◄◄ علماء أزهر يرفضون.. وعبدالمعطى بيومى يراه جائزاً شرط مراجعة مجمع علمى أو هيئة إسلامية
هل يمكن أن يقوم مسيحى بترجمة القرآن الكريم؟ السؤال يأتى من المغرب بعد أن أقدم على هذه الخطوة باحث مسيحى فى المغرب، حيث قام بترجمة نصوص القرآن للغة الأمازيغية، مما أثار غضب علماء الدين بالمغرب، ودفع موقع «أمازيغ وورلد» لنشر استطلاع رأى حول مدى صحة هذه الخطوة، وأثارت هذه القضية ردود أفعال بين علماء الأزهر، حيث رأى الدكتور محمود مهنى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أنه لا يجوز للمسيحى ترجمة القرآن الكريم إلى أى لغة كانت فلا يترجمه إلا مسلم، مشيراً إلى أن الترجمة تنقسم إلى قسمين، ترجمة حرفية، وترجمة تفسيرية، والترجمة الحرفية هى ترجمة النص نفسه، وهذا لا يجوز بإجماع العلماء، أما الترجمة التفسيرية وهى تفسير معانى القرآن فتجوز بإجماع العلماء أن يترجم إلى سائر اللغات، ويشترط فى المترجم أن يكون عالماً بأصول اللغة المترجم منها وإليها، وأن يكون دارسا للعلوم الإسلامية كحفظه للقرآن الكريم من معان وكناية وحذف وبدل وزيادة ونقصان، مضيفاً أن مترجم القرآن يجب أن يكون ملما بعشرين شرطا منها علوم اللغة والبلاغة الثلاثة وحفظ القرآن والإلمام بالسنة وعلم المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وعلم الفقه وأصول الفقه، وهذا ما لا يتوفر فى المسيحى.
الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر، قال يجوز أن يترجم القرآن مسيحى لكى يتمكن من قراءته هو وغيره لأن القرآن رسالة إلى كل الناس، وكثيرا ما ذكر فى القرآن «يا أيها الناس» والمسيحى واحد من الناس، فإذا ترجمه ليعرف خطاب الله فهذا أداء لرسالة القرآن، شريطة أن يتوخى الحيطة والعدل والموضوعية فى الترجمة فلا بد فى الترجمة أن تراجع من مجمع علمى أو هيئة إسلامية، كى توافق على هذه الترجمة وإذا كانت تحتوى أخطاء غير مقصودة أو تحريفا مقصودا، فإذا ثبت لهذا المجمع صحة الترجمة يسمح لها بالتداول بين الناس.
الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أكد أنه لا يجوز للمسيحى أن يترجم القرآن ويجب أن يكون مسلماً، لأن الترجمة فن من الفنون يحتاج إلى فقه الدراسة والمصطلحات والعرف فإذا توافرت تلك الآليات عند المترجم تمكن من ترجمة القرآن، مشيراً إلى أنه لا يستطيع أحد أن يخبر معانى القرآن الحقيقة أو المراد فيجب أن يكون مسلماً.
ويشدد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة على أنه لا يجوز قيام مسيحى بترجمة القرآن الكريم إلى لغات أخرى، موضحاً أن الأساس فى ترجمة القرآن هو المعنى وليس النص، لذا فعلى من يترجمه أن يفهم معانيه جيداً.