خمدت أتربة الانتخابات البرلمانية قليلا، مع انسحاب 2010 وهو يأخذ عاما ثقيلا من أعمارنا فى يده، فاز الحزب الحاكم على أحزاب المعارضة والإخوان والشعب، فى مباراة غاب عنها الحكم والجمهور والفريق المنافس، فاز الذين راهنوا على تثبيت المشهد على حساب المستقبل، الذين فازوا تأكدوا أنهم فازوا، والمدهش أنهم صدّقوا أنهم فازوا، ولكن والحق يقال لا يكفون عن الحديث عن محدودى الدخل وعن ثقل مصر الاستراتيجى وضرورة محاربة الفساد، الحكومة سعيدة بنوابها الجدد، وأطلق معظم أفرادها تصريحات فى أخبار اليوم لا تخلو من الطرافة، ومن الضرورى توثيقها، وزير المالية «غالى» قال إنه تم زيادة معاش السادات من 69 جنيها إلى124، فى الوقت الذى وضعت فيه فلوس المعاشات تحت يديه مخالفة للقانون، وزير الاتصالات قال إن وزارته وفرت 140 ألف فرصة عمل (40 الف فرصة مباشرة والبقية غير مباشرة ولم يحتسبها الحكم)، وزير التجارة والصناعة (والاستثمار) قال إن وزارته انتهت من إنشاء 1400 مصنع باستثمارات 85 مليار جنيه مما أتاح 294 ألف فرصة عمل، وقال وزير التنمية الإدارية إن المرتبات ستزيد 100 %، وصرح وزير الصحة بأن هناك منظومة صحية جديدة فى خدمة الفقراء، فى الوقت الذى حدد ساعات قليلة فى الصباح لاستقبالهم فى مستشفياتهم، «وبعد كده اللى ما معهوش يموت»، وكذلك تحدث وزراء: الأوقاف والرى والزراعة والأسرة والسكان والكهرباء وما إلى ذلك.
أرقام لا يراجعها أحد يخرجونها فى لحظات الانتصار على الشعب، ولأنه لا يوجد من يحاسب ولا برلمان يسأل، فليس غريبا أن تتراجع الحريات، ويفوز أحمد عز على الجميع، ويفوز رؤساء الصحف القومية على القراء.
قبل أيام أتم الطفل الإلهى (على حد تعبير أحمد فؤاد نجم) عامه الثمانين، واستعادة ذكرى صلاح جاهين دائما ضرورة، لأنك تستدعى زمنا كانت الموهبة فيه قادرة على أن تفوت فى «الحديد»، كان «الأفيش» مختلفا والآمال أيضا، وكانت مصر تغنى من قلبها، وكان الذين يشكلون وجدانها لا «يلعبون» فى الأراضى ولا يغسلون الضمائر، (بدون فواصل) صلاح جاهين، يوسف إدريس، أحمد بهاء الدين، محمد فوزى، بليغ الطويل، الموجى، الشيخ مصطفى إسماعيل، عبدالهادى الجزار، سعاد حسنى، صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، على سبيل المثال، إلى جوار الأساتذة: طه حسين، أم كلثوم، عبدالوهاب، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، على سبيل المثال، يصنعون جدارية عظيمة تليق باسم بلد، أصبح فى يد نخبة اقتصادية غشيمة تكره الإبداع، لأنه يهدد نفوذها، وترفض الارتجال لأنه ضد آليات السوق، صلاح جاهين نجا من مشاهدة الفيلم المخيف الذى نعيش أحداثه، ولكنه ترك لنا وفينا ما يصلح لمقاومة أبطال العرض. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة