مثلما شهد عام 2010 العديد من الإصدارات المصرية والعربية التى أثارت الكثير من الجدل حولها، وحطم بعضها الأرقام القياسية فى المبيعات، كانت لحركة الترجمة دورها، الذى تجسد فى عدد من الإصدارات المهمة التى ألقت بالكثير من الأحجار فى الماء الراكد، صدر بعضها عن دور النشر الخاصة، والآخر، عن دور النشر الحكومية مثل المركز القومى للترجمة، وسلسلة الجوائز، بالهيئة العامة للكتاب.
اختار الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة، كتاب "نصف العالم الأسيوى الجديد" الذى صدر عن المركز، ليكون فى رأيه أهم كتاب قام بترجمته، وقال عصفور لليوم السابع، إن أهمية الكتاب تتمثل فى تناوله تجربة النمور الأسيوية مثل سنغافورة، التى أبهرت رئيس وزراء الصين، والذى وصف تجربة نهضتها " بأنه لا يهم لون القطط"، وأشار عصفور إلى أن الصين استعانت بأحد الخبراء من سنغافورة، كمستشار اقتصادى لها، وهو ما يدل على فكرة تعلم دول الجوار من بعضها البعض.
ومن الكتب المهمة التى يعتز عصفور بترجمتها هذا العام، كتاب "رسوم الحج" الذى صدر قبل موسم الحج مباشرة، وتناول الرحلة المقدسة، وقام بتحرير الكتاب أفون نيل، وتصوير آن بارك، وترجمة وتعليق حسن عبد ربه المصرى، وضم مجموعة من الصور والنصوص المرتبطة برسوم الحج فى مصر.
واعتبر عصفور كتابى "علم النفس السياسى" و"الحركة الماركسية فى مصر بين ثورتين" من أكثر الكتب التى صدرت هذا العام عن المركز القومى للترجمة، وكانت مثيرة للجدل، بما تضمنته من موضوعات.
فيما انتقت الدكتورة سهير المصادفة رئيسة تحرير سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب، خمسة أعمال روائية صدرت حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهى رواية "حزن مدرسى" للروائى الفرنسى دانييل بناك، الحائز على جائزة روندو الفرنسية عام 2007، وتدور أحداثها حول طالب يعانى من ضعف تحصيله الدراسى، لكنه ينجح بعد ذلك فى إنجاز أعمال مبهرة فى حياته العملية.
"رفقة الذئاب" العمل الثانى التى اختارته "المصادفة" ضمن قائمة أفضل الأعمال التى قامت بترجمتها خلال العام، وهى للكاتبة الأسكتلندية ستيف بينى، التى جاءت روايتها منتقدة أوضاع الإنسانية وجشعها، وأشارت المصادفة أن "بينى" كتبت هذه الرواية عن كندا، رغم أنها لم تزرها أبدا.
ومن الأعمال الصادرة عن سلسلة الجوائز هذا العام أيضا رواية "مسيرة الفيل" للكاتب البرتغالى الراحل جوزيه سارماجو، والتى ترجمها أحمد عبد اللطيف، وتدور أحداثها حول تتبع هذا الفيل الذى أتى من البرية، إلى المدن، وتعتبرها المصادفة من أهم الأعمال التى قامت السلسلة بترجمتها لسارماجو، إضافة لأعماله الأخرى مثل "الكهف" و"ثورة الأرض" و"الآخر مثلى".
ورشحت "المصادفة" روايتى "كرسى النسر" لكارلوس فوينتس، و"كل رجل" لفيليب روس لتختتم بهما قائمة أحدث إصدارات السلسلة، مشيرة إلى أن كرسى النسر تدور أحداثها حول المؤامرات التى تحدث حول إحدى الرؤساء والزعماء، ويستخدمها فوينتس كقصيدة هجاء لكل المتصارعين على المناصب، أما "كل رجل" لروث، فتتناول أحداثها معاناة كل الرجال الذين يصلون للشيخوخة، ويبدأ يعانى فى ممارسة وظائفه الحياتية.
أما الدكتور بهاء عبد المجيد، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس، ففضل أن ينتقد حال الترجمة فى مصر، على ضرب أمثلة بأهم ما قرأه خلال العام من كتب مترجمة، مشيرا إلى أن الترجمة لم تزل تعانى كثيرا فى مصر، من عدة جوانب، أكبرها الجودة، مؤكدا على أنه كمترجم، ومتخصص فى الأدب الإنجليزى كثيرا ما يحتاج للعودة إلى النص الأصلى بسبب رداءة ما يتم ترجمته.
وقال عبد المجيد، إنه قرأ خلال 2010 ترجمة الأعمال القصصية لتشيكوف التى أعادت دار الشروق إصدارها، مؤكدا على شعوره بالحنين لهذه الترجمات، وكذلك قرأ كتاب " eat,pray and love" للكاتبة إليزابيث جيلبرت، فى نصه الأصلى، والمترجم، مشيرا إلى أنه استمتع بقراءة هذا النص وكان يتمنى أن يقوم بترجمة بعض نصوصه.
وأشار عبد المجيد إلى مشروع شراكة "الشروق بنجوين" الذى انطلق خلال 2010، من أجل ترجمة الأعمال الكلاسيكية العالمية، مؤكدا على أنه لم يفهم الغرض من هذا المشروع، وكيف جاءت اختيارات الشروق للكتب، مؤكدا على أنه لا يعرف إن كانت الدار قد استعانت بالمتخصصين فى الأدب الإنجليزى خلال هذا المشروع، وأوضح عبد المجيد أن بنجوين تقوم بذلك عندما تقبل على مشروع ترجمة ضخم، حيث تستعين بأساتذة ومتخصصون، وليس مجرد مترجم، واحد فقط.
ولفت عبد المجيد النظر إلى أهمية مناقشة ما يتم طرحه من ترجمات فى مصر، من خلال كتابة المقالات النقدية، والمتابعات، ومناقشة الكتب التى يتم ترجمتها كذلك فى ندوات، مؤكدا على أن حراك الترجمة لا يأتى فقط بإصدار الكتب، التى يفسد بهجتها أحيانا غلاء أسعارها، مثل كتب القومى للترجمة والمجلس الأعلى للثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة