"اليوم السابع" يرصد القضايا الثقافية الشائكة لعام 2010 .. سرقة منبر قانيباى والخشخاش .. ومصادرة الكتب المصرية فى الكويت والجزائر.. والتطبيع الثقافى.

الجمعة، 31 ديسمبر 2010 11:53 ص
"اليوم السابع" يرصد القضايا الثقافية الشائكة لعام 2010 .. سرقة منبر قانيباى والخشخاش .. ومصادرة الكتب المصرية فى الكويت والجزائر.. والتطبيع الثقافى. صورة أرشيفية من لوحة زهرة الخشخاش
كتب وجدى الكومى وهدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يشأ عام 2010 أن يمر فى سلام بدون أن يمنح للثقافة المصرية، قنبلة جديدة، تم إضافتها لأخطر القضايا الثقافية التى حدثت طوال العام، وكانت مثيرة للجدل بجانب القضايا الأخرى، ومن هذه القضايا التى نرصدها هنا سرقة منبر قانباى الأثرى، ولوحة زهرة الخشخاش، ومصادرة الكتب المصرية فى معرض الكويت الدولى للكتاب، ومنع الناشرين المصريين من المشاركة فى معرض الجزائر للكتاب.
إذ ادخر العام مفاجأة حتى ساعاته الأخيرة، تمثلت فى اكتشاف واقعة سرقة منبر مسجد "قانباى الرماح" فى ميدان صلاح الدين بالقلعة، لتعيد الواقعة إلى الأذهان واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ، من متحف محمد محمود خليل وحرمه نهاية شهر أغسطس الماضى.

وفى الوقت الذى اعتبر فيه الكثيرون واقعة سرقة اللوحة خطأ يخص وزارة الثقافة، بعد أن تحمل محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق مسئولية السرقة، هو وعدد من أفراد الأمن، الذين واجهوا جميعا تهم الإهمال الجسيم فى أداء وظائفهم، لم تتحدد بعد مسئولية الجانى فى سرقة المنبر، حيث نجحت وزارة الثقافة فى تحميل وزارة الأوقاف مسئولية سرقة المنبر، بعد أن كشفت عن قرار يحمل الأوقاف مسئولية المسجد بعد انتهاء ترميمه، وقام وزير الثقافة فاروق حسنى بتحويل الأمر برمته إلى النيابة العامة للتحقيق.

وكان العام قد بدأ بمصادرة رواية "الزعيم يحلق شعره" للروائى النوبى إدريس على، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، ورغم أن المسئولين عن المعرض نفوا خبر المصادرة، إلا أن ناشر الرواية "الجميلى أحمد" صاحب دار وعد، أصر حينها على أن الرواية تم سحبها من منافذ بيعها فى معرض الكتاب، لكن كاميرا اليوم السابع رصدت تداول الرواية لدى بعض موزعيها رغم قرار مصادرتها.

وجاء أيضا ضمن قائمة الكتب التى تعرضت للمصادرة خلال العام، أزمة كتاب ألف ليلة وليلة والتى بدأت ببلاغ تقدم به عدد من المحامين للنائب العام ضد الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، وذلك لإعادة طبعها كتاب ألف ليلة وليلة ضمن سلسة الذخائر والتى يرأس الكاتب الكبير جمال الغيطانى، وانتهت القضية بعد أن حفظت النيابة التحقيق فيها، لتعلن انتصار الثقافة المصرية.

ولم تنته المعارك بعد ألف ليلة وليلة، حيث تعرضت الكتب المصرية لواقعتى مصادرة خلال معارض الكتب الدولية، الأولى عندما تم منع الناشرين المصريين من المشاركة فى فعاليات معرض الجزائر الدولى للكتاب، حيث أكد إسماعيل أمزيان رئيس المعرض فى تصريحات صحفية أنه لم ولن يوجه الدعوة إلى الناشرين المصريين، وهو الحدث الذى أثار الجدل عدة أسابيع بعد ذلك، خصوصا عندما قال أمزيان إن قرار تجاهل الناشرين المصريين جاء بعد مشورة رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وألقى بظلال المعركة الرياضية بين منتخبى مصر والجزائر العام الماضى، فيما أشار محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين إلى أن قرار أمزيان كان منفردا، نافيا علمه بقرار منع الناشرين المصريين.

ولم تمر بضعة أسابيع على منع الناشرين المصريين من المشاركة فى معرض الكتاب الجزائرى، حتى قامت الكويت بمنع بعض الكتب المصرية من المشاركة فى معرضها رقم 35، وكانت الكتب الممنوعة لبعض المؤلفين المصريين، فيما سمحت بالبعض الآخر، لنفس المؤلفين، بل قامت بدعوتهم للمشاركة فى ندوات بالمعرض، مثل الروائى يوسف القعيد، الذى تم دعوته للمشاركة فى المعرض، رغم منع كتابين له، وما دفعه لرفض الدعوة، وتطورت القضية، حتى تقدم بعض البرلمانيون الكويتيون بطلبات استجواب لمعرفة أسباب الرقابة فى منع تلك الكتب، كما قام بعض الناشطين الكويتيين بعمل وقفة احتجاجية داخل المعرض، اعتراضا على منع الكتب المصرية.

وكانت لأزمات التطبيع الثقافى مع إسرائيل موقعها أيضا خلال العام، حيث أثارت واقعة ترجمة رواية عمارة يعقوبيان الصادرة عن دار الشروق للروائى الدكتور علاء الأسوانى من العربية إلى العبرية والتى أثارت ضجة كبيرة فى الوسط الثقافى، لإعادة فتحها ملف التطبيع الثقافى مع إسرائيل .

وفور صدور الترجمة العبرية، أعلن عدد من المثقفين والمحامين عن تضامنهم مع الأسوانى مطالبين بمقاضاة المركز الثقافى الإسرائيلى الذى قام بعملية الترجمة كما تبنى بعضهم جانب مراجعة الأعمال الأدبية المصرية التى تمت ترجمتها للعبرية للكشف عن أهداف إسرائيل التى تسعى لتحقيقها من خلال عمليات الترجمة تلك، وكذلك المؤتمر الأدبى الذى عقدته إسرائيل فى حيفا مطلع شهر ديسمبر الجارى، والذى شارك فيه أحد المصريين وتعمدت تل أبيب إخفاء هويته.

ونخص بالذكر فى هذا الملف واقعة مشاركة وتكريم المنتجة الإسرائيلية "ليسلى ودوين" بمهرجان أبو ظبى السينمائى والتى أثارت مشاعر وحفيظة كثيرا من المثقفين المصريين والعرب الرافضين لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، مطالبين بسحب الجائزة منها واعتذار إدارة المهرجان للعالم العربى.
ولم يخل عام 2010 من الهجوم على الروائى الدكتور يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتية الأسكندرية من قبل رجال الكنيسة والدين المسيحى، خاصة بعد تصريحاته التى أدلى بها فى الندوة التى عقدتها له اليوم السابع خلال شهر إبريل، وقال فيها إن العصور التى سبقت مجىء "عمرو بن العاص" كانت أكثر ظلاما وقسوة على المسيحيين، وهو ما جعل 9 منظمات قبطية تتقدم ببلاغات للنائب العام ضده، إضافة لهجوم كبير من قبل رجال الكنيسة عليه، حيث اشترك القساوسة مع محامى الكنيسة نجيب جبرائيل، فى اتهام زيدان بالإساءة للدين المسيحى، وقام القمص عبد المسيح بسيط والقس ديسكورس شحاتة بكتابة مقالين فى اليوم السابع للرد على زيدان، ولكنه لم يتحمل ما جاء فى مقالتهما من هجوم، ولجأ إلى المحاكم لمقاضتهما، فى قضية لم يصدر فيها حكم نهائى بعد.

أما أتيليه القاهرة ، فكان له نصيب حافل من الأحداث خلال هذا العام ، حيث تم حل مجلس إدارة اتيليه القاهرة برئاسة الدكتور صلاح عنانى بعد بضعة شهور من تشكيله بسبب الاتهامات التى وجهها له الناقد صلاح الرواى الأمين العام السابق والتى جاء فيها أن عنانى أستولى على أموال الأتيليه لو يكتف الراوى بأتهامه لفظا بل قام بتقديم بلاغ ضده للنائب العام لتنتقل صراعات الأتيليه للمرة الأولى إلى المحاكم والنيابات والتى انهت القضية أيضا ببراءة عنانى من تلك التهم ، وتفويض موظفة من وزارة التضامن لتولى الإشراف على الأتيليه لحين تشكيل المجلس الجديد والذى جاء مؤخرا برئاسة الفنان محمد عبلة.
وكان لأزمة اتحاد الناشرين المصريين برئاسة محمد رشاد مع الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور صابر عرب، نصيب من قائمة أخطر الملفات الثقافية لعام 2010 ، حيث قوبل اقتراح رشاد لقصر المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب المقبل على دور النشر المسجلة فقط بالاتحاد ، بالرفض من قبل الهيئة المنظمة للمعرض التى رأت حسبما ذكرت فى حيثيات رفضها للاقتراح كما صرح الكاتب حلمى النمنم نائب رئيس الهيئة أن منع المشاركة سيقتصر فقط على دور النشر الصادر ضدها أحكام قضائية فيما عدا ذلك سُيفتح باب المعرض أمام كافة دور النشر المصرية والعربية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة