محمد حمدى

جاسوس فى كل بيت!

الخميس، 30 ديسمبر 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعددت وتنوعت وسائل الاتصال بشكل غير مسبوق، لم يكن حتى متوقعاً قبل سنوات، فأى إنسان يمكنه الاتصال بكل ما يجرى فى العالم فى نفس اللحظة بمجرد الدخول على الشبكة الدولية للمعلومات الإنترنت، يعرف الأخبار، ويشاهدها، ويرسل الرسائل لتصل فى نفس اللحظة بين أبعد نقطتين فى العالم، ويتواصل مع الآخرين أينما كانوا.

وفى نفس الوقت يملك موبايل يصله بأى شخص وأى مكان فى العالم أيضا دون تعقيدات أو قيود، بعكس التليفون الأرضى الذى كان قبل سنوات هو أسرع وسيلة اتصال، ومن عاش فى السبعينات والثمانينات سيتذكر جيداً، كيف كنا نرفع السماعة بالساعات فى انتظار وصول الحرارة لمجرد إجراء اتصال داخل المدينة نفسها.

وفى النصف الأول من التسعينات حيث كنت مهتما بالشأن السودانى، وأكتب فيه فى عدة صحف مصرية وعربية، كان الاتصال بالسودان عبر التليفون الأرضى يستدعى أن يأخذ عامل التليفونات بياناتى كاملة ويسألنى عمن سأتصل به فى السودان، حيث كانت العلاقات متوترة بين البلدين، ومثلت الأراضى السودانية مأوى للجماعة الإسلامية والجهاد، وبالتالى كانت جميع الاتصالات بين مصر والسودان تخضع لرقابة أمنية شديدة جدا.

الوضع اختلف الآن بالتأكيد، لكن الرقابة القديمة على المكالمات الهاتفية، وحتى فتح الرسائل البريدية فى الستينات والسبعينات بمعرفة الرقيب أصبح لعب عيال أمام، مما تتيحه وسائل الاتصالات الحديثة من إمكانيات لمراقبة كل أجهزة التكنولوجيا والاتصالات الحديثة.

فحين يدخل أى إنسان على الإنترنت، يترك بصمة أو علامة على كل موقع يدخل إليه ولو بالصدفة، بحيث يمكن معرفة الصفحات التى قرأتها، والمواقع التى تصفحتها، والرسائل البريدية التى أرسلتها.. ولمن؟

أما أشهر نظام تشغيل فى العالم وهو ويندوز فيوجد بداخله "باتش" يتصل مباشرة بشركة مايكروسوفت صاحبة البرنامج، يمكن الشركة من تعقب برامجها على أجهزة المستخدمين والدخول إلى الأجهزة إذا أرادت والعبث فيها، بمعنى أن كل ما تضعه على كمبيوترك الشخصى من مواد يمكن للآخرين الاطلاع عليه.

وحين تضع الشريحة داخل هاتفك الجوال تصدر منه إشارة إلى أقرب برج إرسال تحدد موقعك حتى والهاتف المغلق، أما إذا فتحته، وبدأت فى إجراء مكالمات فإن كل مكالماتك تدخل على نظام التشغيل وتظل موجودة عليه بحيث يمكن للآخرين معرفة خريطة اتصالاتك والرسائل النصية القصيرة التى ترسلها.

وقد توصلت مباحث القاهرة إلى قاتل ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها من جهاز موبايل إحدى الفتاتين سرقه القاتل، أما ديتلف ميلس المحقق الدولى الأول فى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى فقد حلل خيوط الجريمة وكتب تقريره الأول الذى احتوى اتهامات لأشخاص بأعينهم من واقع سجلات شركة الموبايلات اللبنانية.

وبقدر ما دخلنا جميعا عصر التكنولوجية بما توفره من سرعة وسهولة فى الاتصالات والمعرفة، بقدر ما أصبحنا جميعا عرايا أمام هذه التنكونولوجيا، وتراجعت الخصوصية، وأصبح كل منا يحمل فى يده جاسوسا.. ويضع فى بيته جاسوسا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة