محمد الدسوقى رشدى

إللى هيروح ينتخب ذنبه على جنبه!

الأحد، 05 ديسمبر 2010 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ
هذه السطور عد إلى مقال الأمس وامش مع سطوره بهدوء، وبالمناسبة مقال أمس على شمال هذه الصفحة يعنى مش هتمشى كتير.. اقرأ مقال الأمس، ثم عد واقرأ هذه السطور، ثم حاول أن تكتب تعريفا واضحا للمواطن الصالح فى مصر.

عزيزى المواطن الذى اختار بنفسه وبكامل إرادته أن ينزل إلى الشارع يوم الأحد الماضى لكى يمارس حقه الدستورى فى الإدلاء بصوته فى إنتخابات مجلس الشعب.. اسمح لى أن أقول لك لا تكرر هذا الأمر اليوم أو فى يوم انتخابات الرئاسة أو أى يوم انتخابات قادم طالما ظل الوضع كما هو عليه، واسمح لى أن أقول لك إننى سأفرح فيك وفى كل اللى هيحصلك لو قررت أن تنزل بحثا عن صندوق الانتخابات.

بالطبع رأيت ما حدث الأحد الماضى.. بالطبع رأيت البلطجة والتزوير الذى يتم عينى عينك، واللجان التى يتم تقفيلها منذ الصباح الباكر.. وبالطبع سألت نفسك مالذى يدفع دولة تدعى أنها دولة مؤسسات قوية ويدعى حزبها أنه حزب الأغلببية إلى ممارسة تلك الأفعال الساذجة؟ ما الذى يدفع دولة تقول بأن المعارضة والإخوان مجرد قلة قليلة مندسة لا تأثير لها ومجرد جماعة محظورة لا شعبية لها أن ترتعد وتخاف بهذا الشكل المفضوح من شوية مرشحين معارضة وإخوان ومستقلين لم يتجاوز عددهم نصف عدد مرشحى الوطنى و لو نجح منهم عشر أو حتى 100 لن يهز ذلك فى رأس مجلس الشعب أو رأس الدولة أى شعرة.

إنها طفولة سياسية يا سيدى ونظام قرر أن يحكم بالبلطجة والتزوير منذ أول لحظة حتى أخر نبض فى قلبه، والأغرب من كل هذا هو ذلك الحرص الذى أظهرته الدولة طوال الأسابيع الماضية بسيل من الإعلانات الذى يدعو الناس للمشاركة.. عجيب أمر السادة المسئولين فى النظام الحاكم يطلبون منا نحن المواطنون وبإلحاح أن نذهب إلى صناديق الاقتراع ونشارك فى العملية الانتخابية وكأن التقصير من جانبنا، يطلبون منا أن نذهب لكى نؤدى الأمانة وندلى بأصواتنا فى عملية انتخابية لم نضمن بعد نزاهتها وحينما نصدق ونذهب للمشاركة نجد الصناديق وقد أغلقت والأموات عادوا من عالمهم الآخر وتكفلوا بتقفيل الصناديق نيابة عنا، والبلطجية تكفلوا بالباقى منا الذى يصر على ممارسة حقه الديمقراطى بناء على تعليمات إعلانات التلفزيون.. فلماذا نذهب إذن إلى لجان الاقتراع طالما النتيجة ستخرج من كنترولاتكم الحكومية وليس بناء على أصواتنا الشعبية الحرة.

أنا لا أنشر كلمات لتثبيط الهمم أو غيرها من الأفكار المحبطة، أنا فقط أتحدث عن الواقع حتى لا يصبح الأمر وكأنه فيه ديمقراطية وانتخابات بينما الحقيقة أننا نعيش تمثيلية، أنا أتحدث عن ضرورة توفير الضمانات اللازمة لنزاهة العملية الانتخابية حتى ولو كان هذا الضامن هو حماية صناديق الاقتراع وأوقات الفرز بدمائنا وأجسادنا، أن أتحدث عن توفير مناخ يسمح للشرفاء وأصحاب العقول بأن يكونوا هم المرشحون وليس أصحاب المال والنفوذ وشهادات فك الخط.. وحين تتوفر كل هذه الأشياء بالمزيد من الضغوط من جانبنا والمزيد من الإصلاح من جانب الحكومة لن نحتاج إلى أى إعلان يشجعنا على المشاركة لأننا سنملأ لجان الاقتراع حتى ولو كان الطريق إليها لا سير فيه إلا زحفا على البطون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة