مثقفون: ويكليكس كشفت عن ازدواجية القادة العرب

الأحد، 05 ديسمبر 2010 07:48 ص
مثقفون: ويكليكس كشفت عن ازدواجية القادة العرب الدكتور عمار على حسن
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توالت ردود الأفعال على فضائح الوثائق التى كشفها ويكيليكس، والتى جعلت الكثير من دول العالم العربى تسارع بالتبرأ منها، حيث أكد عدد من الأدباء والمثقفين على أن هذه الوثائق رغم ما فعلته من تحريك للماء الراكد فى العلاقات بين الدول، إلا أنها لن تؤدى لحدوث طفرات سياسية إيجابية أو سلبية فى العلاقات بين الدول العربية وأمريكا وإسرائيل، ولكنها كشفت عن ازدواجية القادة العرب.

فلفت الشاعر والمترجم رفعت سلَّام الانتباه إلى أنه إذا كان هناك دولة مُدانة بحكم هذه الوثائق وهى الولايات المتحدة الأمريكية فى الأساس؛ فإن الدول الأخرى لم تستطع أن تتخذ موقفًا ضد الإدارة أو السياسة الأمريكية، ومن بينها بطبيعة الحال الدول العربية، وأكد سلام على أن ما حدث مجموعة من الفضائح السياسية التى تكشف الازدواجية بين ما هو معلن وما يجرى فى الخفاء، مشيرا إلى أنها لم تزد عن ذلك إلى التأثير فى السياسات الفعلية بين الدول العربية والأجنبية وعلاقتها بالسياسة الأمريكية.

وأضاف سلام، أن القادة العرب الذين حرضوا على ضرب إيران لم ولن يستطيعوا إنكار هذا التحريض، كما أنهم لن ليسعوا إلى محاسبة الولايات المتحدة الأمريكية المتسببة فى فضحهم، وفى حدود ضيقة وحسب ما نشر حتى الآن فلم تؤثر هذه الوثائق إلا ربما على إيران ولبنان، موضحًا "بالنسبة لإيران كشفت الوثائق عن ازدواجية القادة العرب اللذين يرحبون بأحمدى نجاد فى عواصمهم بينما يحرضون أمريكا فى الخفاء على ضرب إيران بالقوة العسكرية، أما فى لبنان، فالوثائق كشفت عن التواطؤ بين القوى السياسية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".

وأضاف سلام، أما بالنسبة للغالبية العظمى من الفضائح الأخرى فلم تؤثر فى مجرى السياسة العالمية أو الداخلية فى كافة البلاد.

وحول الإجراءات التى ستتخذها أمريكا بعد هذه الواقعة قال سلام "من المتوقع أن يتم تشديد الإجراءات الأمنية بصورة مضاعفة على أى وثائق مستقبليًا، ولكن كما قال أحد الخبراء فإنه لا يوجد هناك إمكانية للحالة التأمينية بنسبة 100% فى أى مكان بالعالم".

ومن جانبه قال الدكتور عمار على حسن، إن ما كشفته وثائق موقع ويكيليكس الأمريكى من معلومات هى الطريقة نفسها التى تدار بها الدبلوماسية الدولية منذ قيام الدولة القومية بحدودها التاريخية حتى هذه اللحظة، ولو اطلعنا على كتب التاريخ سنجد العديد من هذه الوقائع التى كشفت عن العلاقات الدولية وكيفية إدارتها سريًا، مضيفًا "ولكن لا شك أن هذه الوثائق وضعت بعض المسئولين والدبلوماسيين أمام الرأى العام الدولى والتى ستؤثر على نظرة الشعوب لحكامهم ومسئوليهم".

وأوضح حسن "أتصور أن هذه الوثائق يمكنها أن تؤدى إلى تغيير جذرى فى السياسات الدولية، ولكن من العجيب أنه حتى الآن لم نشهد أى احتجاجات أو مظاهرات اعتراضية على مسئولين سياسيين فى أى دولة مما أشارت إليهم الوثائق بأصابع الاتهام، بالإضافة إلى أن هذه الوثائق لم تتسبب فى تراجع أى علاقات بين الدول المذكرة فيها، ولم تراجعًا لعلاقات أمريكا ببعض الدول، أو نسمع عن وعد بالتغيير؛ وذلك لأن الغالبية مازالت تشكك فى مصداقيتها".

وأضاف حسن ومن الممكن أن يتم التعامل مع هذه الوثائق على أنها مؤامرة دولية لجهاز مخابرات ما من أجل تحقيق عدة أهداف معينة، ولكنها أكدت افتراض مسبوق لدى الشعوب وهو أن غالبية السياسيين والمسئولين فى كافة الدول يكذبون طوال الوقت، وأن ما يقال للجمهور فى العالم ليس صحيحًا.

وعلى الجانب الآخر، أكد المفكر الدكتور صلاح قنصوه على أن تسريبات ويكليكس ستظل واقعة تاريخية فى الحياة السياسية الأمريكية والإدارات السياسية للشعوب الأخرى، مشيرا إلى أنه قد تأكد لهذه الشعوب عدم قدرتها وسيطرتها على كافة الأجهزة الإعلامية ووسائل الاتصال الحديثة التى يمكنها أن تفضح خباياها وتكشف عن الوجه الآخر للحكام والسياسيين.
وأضاف قنصوه وبرأيى أن تأثير هذه الوثائق سيستغرق وقتًا زمنيًا، والنتائج ستكون متفاوتة بين البلاد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة