حسين عبد العزيز يكتب: على أعتاب عام جديد.. الفقر هو الفقر والكوارث هى الكوارث

الجمعة، 31 ديسمبر 2010 11:29 م
حسين عبد العزيز يكتب: على أعتاب عام جديد.. الفقر هو الفقر والكوارث هى الكوارث  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفقر فى هذا العام هو نفسه الذى كان فى العام الماضى وقبل الماضى وهكذا دواليك والفقر صاحب اسم واحد وشكل واحد وأثر متنوع!

وشكل الفقر يثير الاشمئزاز والنفور من الحياة بكل أنواعها، وقد نجح الفقر فى جعل أناس تقوم على الانتحار وأظن "وكل الظن هنا صدق" أن الانتحار بسبب الفقر يعد أشد أنواع الفقر قسوة لكن المدهش إن كان الفقر يحمل اسما واحدا فإنه ذو أشكال وألوان مختلفة، حيث إنه ليس له لون واحد أو شكل ثابت كما قد يتخيل البعض.

نعم أكثر أنواع الفقر شهرة وتحد "هو فقر العوز" ونحن جميعنا نعلم ماذا فعل الإسلام كى يقضى على أخطر مرض قابل الإنسان على مر تاريخه على ظهر الأرض، ويهدد الإنسان والأسرة والمجتمع، فنجد أن أحد أركان الإسلام الخمس هو دواء لهذا المرض (الفقر) ألا وهى الزكاة التى لو تؤدى كما يؤدى الصيام والصلاة والرغبة فى الحج لما وجد لدى المسلمين فقيراً واحداً ونجد الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول موضحاً لنا جميعاً "كاد الفقر أن يكون كفراً" ولما وجد عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من الكفر والفقر فيسأله رجل "أيعدلان" فيجيب عليه الصلاة والسلام "بلى" ونجد الإمام أبى حنيفة يقول "لا تستشر من ليس فى بيته دقيق" والإمام على كرم الله وجهه أكد لنا "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".

لكن المدهش فى الأمر أن الفقير لا يعلم سبب فقره، رغم أنه يعمل ويعمل ويعمل، ورغم هذا فقير بل ويكاد يكون معدماً بالضبط مثل الغنى الذى هو لا يعمل ولا يجهد من أصله ويجد لديه من المال ما يكفى لعمل وصنع المعجزات فنجده لا يعرف معنى الزكاة والعمل التطوعى والعمل الخيرى ونجده يتعامل مع البلد وكأنها ليست بلده وإنما بلد أخرى.

رغم أننا لدينا عدد كبير من الجامعات ليس من السهل حصرها وعدها ومعاهد عليا ومدارس خاصة ومدارس حكومية ووزارة للتعليم ووزارة للتعليم العالى ووزارة للثقافة ووزارة للإعلام ورغم هذا كله وأكثر نجد نوعاً من الفقر من الصعب السيطرة عليه أو حتى التحكم فيه ولو حتى من بعد وأعنى فقر الفهم وسوف نلاحظ أن معظم الجامعات المصرية مريضة بهذا الداء فهى تقدم لنا الطالب الحاصل على شهادة لكن لا تقدم الطالب الحاصل على علم يمكن عن طريقه أن يجد لنفسه طريقاً يسير عليه ومن ثم يخدم نفسه وبلاده.
إن مشكلة التعليم هو أنه تحول إلى باب للرزق وعمل ثورة، كما التاجر، فتحول المدرس فى الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعة إلى تاجر يريد المقابل فيما يقول ولا يريد أن يعرف قيمة ما يقول ويفعل ومن ثم لم يعد هناك مدرس ابتدائى أو إعدادى أو ثانوى أو حتى فى الجامعة يعد قدوة لمن يدرس لهم (كنا نظن وبعض الظن إثم أن السادة المدرسين بعد أن حصلوا على الكادر سوف تعرف الرحمة قلوبهم ويعرفون ربنا فيتوقفوا عن ارتكاب الإثم الأعظم والمتمثل فى الدروس الخصوصية لكن العكس هو الذى حدث فقد أخذوا فيما بينهم أن يأخذوا فلوس الشهر مقدماً مع عدم النظر إلى أن بعض الآباء ليس معهم الفلوس مقدماً بل وصل الأمر بأحدهم أن أوقف زوجته على باب البيت تسأل الطالب الآتى للدرس "جبت الشهرية ولا لأ" فإن قال نعم سمحت له بالدخول وإن قال لأ قالت له روح هات الفلوس وتعالى ياله روح روح، تقولها بفمها ويدها وهذا المدرس يقف فى المدرسة أثناء الحصة حيث يكتب على السبورة اسم الدرس ويقول للطلبة أنتم طبعاً أخذتموه عندى فى الدرس ويقف بره الفصل).
إنها مسألة خطيرة للغاية هذا الذى يفعله مدرس وأقرانه خيبهم الله.

ومن ثم تحولت الحياة فى مصر على يد الكبار إلى ساحة للاستغلال، فكل من يقدر أن يأخذ شيئاً يأخذه لنفسه، وإن لم يكن له فيه وجه حق ولم يعد أحد يسأل هل هذا حرام أم حلال.

إن عيب حكومة دكتور نظيف القاتل هى أنها تريد أن تصلح كل المشاكل ومواجع مصر الموروثة منذ زمن بعيد فى يوم وليلة، فلم تقدر أن تحل أى من مشاكل مصر الموروثة من فقر وصحة وتعليم وأخلاق ومياه النيل كانت ناقصة مياه النيل!؟








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة