وجه عدد من الفنانين التشكيليين اللوم إلى وسائل الإعلام ، حيث اعتبروها مقصرة فى تغطية الموضوعات التى تتعلق بالفن التشكيلى، مضيفين أن الإعلام لايعطى المساحة الكافية لهذا الفن ويهمشه بشكل كبير، وفى الوقت ذاته اعتبر عدد من الصحفيين أن الفنان التشكيلى يواجه نوعا من العزلة عن المجتمع وقضاياه العامة، كما أن الصحفى ليس ناقدا لكى يقدم الفن بالصورة التى ترضى الفنان.
وأوضح الكاتب الصحفى جمال الجمل، خلال اليوم الثانى لورشة العمل التى تنظمها المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهيلفيتسيا" بالتعاون مع صحيفة المصرى اليوم بعنوان "نحو تأسيس خطاب نقدى عربى عن الفن المعاصر"، أن الصحافة ابتعدت بشكل كبير عن تغطية الفن التشكيلى لأن الجمهور غير مقبل عليه بشكل كبير، مشيرا إلى أن الصحف غالبا ما تضحى بالصفحات الثقافية وتلغيها من على صفحاتها لأنها "لا تبيع " أو لا يقبل عليها القراء بالرغم من أهميتها.
وأشار إلى أن التبسيط أمر مهم فى التغطية الصحفية ، لكى يتم توصيل المعلومات للقارئ العادى بشكل سلس، وبشكل خاص فى مجال الفن التشكيلى ، مضيفا أن التبسيط هو جزء من قواعد المهنة.
وأضاف أن الصحافة مهنة موجهة لجمهور أمّى، وهو ما يتطلب تبسيط وتسهيل الفن التشكيلى له، موضحا أن الفنان التشكيلى ليس كائنا خرافيا قادم من الفضاء، كما يعتقد الكثيرون.
ومن جانبها انتقدت الصحفية مروة كمال التغطية الإعلامية للفن التشكيلى، حيث اعتبرت أن الإعلام لا يعطى اهتماما كافيا للفن التشكيلى، كما أنه يتناول قضايا الفن التشكيلى بأسلوب باهت ومشوش وسطحى.
وأشارت إلى أن بعض الدول العربية الأحدث عهدا بهذا الفن بدأت تهتم به فى صفحات جرائدها، بل وتصدر دوريات متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية، خاصة فى بلدان الخليج العربى.
وأوضحت أن وزارة الثقافة تهتم بالفن التشكيلى وتركز عليه وذلك لأن وزير الثقافة فنان تشكيلى، كما أنها تصدر مطبوعات وصحفا متخصصة تتناول بها الفن التشكيلى.
أما الفنانة التشكيلية هدى لطفى، فقالت إن الصحافة عليها دور كبير فى تبسيط عمل الفنان وتوصيله للقارئ، إلا أنها رأت أن الصحافة مقصرة فى تناول موضوعات الفن التشكيلى.
ومن جانبها أكدت الدكتورة علا عبد الجواد "أستاذة الأدب بكلية الألسن بجامعة عين شمس"، أن الفن فى سويسرا يتميز بالثراء الفكرى، مشيرة إلى أن سويسرا تتمتع بخصوصية عن أى دولة أخرى، وتنبع خصوصيتها من كونها دولة فيدرالية تضم مراكز الفن المختلفة والفنانين المحليين المختلفين والذين يتميزون بأنماط ثقافية واجتماعية وسياسية.
واستعرضت عبد الجواد كتاب "فن من سويسرا" للكاتبة السويسرية سيبيل أوملين ، الذى يتناول التطور التاريخى فى الفن السويسرى والتجربة الفنية الناجحة لسويسرا.
وأشارت إلى أن المشهد الفنى السويسرى متنوع، حيث إن هذا الرخاء فى الفن السويسرى يرجع إلى الرخاء الذى يتمتع به البلد الذى من شأنه أن يساعد على خلق حياة فنية نشطة ومساحات فنية متباينة إقليميا، وإيجاد حوار فنى على مستوى راقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة