قالت صحيفة لابانجوارديا الإسبانية أن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجز ثباتيرو بعث رسالة يطمئن فيها الإدارة الأمريكية بأنه لن يزيد من حدة التوتر بعد نشر موقع ويكليكس ما يثبت أن الولايات المتحدة لم تتبع الإجراءات القانونية التى شدد عليها الحكومة الإسبانية عند تسليم تاجر السلاح السورى "منذر الكسار".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوثائق المسربة أوضحت أن "الكسار" الذى تم تسليمه إلى الولايات المتحدة 2008 بعد محاولات فاشلة قامت بها البلاد للقبض عليه، وذلك لتهريب أسلحة للولايات المتحدة الأمريكية حيث اعتقل الكسار فى مطار مدريد تنفيذا لمذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الفيدرالية فى منطقة جنوب نيويورك، وهو ملاحق من القضاء الأمريكى بتهمة مساعدة منظمة إرهابية والتورط فى تجارة الأسلحة، وجاء فى بيان وزارة الداخلية بعد الاعتقال أن محكمة فى جنوب نيويورك تشتبه فى قيام منذر الكسار «بتأمين المساعدة والإمكانات المادية لمنظمة إرهابية، والتآمر لقتل مواطنين ومسئولين أمريكيين، وامتلاك واستخدام صواريخ مضادة للطيران وغسيل أموال، ولم يكشف عن اسم المنظمة الإرهابية التى يشتبه فى أن الكسار ساعدها، وتم اعتقاله لدى وصوله من مطار ملقة فى جنوب أسبانيا، ونقل بعد ذلك إلى مارينا حيث يقيم منذ نحو عشرة أعوام لحضور عملية تفتيش منزله.
ووفقا للصحيفة فإن هذه الوثائق الهامة التى نشرتها ويكليكس لم تكشف أمر الكسار فقط بل أيضا الضغوطات الأمريكية فى المحكمة الوطنية فى مدريد لتفادى محاكمة مجموعة من الضباط الأمريكيين متورطين فى مقتل مصور صحفى خوسيه كاوسو إبان حرب العراق.
وقالت الصحيفة إن نشر وثائق ذات حساسية خاصة تهم الكثير من فصول الحياة السياسية الإسبانية أو العلاقات الثنائية بين مدريد وواشنطن، من ضمنها النقد الشديد لرئيس الحكومة ثباتيرو بسبب اعتراضه على الحرب ضد العراق والحديث بشكل إيجابى عن الملك خوان كارلوس وتقييم جميع الزعماء ومعلومات حول استقبال اسبانيا لمعتقلين من جوانتانامو مقابل 85 ألف دولار.
وكانت المحكمة الوطنية فى مدريد المكلفة بالقضايا الكبرى قد فتحت تحقيقا حول مقتل المصور خوسيه كوسو من القناة الخامسة فى قصف فندق فلسطين أبريل 2003، وأدى إلى مقتل مصور آخر من رويترز وجرح عدد من الصحفيين الآخرين، حيث طالب أحد قضاة التحقيق باعتقال ثلاثة ضباط أمريكيين وأصدر مذكرة دولية فى هذا الشأن. وفى الوقت ذاته، كانت المحكمة نفسها تحقق فى الرحلات الجوية السرية للمخابرات الأمريكية التى استعملت مطارات أوروبية ومن ضمنها اسبانية فى نقل بعض معتقلى ومختطفى جوانتانامو.
وأشارت هذه الوثائق أن السفير الأمريكى إدواردو أجيرى تولى بنفسه ممارسة الضغط على الحكومة الإسبانية والنيابة العامة فى المحكمة الوطنية، حيث كان يزور ومساعدوه المحكمة ويحاولون إقناع قضاة التحقيق والنيابة العامة علاوة على الضغط الكبير الذى تعرضت له حكومة مدريد لإغلاق ملفات التحقيق، ونجح السفير فى ذلك نوعا ما بعدما وجد تعاونا وتفهما من طرف النائب العام للبلاد كانديدو كوندى بومبيدو ورئيس النيابة العامة فى المحكمة الوطنية خافيير سارجوسا ولاحقا فيسنتى جونثالث موتا.
ويرى المراقبون أن تسريب هذه الوثائق المتعلقة بالمحكمة الوطنية من شأنه أن يجعل النيابة العامة أكثر راديكالية وتطرفا فى الملفات التى تهم الأمريكيين لإبعاد تهمة التعاون مع الأمريكيين.
