◄◄ الابتكار الإيطالى يستغل حساسية أسماك القرش للموجات الكهرومغناطيسية ويطردها بعيداً عن الشواطئ ولا يؤثر على حركة السفن والسياح
تواصلت ردود الأفعال الدولية والمحلية بعد هجمات أسماك القرش العارضة على بعض هواة الغوص فى شرم الشيخ، فى الوقت الذى تحركت فيه الجهات المصرية لبحث أسباب الهجمات، بينما المعروف أن مياه البحر الأحمر ليست جاذبة للقروش والأسماك الكبيرة.
كما اهتمت الجهات والمنظمات الدولية المتخصصة فى علوم البحار وقدمت بعض الاقتراحات لمواجهة القروش، ومنها اقتراح تركيب درع كهرومغناطيسية تحمى شرم الشيخ من هجمات أسماك القرش، وكان هذا أبرز عناوين صحف ومجلات عالمية متخصصة فى علوم البحار والمحيطات؛ تعليقا على اقتراح مبتكر قدمته شركة إيطالية لمواجهة هجمات القرش الذى فاجأ سياح منتجع شرم الشيخ فى هجمات عارضة، ومازال الاقتراح تحت الدراسة وفى حالة تركيبه يتوقع أن يعيد هذا الابتكار الهدوء والطمأنينة إلى رواد أحد أشهر المنتجعات السياحية فى العالم.
وكشفت مجلة «باسيفيك لونج بوردر» Pacific long border المتخصصة فى علوم البحار، إضافة إلى موقع «Seer» الأمريكى، ودليل راكبى الأمواج «Online Surfing Guide» عن اهتمام دولى واسع بالاقتراح الجديد الذى قدمته الشركة الإيطالية باسم «درع القرش» Shark Shield الذى يعتمد على مكافحة أسماك القرش ببث موجات كهرومغناطيسية تمنعها من الاقتراب من الشواطئ، فيما اعتبرته وسائل الإعلام العالمية بادرة أمل وتفاؤل لمحبى الاستجمام فى مصر، لافتة إلى أن هجمات القرش نادرة وربما تكون معدومة على شواطئ البحر الأحمر، خاصة بمنتجع شرم الشيخ الذى يرتاده آلاف السياح من كل أنحاء العالم.
وتناولت وسائل الإعلام العالمية اقتراح الشركة الإيطالية بالتفصيل والتحليل، وأشارت إلى أن الاقتراح تم تقديمه منذ أيام أثناء انعقاد مؤتمر طارئ لسلامة السياح فى البحر بحضور محافظ جنوب سيناء، والمسؤولين المحليين ومديرين من صناعة السياحة، وممثلين عن الشركات التى تتعامل مع السلامة البشرية فى البحر، وأوضحت أن الاقتراح نال اهتمام المسؤولين المصريين بشكل كبير.
وقالت المجلة الأمريكية فى تقريرها إن الشركة الإيطالية ومقرها جنوب أستراليا اعتمدت فى اقتراحها على مبدأ أساسى فى أن أسماك القرش تدرك أن البشر لا يتمتعون بما لديها من قدرة على اكتشاف المجالات الكهربائية، فيما يعد أمرا مفيدا لأسماك القرش للعثور على فريسة عندما تكون الحواس الأخرى عديمة الفائدة. وتستغل الشركة هذه القدرة لدى أسماك القرش باستخدام درع كهرومغناطيسية تعتمد على بث موجات كهرومغناطيسية فى نطاق معين، تتوجه بدقة إلى رأس القرش فتدفعه للهرب فورا والابتعاد عن نطاق تلك الموجات، وفى الوقت نفسه أكدت الشركة المخترعة أن الموجات الكهرومغناطيسية لا تؤثر على حركة السفن والقوارب أو السياح ومن يسبحون فى مياه البحر.
تزامن هذا الاهتمام العالمى بـ«درع القرش» مع ما أكدته وثائق موقع الملف الدولى لهجمات القرش المتخصص فى رصد إحصاءات يومية عن هجمات الأنواع المختلفة لأسماك القرش فى جميع أنحاء العالم من خلو الشواطئ المصرية من هجمات أسماك القرش، بدليل عدم ذكرها فى تقارير المنظمات الدولية حيث اعتلت الولايات المتحدة قائمة الدول صاحبة أعلى معدلات لهجمات القرش منذ عام 1999 حتى عام 2009، حيث وصل عدد الضحايا إلى 455 ضحية بين إصابة ووفاة، واحتلت أستراليا المرتبة الثانية بعدد هجمات وصل إلى 99، ليؤكد هذا التقرير الدولى ما تتمتع به شرم الشيخ من سمعه عالمية كأحد أهم وأجمل 20 منتجعا فى العالم.
كما أكد خبراء عدم تأثر شرم الشيخ ومحافظة البحر الأحمر بحادث القرش العارض، وأوضح مصلح الشاذلى، أحد أشهر الغواصين فى البحر الأحمر، أن سياحة الغوص لم تتأثر بحادث القرش فى شرم الشيخ بل يصل إلى ميناءى الغردقة وسفاجا البحرى مئات السائحين يوميا للاستمتاع برياضة الغوص ومشاهدة القروش والشعاب المرجانية، لافتا إلى أن سياحة الغوص تمثل 40% من دخل السياحة فى مصر.
وأكد هشام جبر، رئيس غرفة الغوص والأنشطة البحرية، أنه برغم الأزمة الأخيرة التى حدثت فى شرم الشيخ، جراء مهاجمة أسماك قرش لبعض السائحين، فإن قطاع الغوص استطاع أن يكون أحد أعمدة النمو فى السياحة المصرية، حيث حقق ما يزيد على 9 مليارات جنيه وجذب حوالى 3 ملايين سائح عام 2010.
كما حصلت مصر على المركز الأول وللعام الثالث على التوالى كمقصد أول لسياحة الغوص، فيما يعد إنجازا دوليا كبيرا لصناعة الغوص وتتويجا للجهود التى تبذلها وزارة السياحة وغرفة الغوص من أجل الوصول بمستوى جودة المنتج المصرى للمستوى العالمى، وتحقيق أفضل معدلات السلامة والأمان الدولية.
وأشارت التقارير الأخيرة حول «الدرع الكهرومغناطيسية» إلى أنه ستتم تجربته فى اثنين من الخلجان، فى خليج نبق، وفى مياه محمية رأس محمد، تمهيدا لتطبيقه على شواطئ شرم الشيخ فى خطوة فاعلة تهدف إلى إزالة هذه السحابة السوداء عن سماء أحد أجمل منتجعات العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة