدة المشاركة الشعبية فى الانتفاع بفوائد الأصول المملوكة للدولة، كمان عشان يحس كل واحد منا بأنه يملك جزءا من الوطن مما يعمق الانتماء. طب احنا دلوقتى عايزين نتملك النادى اللى بنشجعة، عايزين نحس إن إحنا بنملك حاجة فى البلد دى بنحبها عشان نحافظ عليها ونميها، كمان نحس ويحس الشباب بالانتماء لناديه ولبلدة حتقوللى ازاى؟

حقولك إحنا طول عمرنا شايفين ناس أهلاوية وناس زملكاوية وفى بعض المحافظات نوادى مثل الاتحاد فى الإسكندرية والمصرى فى بور سعيد والمنصورة فى الدقهلية غير الإسماعيلاوى والمحلاوى والسويسى، وأخيرا وليس آخرا مشجعى الجونة. شوف يا صاحبى لما أقول لك الانتمــــاء للأندية بقى شرف بيتباهى به الواحد أمام الجميع وبيحس أنه جزء منه، البعض يجد نفسه وحياته مع فريقه، وبنشوف الواحد بينسى نفسه عندما يشاهد فريقه يلعب وبيتقهر عند خسارته لدرجة البكاء ويلوم الحكم والآخرين بأنهم السب، أما فرحته بالفوز فهى فرحة ما بعدها فرحة أهم من الأكل واللبس، صحيح ما حدش عارف الأسباب النفسية التى تدفع الشخص لتشجيع فريق ما وأحيانا المبالغة فى انتمائه للنادى اللى بيعشقه إلى الحد الذى يدخله فى مشاكل ومعارك والسجن كما حدث مع مجموعة "ألتراس الأهلى" التى اعتدت على رجال الأمن فى لقاء ودى أمام كفر الشيخ.. الحكاية وما فيها أن الانتماء الكروى عبارة عن حاجة بيولوجية يحتاجها الإنسان للتعبير عن نفسه.. واستكمالا لمنظومة شخصيته أمام الآخرين وحتى لو مالهوش فى الكرة بيدور على فريق يشجعه.

القصة بقى بتتعدى نظرية الوراثة وان عائلة ما بتشجع فريق على طول الخط. الدليل أن الكثير من الأسر تنقسم على نفسها ما بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر. كمان الحكاية مش أقدمية أو تاريخ أو حتى اللعب الحلو. الدليل أن الفشل المستمر للزمالك لم يقلص عدد مشجعيه كما حدث مع مشجعى نادى الترسانة العريق أو الأولمبى السكندرى النادى الأقدم بدون منازع، ومن وجهة نظرى أن الانتماء لناد معين وليد الصدفة البحتة، ويحدث فى بداية تكوين الشخصية التى يتصادف فيها تحقيق النادى الفوز فى مباراة عابرة أو إحرازه للقب بطولة ما.. وأحيانا بسبب إعجاب الشخص بلاعب معين فيقرر تشجيع فريقه. شوف يا صاحبى لما أقولك النوادى الرياضية هى أعرق وأقدم المؤسسات الشعبية مثل نادى السكة الحديد أنشئ عام 1903 والأولمبى والأهلى 1907 والزمالك 1911 والاتحاد 1920. البعض بيقول إن النوادى الشعبية كانت رمزا للوطنية ضد الاستعمار الأجنبى ونافست نوادى المواطنين الأجانب المقيمين ساعتها، عشان كده صدمت من الحملة التى أعلنوا عنها للتبرع للزمالك تحت عنوان "ناديك يناديك"، لأن ده عيب قوى، الزمالك ناد كبير لا يستحق هذه الإهانة. طب نعمل إيه ومعظم الأندية معرضة للإفلاس فى أى لحظة لولا دعم المحبين...ما رأيكم دام عزكم بفكرة بيع الأندية لمستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال فى محافظة النادي.. ونعيش بقى عصر الاحتراف بحق وحقيقى.النتيجة سنرى تطوراً هائلاً للكرة التى يوجد بها الكثير من المشاكل وتعانى من فقدان الهوية.خصخصة النوادى يخوف البعض ويرون فيه خطراً عليهم لأنها أقوى من أى حزب فيك يا مصر ليه بقى؟ لان الشخص المنتمى لنادى ما بيقدر على التعبير عما بداخله من انتقادات واعتراضات تصل إلى حد الثورة أحيانا دون خوف أو قلق وهو الأمر الذى كان سيكلفه حريته إذا كانت هذه الثورة تجاه الحكومة.طب بيع النوادى حيكون أخطر من خصخصة منشآت حيوية هامة تخلت الدولة عن ملكيتها وهل هناك رجل أعمال فى الدنيا يريد لأعماله أن تخسر؟.

كمان الدولة سمحت لمؤسسات تابعة لها فى قطاعات البترول والداخلية والجيش وغيرها من امتلاك نواد رياضية والإنفاق عليها من ميزانية تلك الوزارات.. شوف يا صاحبى لما أقولك دى فرصة للشباب والجميع للمشاركة والاندماج فى المجتمع. المشكلة أن خصخصة النوادى تعنى تشفير المباريات، وتعنى حق رجال الأعمال فى إدارة النوادى بقوانين السوق و كرة القدم بترتبط بالمواطنين البسطاء اللى بيعتبروا الكرة وفريقهم متعتهم الوحيدة فى الحياة .طب نعمل إيه؟ نبتكر آليات تخرج تلك النوادى الشعبية من مأزقها، فالدولة اعتمدت منذ تسعينيات القرن الماضى سياسة التكيف الهيكلى والاعتماد على القطاع الخاص كركيزة للتنمية الاقتصادية ومعظم الأندية الأوروبية وحتى العربية شركات خاصة لها مالكيها ولها أسهمها فى الأسواق العالمية وتعتبر شركات تجارية... شوف بقى لو خلينا كل مشجع يمتلك أسهما فى نادية اللى بيحبة حيساوى كام السهم وحيرتفع أد إيه .كمان مافيش مشجع حيبيع سهمه فى البورصة مهما انخفض أو ارتفع لأنه مش ممكن يبيع ناديه .شفت الحل بسيط ازاى وبلاش حكاية ناديك يناديك.

• نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
• سيد







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة