«النفيس» يدخل معركة خاسرة على جثة صلاح الدين الأيوبى ليفسد محاولات «القرضاوى» و«الطيب» للتقريب بين السنة والشيعة

الخميس، 30 ديسمبر 2010 11:29 م
«النفيس» يدخل معركة خاسرة على جثة صلاح الدين الأيوبى ليفسد محاولات «القرضاوى» و«الطيب» للتقريب بين السنة والشيعة أحمد راسم
عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختار الدكتور أحمد راسم النفيس توقيتاً خاطئاً للغاية ليفتح جبهة قتالية جديدة فى حرب إثبات التاريخ بين السنة والشيعة، فالرجل أخرج كتب مؤرخين قدامى لينفض عنها التراب، ويتهم صلاح الدين بتدمير التاريخ المصرى، فيما اعتبرها النفيس حربه لمحو الوجود الشيعى فى مصر بالقضاء على الفاطميين، محملاً الرجل مسؤولية احتلال الصهاينة لفلسطين، وتشويه التاريخ الفرعونى بهدم الأهرامات، وهى الاتهامات التى أثارت المصريين ضده لما تحمل أذهانهم من كرامات لصلاح الدين.

كما أن تصريحاته كمفكر شيعى ضد رمز تاريخى سنى أججت تلاسنا مذهبيا، كاد أن يختفى مع محاولات حثيثة تجرى فى أروقة المؤسسة الدينية الرسمية وبين مشايخ الأزهر ونظرائهم من الشيعة، للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

معركة النفيس جاءت خاطئة فى توقيت لا يقل سوءاً عنها، فقد اكتسب التقريب بين المذاهب مصداقية وثقلاً كبيرين باللقاء الذى جمع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وكلاهما من الرموز السنية ذات الحضور الطاغى فى المجتمع السنى، كما أنهما يلقيان احتراماً لائقاً فى الأوساط الشيعية.
وقد اتفق الاثنان على التركيز فى الفترة القادمة على مسألة التقريب، ولعل هذا ما جعل محمد الدرينى، رئيس مجلس «آل البيت» يعلن أنه وجّه دعوة لشيخ الأزهر ومفتى الجمهورية لحضور أول مؤتمر شيعى فى مصر.

النفيس الذى لم يكتف بالهجوم على صلاح الدين وهدم تاريخه، بل اتجه بمعركته ضد من خالفوه فى هذا الرأى واتهمهم بالغوغائية، وإساءة استخدام حرية النقد، يضع بذلك نفسه فى دائرة اتهام واحدة مع من يعتبرهم بسطاء السنة من «رؤوس الرافضة»، ليتساوى بذلك مع داعية متطرف اسمه ياسر الحبيب الذى خاض فى عرض السيدة عائشة وأبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وهو ما اعتبر من قبل السنة إهانة للتاريخ الإسلامى ولأصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم).

ولم يتوقف الجدل حينها إلا بفتوى من مرشد الثورة الإسلامية فى إيران على خامنئى بأن سب الصحابة وأمهات المؤمنين فيه خروج على الملة، وتلك كانت بمثابة نبوءة حول ما تحمله الأيام التالية من محاولات للتقريب، لا تحتمل أن يخرج فيها الدكتور أحمد راسم النفيس بمعركة الكل فيها خاسر لينشغل بها الجميع عن الهدف الأساسى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة