بينما نشاهد هذه الأيام الثلوج الكثيفة تغطى أوروبا وتشل الحياة ببعض دولها، مثل بريطانيا، واحتجاز مئات الأفراد بالمطارات لساعات طويلة حتى يتثنى لرجال النظافة من إزالة الثلوج من ممرات الطائرات، والتى وصل سمكها 25 سنتيمترا.
نجد فى الشر ق الأوسط جفافا يهدد الزراعة وينذر بعواقب وخيمة لندرة المياه مما جعل الناس بالأردن ولبنان يقيمون صلاة الاستسقاء طلبا من الله العون لهطول الأمطار.
وعلى الجانب الآخر، شهدت روسيا سلسة حرائق فى الغابات وسط طقس سيئ لم تشهده روسيا الدولة الجليدية من قبل، إضافة إلى الفيضانات الهائلة التى أغرقت باكستان أيضا، كل هذه الظواهر قدمت للعالم صورة لما سيكون عليه مستقبل الأرض من الآن فصاعدا، والذى ستكون فيه الظروف المناخية قاسية للغاية وستنال العالم أجمع.
ففى دراسة قام بإعدادها المعهد الدولى لبحوث السياسة الغذائية حذرت بأنه إذا ارتفعت حرارة الأرض بمقدار درجة واحدة بحلول عام 2050، فإنه سيتسبب فى تدمير الإنتاج الغذائى، حيث درجات الحرارة الأكثر سخونة، والأكثر رطوبة، سوف تتسبب فى خفض إنتاج المحاصيل ومع الزيادة المطردة لسكان العالم، فإن هذا يعنى ارتفاعا جنونيا فى أسعار المواد الغذائية الرئيسية قد تصل إلى 130 % فى المحاصيل الحيوية مثل القمح والذرة وهى المحاصيل الأساسية فى العالم ومن أكثر المناطق التى ستكون أكثر تضررا وستعانى تحت وطأة تغير المناخ هى دول جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.
ومع هذا، سيشهد الغرب الأوسط الأمريكى فقراً فى إنتاج المحاصيل بسبب جفاف الجو. كما سيتعرض حزام الذرة فى الولايات المتحدة لخسائر كبيرة فى عمليات الإنتاج.
ويقول غيرالد نيلسون، الباحث المشارك فى إعداد الدراسة، "إن الارتفاع الذى طرأ على أسعار المواد الغذائية عامى 2008 و2010 كان لأسباب متعلقة بالأحوال الجوية والطقس المتغير بطريقة ملحوظة فى معظم دول العالم، وأشار إلى أن خفض نمو الانبعاثات الكربونية هو أمر أصبح ضروريا للتقليل من آثار التغير المناخى لتجنب مستقبل مصحوب بالكوارث بعد عام 2050."
وقد تكهنت الدراسة بـ 15 سيناريو مختلف يمكن أن يشهدها العالم عام 2050، من خلال جمعها بين معدلات الدخل المختلفة والنمو السكانى وبين النتائج المناخية المختلفة. ودعت إلى خفض ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن النشاط الزراعى، والذى يعتقد أنه المسئول عن 30 % تقريباً من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى العالمية، وكذلك اعتماد هدف زراعى لمحاربة الانبعاثات الكربونية بحلول 2050.
ومن ناحية أخرى، فإن اتساع ثقب الأوزون نتيجة ارتفاع حرارة الأرض تسبب فى ظهور فيروسات قاتلة مثل فيروس الايدز وتحور فيروسات أخرى عنيدة لأمراض معروفة، كذلك أدى إلى ارتفاع معدلات مرض السرطان عامة وسرطان الجلد خاصة.
ولكن الأسوأ سوف يحدث حين يذوب الجليد من القارة القطبية، فسوف تختفى مدن بل ودول تحت مياه البحار ما لم يتدارك حكام الأرض حجم الكوارث القادمة من عواصف عاتية وفيضانات وأمطار وثلوج ونقيضه من جفاف وحرائق هنا وهناك ويقفون وقفة واحدة للمشاورة على اتخاذ إجراءات حاسمة لتقليل حرارة الأرض وأن تتضافر جهودهم فى إطار عالمى لحل هذه المشكلة ونسيان الخلافات والمصالح الخاصة بكل دولة من أجل صالح البشرية، وأن يدركوا ان أرواح شعوب الأرض أمانة بين أيديهم وإلا فالعاقبة لا يعلمها إلا الله سبحانه تعالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة