محمد فوزى طه يكتب: باى باى نزيهة!

الجمعة، 03 ديسمبر 2010 09:38 م
محمد فوزى طه يكتب: باى باى نزيهة! انتخابات 2010

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جميلة الحسن.. دقيقة التقاطيع.. مشرقة.. باسمة.. يريدها الجميع ما عدا قلة.. بتهافت عليها الناس.. يفرشون لها الطريق فهى قادمة تتهادى فى حياء وليس تكبرا.. يستقبلونها كملكة متوجة.. تنال الإعجاب من كل الفئات من مختلف المشارب والنحل.. تنشر على الكل من ضياءها وبهاءها نور يكفى لتكون الحياة أجمل.. أفضل.. زارت أكثر الدول وجابت الدنيا..

سمعت أن مصر أهم دولة فى العالم كما قال نابليون عنها.. فلملمت حاجتها واستقلت طائرتها وقدمت إلى مصر.. لم يكن أحد فى استقبالها، لكن بالصدفة تعرف عليها مسئول كبير فاستقبلها بحفاوة تليق بها.. أمر على الفور بإنهاء إجراءاتها.. سألها عن حقائبها.. أجابت أن لا حقيبة واحدة لديها.. عصفت به الدهشة، لكن مثله لا يندهش كثيرا، فالدهشة هى بداية المعرفة، وهو لا يريد أن يعرف فكفى ما يعرفه.. فالمعرفة حزن وهو لا يريد أن يحزن.. عاملها بلطف.. أسكنها قصره.. وبعد أيام أعطاها هدية لرئيسه وولى نعمته.. اندهش رئيسه من الهدية ماذا يفعل بها؟ إنه يراها عادية.. غير ملفتة.. بل من الممكن أن تتسبب له فى فضيحة لا يعلم أحد مداها، ومن الممكن أن تعصف به شخصيا.. لكن المسئول أقنعه أنه يوما ما ستكون أهم ماله.. وأفضل ما أنجز.. وأروع ما احتوى.. توالت الأيام ومرت وهى محبوسة لا تخرج.. صاحب القصر منشغل.. مسافر دائما.. تود أن تراه لتقول له إن القصر الأسطورى الذى تقيم فيه يخنقها.. تود الناس والحرية.. تود أن تنشر نورها على البشر وتضع على شفاة كل كائن بسمة.. وكل معذب أملا.. تتوق إلى مطالعة الناس فينظرونها وتنظر إليهم فيلفهم حسنها فيتغيروا..

وتتوالى الأيام والسنيين ولا أمل فى الخروج من القصر.. أصبحت شاحبة منهكة.. تطالع الصحف والتلفاز وتستمع للمسئولين فكانت تندهش فى أن الكل يتحدث عنها بتبجيل واحترام وحب وفى آخر الحديث كانوا يعدون ويقسمون لمحبيها ومنتظريها ومعجبيها بأنها ستخرج إليهم فى القريب العاجل لتنثر شذاها وضياءها عليهم..

وفى يوم كانت تشاهد النشرة الإخبارية فاكتشفت أن المسئولين اقسموا بأغلظ الإيمان بأن نزيهة تتجول الآن فى مصر بحرية.. فدبت فى الجميع الفرحة، وسعوا إلى هنا وهناك كى يروها.. كى يقبلوا يداها.. ومن لم يستطع فلينظر فقط فانتظارها طال.. بحثوا.. تجولوا.. ركضوا.. تشاجر أتباع المسئولين بالمواطنين قائلين إنها موجودة.. والمواطنون الملهوفون يردون عليهم بأنهم كاذبون فتنهال الضربات عليهم فيتفرقوا نازفين..لاعنين.. إلى هنا لم تستطع نزيهة المواصلة...مواصلة المكوث والانتظار.. فكانت الخطة هى مغافلة الحرس.. فغافلتهم ومضت لا تلوى على شىء سوى أن تتسلل عبر الحدود.. بعيدا إلى أى دولة أخرى عدا مصر.. ولم تعرف أن الحرس كانوا يعرفون خطتها وما يدور فى ذهنها وكانت الأوامر أن يتركوها ترحل..!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة