تحت عنوان "مكة فى ثوبها الجديد.. عملاقة ومبهرجة"، انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مشاريع المعمار الحديثة فى مكة المكرمة باعتبارها واحدة من أقدس مدن العالم.
وقالت الصحيفة ،"سخف معمارى" إن يبنى جنوب المسجد الحرام فى مكة "برج الساعة الملكى"، وهو تقليد لساعة "بيج بن" العملاقة فى لندن، ليكون بذلك أحد أطول الأبنية فى العالم.
ومن المقرر أن يضم البرج مركزا للتسوق وفندقا تتعدى حجراته 800 حجرة وباحة للصلاة تتسع لأكثر من ألف شخص، ويزين بالفن العربى الإسلامى، ولكن لتوفير المساحة اللازمة لمثل هذا المشروع العملاق، هدمت الحكومة السعودية قلعة "عثمانية" يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر وجرفت التلة التى وقفت فوقها القلعة شامخة.
وقالت الصحيفة، إن هذا البرج يعد أحد مشاريع المعمار العديدة التى تتم فى وسط مكة، والتى تتفاوت بين بناء سكك حديدية إلى بناء الفنادق الفاخرة وتوسيع المسجد الحرام، الأمر الذى يعيد بشكل أو بآخر إعادة تشكيل المدينة، لذا يرفض بعض السعوديين هذا التحديث، ودفعهم إلى شن حملة انتقاد واسعة ضد الحكومة السعودية.
"هذا استغلالا تجاريا لبيت الله"، هكذا أكد سامى عنقاوى، معمارى سعودى بارز أسس مركزا بحثيا حول المعمار المدنى، ويعد أحد أبرز منتقدى المشروع.
وقال، كلما اقتربنا من المسجد، كلما ارتفعت تكلفة الشقق، وفى الأبراج الغالية تصل التكلفة إلى الملايين مقابل عقد إيجار مدته 25 عاما، وإذا استطعت أن ترى المسجد، تدفع ثلاثة أضعاف.
ومن ناحية أخرى، يقول المسئولون السعوديون، إن هذا الازدهار المعمارى وما يصاحبه من هدم وإزالة، ضرورى لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجيج، والذين زاد عددهم العام الماضى فقط بمقدار ثلاثة ملايين، ولكن يرى بعض المعماريين وسكان المدينة أن الدافع وراء المشروعات جنى الأموال، والرغبة فى الاستفادة وتحقيق الربح من أحد أكثر العقارات قيمة فى العالم.
نيويورك تايمز: تحديث معمار مكة المكرمة يضر بتاريخها
الخميس، 30 ديسمبر 2010 01:05 م