خبراء: وثائق ويكيليكس "نميمة دبلوماسية" وليست سرية

الخميس، 30 ديسمبر 2010 01:58 م
خبراء: وثائق ويكيليكس "نميمة دبلوماسية" وليست سرية ويكيليكس
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفض دكتور حازم حسنى، رئيس قسم التطبيقات والعلوم الاجتماعية، تسمية ما نشره موقع ويكيليكس على الإنترنت أنها "وثائق"، حيث اعتبر أنها مجرد ملفات رقمية تدور حول "النميمة الدبلوماسية"، لا يظهر بشكل مباشر أنها رسمية، كما شكك فى سريتها لعدم اتخاذ أى وسيلة من الدول لحمايتها، حيث كانت ترسلها عبر البريد الإلكترونى ولم تكن مشفرة، وشبه تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع أسانج مؤسس الموقع بتعاملها تجاه "بن لادن"، لكنه أكد فى النهاية أن جميع ما تم نشره "لا يهز شعرة فى رأس أمريكا".

وقال حسنى خلال ندوة "تسريبات ويكيليكس والأثر السياسى والاجتماعى لثورة المعلومات" التى عقدها مركز الدراسات الاجتماعية والتاريخية بالأهرام، أن تحركات الحكومة الأمريكية هو الذى دفع إلى تصديق ما تم تسريبه، لكن لا يمكن الاعتراف بأنها "وثائق"، لأنها لا تعبر عن محاضر رسمية أو تحمل بصمة رقمية، معتبراً أنها مجرد ملاحظات عن أحداث أو شخص أو نظم.

وأضاف: "كل ورقة على حدة ليس لها أى قيمة، وضخامة الرقم الذى أعلن الموقع عن كشفه وقدره بمئات الآلاف هو السبب فى الضجة التى حدثت، فقد كان يهدف فى البداية إلى فضح النظم السلطوية ولم يكن من بينها أمريكا أو أوروبا"، مستغرباً من رد الفعل المصرى الذى تعامل بعقلية الفخر لاتفاق ما كشفه الموقع عن الأحاديث خلف الأبواب المغلقة مع ما قاموا بالإعلان عنه، على عكس الدول الأخرى وقال: "كان لابد أن نلزم الصمت ولا نعلق على أى من هذه التسريبات".

واعتبر حسنى أن شفافية الحكومات فى عصر المعلومات "خرافة"، مؤكدا أن الفرد هو الذى أصبح "شفافا" تستطيع السلطات التعرف على تحركاته وأسراره وآراؤه بمجرد دخوله على شبكة الإنترنت فيقوموا بالاحتفاظ بها حتى وقت الحاجة إليها، والتقدم فى تكنولوجيا المعلومات أصبح يعتمد على سحب المعلومات أو زرعها فى عقل الفرد دون أن يدرى".

واستشهد حسنى باستغلال الولايات المتحدة لإحداث 11 سبتمبر فى تقبل المجتمع للمؤسسات والتنظيمات الجديدة استحدثتها، بالإضافة إلى سياستها الخارجية التى اعتمدت على ضخ كميات هائلة من المعلومات، قائلا: "لا تهدف بهذا التدفق تشكيل وعى عالمى وإنما إلى جعل المعلومات أكثر تعقيداً، لعدم قدرة الفرد على معالجتها أو يخرج بحقيقة ما يحدث، وهو ما أطلقت عليه الهندسة الاجتماعية والتى تعد إحدى آلياتها ضخ معلومات وانتظار معرفة ردود الفعل"، وعلى نفس الشاكلة أضاف "نفس الموقف بالنسبة لويكيليكس، فأمريكا ليست بالسذاجة أو الضعف التنظيمى لسهولة الحصول على وثائق لا تريد الكشف عنها لأن لديها ألف وسيلة لمنع ذلك، وأعتقد أن الموقع سيسهل لها اتخاذ إجراءات لم يكن مقبول لدى المجتمع الأمريكى اتخاذها قبل ذلك".

واختتم حديثه قائلا: "لا أحد يعلم حتى الآن من وراء هذه التسريبات وهل تخدم مصالح معينة أم لا، فلم يعد تقتصر المعلومات على الدولة فقط وإنما دخلت فيها كيانات خفية، وأصبحت ند للحكومات، منها القوى متعددة الجنسية، والتى تمثل تهديد حقيقى فى حالة عدم الكشف عن نواياها أو العمل فى الخفاء".

واختلف معه، دكتور نبيل عبد الفتاح، مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، الذى اعتبر أن عصر المعرفة "ثورة ديمقراطية رابعة" حولت المعلومات من أيدى السلطة إلى قطاعات جماهيرية واسعة، حطمت مفهوم "المحليات" إلى "الكون" ، قائلا: "أتاحت اتساع آفاق حرية التعبير، ومشاركة المواطنين فى سياسات بلادهم، حيث لم يعد هناك ما يحاط بالسرية مثل الوقت السابق، والذى كانت فيه الوثائق مثلا تستلزم مرور عليها أكثر من 25 سنة للكشف عنها، بالإضافة إلى أنه لم يعد من المنطقة أن يتم حجب وسيلة معرفة بسبب إمكانية ظهور أخرى".

وعن ويكيليكس قال: "كشف الموقع حتى ولو كان يحمل نفايات معلوماتية عن أسرار خطيرة تضرب ناقوس البداية والانفتاح على الدولة الحديثة بمعايير مختلفة، حيث يبرز دور الفردية، والأقليات، وتصبح المعلومات أداة لحمايتهم ضد انتهاكات الدول وإحراجها، والدليل لاهتمام بالأفكار الصغيرة التى تناسب الفرد وليس الأيدلوجيات الكبرى".

توقع نبيل أن تتدخل القراصنة فى إفساد المشاريع النووية للدول وأن يزداد دورها كفاعل رئيسى فى الحياة السياسية، وأن تؤدى إلى صعوبة عمل الجيوش وتقلص مساحات الخصوصية"، كما أكد أنها ستؤثر إيجابا على تطوير المؤسسات الأمنية لأدواتها ودفاعاتها وتغيير فى النظم الجنائية وأمن الدولة من الخارج وبنية الجرائم.

من ناحية أخرى، أكد حنا جريس، مثقف مصرى، أن حركات القرصنة منذ الخمسينيات التى بدأت على أيدى مجموعة من المبرمجين كانت بهدف إتاحة حرية المعلومات وإنتاج برامج مجانية تكسر سيطرة شركات البرمجيات متعددة الجنسيات، ثم تحولت عقب ذلك إلى اقتحام أى شبكات وحاسبات تحجب المعلومات.

أوضح جريس أن ويكيليكس خالف فى الفترة الأخيرة سياسته، حيث أصبح يتدخل فى اختيار ما يتم نشره، وقال "مواقع الويكى بدأت على يد كاتينج هام لأن ينتج كل الناس المعرفة، وظهر ويكيبيديا وويكيمابيا ويكيليكس، وأساسها أن يضع كل الناس الوثائق التى تمتلكها لتكون متاحة للعامة، لكن ويكيليكس أصبح يحجب بعض الوثائق، بدليل أن مصر لها 2400 وثيقة لم ينشر حتى الآن منها سوى 12 فقط".








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة