◄◄ زكريا عبد العزيز: النادى لايشغل بالنا ولا نعتبره رايتنا ولكنه مجرد وسيلة لخدمة الزملاء
أثارت هزيمة تيار الاستقلال وعدم حصولهم على أى مقعد فى انتخابات التجديد الثلثى لنادى القضاة، الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التى أدت لخسارة تيار الاستقلال فى تلك الانتخابات، وانتخابات 2009 التى انتهت بأغلبية ساحقة لمجلس الإدارة الكامل حيث يضم فى تشكيله 13 عضوا مع الزند، ما عدا عضوا واحدا من تيار استقلال القضاء وهو المستشار أشرف عليوة، ويرى المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادى القضاة السابق أن تيار الاستقلال لم يرتكب أى خطأ فى عرض مبادئه على القضاة، قائلا «لو كان القضاة غير مقتنعين بتيار الاستقلال ومبادئه يبقوا أراحوا واستراحوا.. ولو مش عاوزين مبادئه يبقوا قالوا قولهم واختاروا بنفسهم»، مضيفا أن السبب وراء هذه النتيجة أن بعض القضاة اعتقدوا أن المرشحين باسم تيار الاستقلال، ليسوا من الاستقلال، فضلا عن أنه يظن أن هناك تربيطات حدثت بشكل معين لصالح قائمة التغيير، تمثلت فى تدخل جهات معينة كانت لها إملاءات واضحة.
وأكد رئيس نادى القضاة السابق أنهم كتيار استقلال القضاء ليس لديهم إصرار على النادى قائلا «النادى لا يشغل بالنا ولا نعتبره رايتنا ولكنه مجرد قناة نحاول أن نخدم من خلالها زملاءنا».
وأضاف: النادى الذى أعرفه هو ذلك الذى شهد وقفات رجال القضاء، فمنذ إنشائه حتى الآن يتعرض إلى نكبات غريبة وفترات الصحوات فيه قليلة جدا، منها انتفاضة 1968 التى وقعت بعدها مذبحة القضاء، والانتفاضة التى قادها المستشار يحيى الرفاعى التى طالب فيها الرئيس مبارك بإنهاء حالة الطوارئ، والفترة التى شهدت انتفاضة القضاة ضد تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، ووقفة القضاة أثناء رئاستى للنادى لتعديل قانون السلطة القضائية.. هذا هو نادى قضاة مصر الذى أعرفه.
ودافع زكريا عن تيار الاستقلال قائلا «لا توجد أى أخطاء أو عيوب فى عرض مبادئ التيار، ولكن ما يحدث هو لعبة خبيثة هى لعبة العصا والجزرة، تم استخدام أسلوب الترهيب والترغيب والمنح والمنع كسلاح ضد الاستقلال فى انتخابات القضاة»، مضيفا أن «زيادة المرتبات والبدلات كانت أهم هذه الأسلحة، بهدف الضغط على القاضى لكى لا يتحدث فى أى شأن آخر وهو ما يجعل القضاة يعتقدون أن الحديث عن استقلال القضاء.. يمنع ما يمنحه السلطان».
وانتقد زكريا الهجوم الذى كان يتعرض له وقت رئاسته للنادى بظهور القضاة على شاشات القنوات الفضائية وحديثهم فى السياسة، متسائلا: «ألم يظهر المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة فى برنامج منتهى السياسة، ألم تتم استضافته فى برامج رياضية؟».
أما المستشار محمد عصمت رئيس نادى قضاة بنى سويف فقد امتلأ صوته بالحزن الشديد قائلا فى بداية كلامه «أنا محبط أشد الإحباط، فقد كان من الواضح أن الجو العام للجمعية العمومية أن المشاركين فيها أتوا لهدف معين وليس بهدف مناقشة ما يتعلق بمصلحة القضاة»، وأضاف «أنا كنت جالسا أثناء الجمعية العمومية مصابا بحالة من الذهول والإحباط.. ولكنى صمدت حتى النهاية، لذا سألت القضاة هل أنتم راضون عن إشرافكم على الانتخابات ولكنى لم أجد منهم إجابة واضحة».
ويرى عصمت أن السبب وراء اختيار مجموعة الزند هو أن الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم شعروا أنه من الأفضل أن يجعلوا مجلس الإدارة الحالى متجانسا فى المدة المتبقية له، فضلا عن طغيان بعض المصالح الشخصية على المصلحة العامة للقضاة.
أما بالنسبة لمن لم يحضر من القضاة وهم الغالبية العظمى الذين يزيد عددهم على 11 ألف قاض، فالسبب من وجهة نظره هو أنهم بحالة من الضيق والإحباط لذا لم يحضر سوى 1900 قاض منهم.