بدت حالة من عدم الرضا على العديد من المثقفين المتابعين والمنغمسين فى الحياة الثقافية المصرية عن المشهد الثقافى المصرى عام 2010، الذى يكاد ينتهى بعد ساعات معدودة، وبالرغم من انعقاد العديد من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات والمهرجانات التى أشاد بها الكثير إلا أنه ما حدث من سرقة للوحة زهرة الخشخاش أفسد الجو العام.
فقد أكدوا أن أسوأ أحداث هذا العام هو سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل وحرمه التى لم يتم الكشف عن لغز اختفائها حتى الآن.
حيث قال الدكتور عمار على حسن، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن أكثر السلبيات التى أفسدت المشهد الثقافى هذا العام واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش، مؤكدا أن رغم ما شاهدناه من مثول محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية أمام المحاكمة إلا أن الوزير جاء فى النهاية وقام بتعيينه مستشارًا له.
ويرى حسن أيضا أن مسلسل جوائز الدولة التقديرية سيظل أسوأ ما يشوب الحال الثقافى، مشيرا إلى استمرار ذهاب الجوائز لمن لا يستحقها.
وعلى جانب آخر أشاد حسن ببعض الإيجابيات التى حدثت عام 2010 من أهمها الحديث عن قمة ثقافية عربية، مشيرا إلى أن العمل العربى المشترك كثيرا ما يتحدث عن الحال السياسى والاقتصادى ويتجاهلون الحال الثقافى.
وأوضح حسن أن هذه القمة تعد أهم قرار إيجابى اتخذه اتحاد الكتاب العرب مشيرا إلى أن الثقافة من شأنها أن تصلح ما أفسدته السياسة.
كما أشاد حسن بوجود تيار جديد من المثقفين المستقلين الذى تمرد على الحظيرة الثقافية، معتبرا أن ظهور هذا التيار من شأنه خلق مسار مغاير يحرك ركود الثقافة والكشف عن الفساد الذى يحدث بالمؤسسة الثقافية الرسمية.
وأضاف حسن من الإيجابيات التى أضافت للوضع الثقافى المصرى حدث توقيع اتفاقية التعاون بين دار الشروق ومؤسسة "بنجوين"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق لو تم إدارة هذا الاتفاق بجدية سيحقق للثقافة العربية تقدما ملموسا بالإضافة إلى تصحيح الصورة الذهنية عن العرب والمسلمين من خلال مشروع الترجمة الذى سيتم بين الجهتين.
بينما لم ير الشاعر الدكتور طلعت شاهين أى نوع من أنواع التغيير والتحسن فى الحال الثقافى المصرى، مشيرا إلى أن المشهد الثقافى فى العام السابق لم يختلف كثيرا عنه فى العام الحالى طالما أن الحال العام بأكمله لم يحدث فيه أى تحسن.
وأرجع شاهين هذه الحالة من السكون إلى استمرار وجود المسئولين فى الحكومة المصرية على الرغم من حدوث الكثير من الكوارث إلا أنهم باقون، مشيرا إلى أنه لكى يحدث تغيير علينا أن ننتظر طوفان أو صاعقة من السماء قد تحدث هذا التغيير.
بينما أشاد شاهين بتغيير مجلس إدارة أتيليه القاهرة واستقلاله وابتعاد أعضائه عن التراشق بالاتهامات.
كما أبدى أيضا الروائى حجاج أدول استياءه من الحال العام فى مصر، مشيرا إلى أن الوضع العام غير مرض وليس على المستوى الثقافى فقط.
وأكد أدول أن جميع قطاعات الدولة تكاد تكون مهملة الوضع الثقافى، مشيرا إلى أن المؤسسات التعليمية فى مصر لا تشجع الطلاب على ممارسة القراءة والكتابة والتمثيل والغناء، بالإضافة إلى أن المؤسسة الإعلامية أيضا لا تولى أى اهتمام للقضايا الثقافية بقدر ما تهتم بالاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية، مضيفا حتى أن المؤسسة الاقتصادية لا ترصد ميزانية كافية للمؤسسة الثقافية.
وعلى جانب آخر أشاد أدول بالغزارة التى حدثت فى الإنتاج الأدبى، مشيرا إلى أن المؤتمرات الأدبية التى يعقدها المجلس الأعلى للثقافة تظهر الجانب المضىء فى الأعمال الأدبية.
كما أشاد أدول بعقد المجلس لمؤتمرين خلال العام خاصين بالجنوب الأفريقى قائلا إن هذا يعد تقدما ملحوظا فى الحال الثقافى.
وقال الدكتور محمد زكريا عنانى رئيس اتحاد كتاب إسكندرية إن الصدمة الكبرى التى حدثت عام 2010 هو سرقة لوحة زهرة الخشخاش، مشيرا إلى أن هذه الواقعة أظهرت قصور المسئولين فى حماية التراث الثقافى الذى تمتلكه مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة