مدير مكتبة الإسكندرية: مصر بحاجة لثورة تعليمية

الخميس، 30 ديسمبر 2010 03:06 م
مدير مكتبة الإسكندرية: مصر بحاجة لثورة تعليمية د.إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، إن قدرة مصر التنافسية فى إطار التطور العالمى مرهونة تمامًا بعملية التعليم، مشيرًا إلى أن مصر قادرة على تحقيق تحول إيجابى فى جميع المجالات من خلال رؤية واضحة تقوم على ثورة تعليمية.

جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة، التى عقدت أمس ضمن فعاليات ملتقى المثقفين والمفكرين السنوى والذى تنظمه مكتبة الإسكندرية، وعرض خلالها د.إسماعيل سراج الدين؛ رؤيته لمستقبل التنمية فى مصر فى ظل التغيرات العالمية.

وأضاف سراج، أنه يرفض الشهادات والدرجات التى أفسدت التعليم، مبينًا أهمية الاعتماد على مضمون العلم والتعلم، ضاربًا المثل بـ"كولاج دى فرانس"، وهى مؤسسة تعليمية وبحثية فرنسية لا تمنح درجات علمية ولا تدرس المناهج الرسمية، وإنما تقدم محاضرات رفيعة المستوى مفتوحة للجمهور والباحثين، مما يجعلها مؤسسةً فريدةً على مستوى العالم.

وأوضح، أن إصلاح الشعوب لا يأتى بتقديم المقترحات والمطالب للقائد وينتظره الشعب حتى يحققها لهم، موضحًا أن هذه المنهجية أثبت التاريخ فشلها فى الإصلاح، ليؤكد لنا على أن الإصلاح والتغيير يأتى من أسفل إلى أعلى.

وقال سراج: إننا نعيش حاليًا فترة تحول عالمى غريب نشهد فيها انقلاب لموازين القوى بين دول العالم المختلفة، وهو ما يظهر بصورة كبيرة فى التقدم الهائل الذى تحققه الصين على الساحة الدولية، حتى أصبحت ثانى أقوى اقتصاد فى العالم، وهو ما سيعطيها دور أكبر فى صياغة الشئون العالمية وهيكلة النظم العالمية.

ولفت إلى أن العالم يواجه ظاهرة جديدة فى إطار إعادة الهيكلة التى تتم بعد الأزمة الاقتصادية، تتمثل فى الوفاء بالعقد الاجتماعى، والالتزام باحتياجات النظام العالمى المالى الاقتصادى الجديد، حيث إن معظم الدول تعانى من عدم القدرة على تمويل أسس العقد الاجتماعى، وتقديم قدر من الضمانات الاجتماعية للمواطنين، وهو ما يظهر فى الإضرابات العمالية فى فرنسا، وارتفاع تكلفة التعليم فى المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن الدول الشرقية وفى مقدمتها الصين، انتهجت سياسة مختلفة عن دول الغرب، لمواجهة تلك الظاهرة، فبدأت الالتزام فى هذه المرحلة بالخدمات الاجتماعية المطلوبة، وتوسيع قاعدة المشاركة فى دولة الرفاهية، وتقليل المدخرات، وزيادة الصرف.

كما أوضح، أن هناك عدد كبير من الدول التى حققت قدر كبير من التنمية والنجاح الاقتصادى فى ظل غياب الديمقراطية، إلا أن المواطنين فى هذه الدول طالبوا فى مرحلة ما من مراحل النمو الاقتصادى بحقهم فى المشاركة فى المجتمع، وبالتالى أصبحت الديمقراطية جزءًا من التنمية التى تم تحقيقها.

وأضاف أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تعد من أهم معوقات التنمية فى العالم، حيث أن 96% تقريبًا من دول العالم تعانى من تلك المشكلة، وبالتالى فإن تباين الأحوال الاقتصادية يؤثر بشكل واضح على نتائج التنمية.

وقال إن التخطيط فى مصر ينقصه حساب النتائج على المدى البعيد، حيث يقتصر على إحداث تغيير على المدى القصير فقط، كما أنه يقوم على أسس موروثة، فى حين أن دول العالم تتجه إلى إعادة صياغة موازينها وتحديد الأولويات فى المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.

وألقى سراج الضوء على ثلاث مميزات تتمتع بها مصر، والتى يمكن أن تساعد بشكل هائل على تحقيق قدراً كبيراً من التنمية فى المستقبل، وهى؛ القدرات البشرية، والتكنولوجيا، والتأثير الثقافى، موضحاً أن مصر تعتبر من أغنى الدول بالنسبة للقدرات البشرية، على مستوى العالم العربى وأفريقيا، ومن هنا يجب أن يتم انتقاء الشباب المتميز وتعليمه وتدريبه، وعدم الاعتماد على مبدأ الأقدمية الذى لا يحترم الإبداع.

وأكد أن مصر لديها من الإمكانات ما يؤهلها لفتح مجال للإبداع فى إطار التكنولوجيا والبرمجيات، كما أنها تتمتع بالقدرة على أن يكون لها تأثير ثقافى هائل، وذلك من خلال تفعيل جيل جديد من صناع الثقافة، قادر على استعادة مكانتها فى هذا المجال، وهو ما سيعطى لمصر القدرة على أن تلعب دورًا رائدًا ومؤثرًا فى الحياة الثقافية فى خمسة دوائر مختلفة، هى: الدائرة العربية، والإسلامية، والأفريقية، والمتوسطية، والعالمية، خاصة أن مصر لها دور متميز فى العالم العربى، والعالم العربى له دور خاص فى العالم الإسلامى.

كما شدد على مسئولية المثقفين فى فتح الأبواب وتذليل العقبات وتنمية المهارات للجيل القادم، لاستعادة المكانة العلمية والثقافية التى طالما تمتعت بها مصر، مشيرًا إلى أن عمل المثقف يتطلب نوعاً من المثابرة، فهو يعمل على معالجة القضايا الفكرية وإيجاد التيارات الفكرية العميقة التى لا يلاحظها باقى أفراد المجتمع، كما أن دوره فى الإصلاح يتم بتعبئة الفكر، وليس المظاهرات، ودعا المثقفين والمفكرين إلى التعاون من خلال هذا اللقاء السنوى لبلورة المناقشات فى شكل مجموعة من الدراسات المستقبلية فى كافة المجالات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة