بعد انسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين الأخير من انتخابات الإعادة، قالت وكالة الأسوشيتيدبرس الأمريكية، إن ذلك سوف يضر بشرعية هذه الانتخابات، وأن الحكومة تريد برلماناً مطيعاً!.. فهل يعنى ذلك أن الحزب الوطنى سوف ينافس نفسه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، أى أن مرشح الحزب الوطنى سوف ينجح بالتزكية ودون منافسة حقيقية له.. حقاً لقد فشلنا فى كل شىء، بداية من إمكانية إجراء انتخابات برلمانية حقيقية نزيهة موضوعية نحترم فيها إرادة الشعب، ومروراً بالفساد المستشرى فى البلاد وبين العباد، وانتهاء إلى مشكلة القمامة التى أحضرنا الأجانب لحلها.. وزارة الدفاع الأمريكية قامت باختراع السيارة الطائرة لاستخدامها فى نقل القوات الخاصة إلى ميدان القتال وتفادى العبوات الناسفة.. ونحن نعطى مخترعاً مصرياً ممتازاً معه دكتوراه 60 جنيهاً فى الشهر!!- راجع المصرى اليوم "4-12-2010- العالم يتقدم للأمام ونحن نتراجع إلى الوراء.. ما أبشع الرجوع إلى الوراء وما أبشع الغباء السياسى للمعارضة فى مصر.
حتى إذا كان الزعيم الخالد مصطفى كامل موجوداً بيننا الآن لغير مقولته الشهيرة: "لو لم أكن مصرياً لحمدت الله على ذلك"!! ولغيّر أبو القاسم الشابى مقولته الشهيرة إلى: "إذا الحزب الوطنى أراد يوماً فلابد أن يستجيب الشعب"! بدلاً من "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر".
ففاز الحزب الوطنى بالأغلبية المعتادة بعد خطة محكمة تم من خلالها الاستيلاء على المقاعد البرلمانية وطرد المعارضة من البرلمان ليصبح لأول مرة برلماناً بدون طعم المعارضة أو برلمان الحزب الواحد، وكأننا عدنا إلى الوراء بخمسين سنة عندما كان هناك التنظيم السياسى الواحد، وهو الاتحاد القومى، خاصة بعد انسحاب الإخوان المسلمين من انتخابات الإعادة، وكذلك أكبر حزب معارض، وهو حزب الوفد!
لقد ضحكت كثيراً عندما أعلن الدكتور مصطفى الفقى فى لقاء مباشر مع قناة الجزيرة القطرية بعد انتهاء الاقتراع، أن الشعب المصرى قد أرث العزوف أو عدم المشاركة فى الانتخابات أو أن عدم الإقبال على الانتخابات فى مصر هو جزء من التراث الشعبى المعروف عنها.. وهذا كلام غير صحيح لأن الناس إذا تأكدت أن لصوتها صدى وقيمة فى انتخابات حقيقية وأمينة لن تتردد للذهاب إلى الاقتراع والدليل انتخابات الأندية والنقابات المختلفة التى تشهد إقبالاً منقطع النظير ولم يتخلف فيه كثير!
وكانت سعادتى كبيرة فيما حدث للمعارضة وشمتان فيها جداً - مع العلم بأننى لست عضواً بالحزب الوطنى ولن أكون – لأنه من الخطأ مسبقاً الموافقة على دخول الانتخابات بالشروط المعلنة دون التأكيد على ضمانات النزاهة، وهذا ما أعتبره بالغباء السياسى للمعارضة، وكما قال الرئيس السادات على لسان الراحل أحمد زكى فى فيلم أيام السادات "إن هؤلاء لابد أن يحاكموا بتهمة الغباء السياسى".. هو أن الأحزاب المختلفة والقوى السياسية والإخوان المسلمين جميعهم كانوا قد أعلنوا مسبقاً وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية بأنهم لن يخوضوا الانتخابات لعدم وجود ضمانات لنزاهتها وشفافيتها، وكونوا ائتلافاً حزبياً - من أحزاب الوفد والتجمع والناصرى والجبهة الديمقراطى - واتفقوا على ذلك وكان موقف جيد منذ البداية، لكنهم بعد ذلك تراجعوا عن موقفهم هذا وقرروا خوض الانتخابات ليعطوا لها شرعية وحيثية وكانت مبرراتهم غير مقنعة، منها أنها جاءت "بناءً على رغبات الوفديين والإخوان والتجمع".. وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن وحصل الوطنى على الأغلبية باكتساح ولم يحصل الإخوان على أى مقعد بالبرلمان بعد أسطورة الـ88 مقعداً فى البرلمان الفائت، وقرروا الانسحاب من انتخابات الإعادة، واندهشت كثيراً بسبب تغيير موقف المعارضة المصرية بين ليلة وضحاها، فكان لهم ما لهم من عدم وجود يذكر بالبرلمان القادم.. سوى مقعد واحد لكل من حزب الغد وحزب التجمع ومقعد آخر لحزب العدالة الاجتماعية، الذى حصل عليه مرشحه الوحيد وهو رئيسه الخارج من السجن حديثاً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة