مثقفون: مصر أعطت ظهرها لأفريقيا فظهرت أزمة مياه النيل

الجمعة، 03 ديسمبر 2010 05:42 م
مثقفون: مصر أعطت ظهرها لأفريقيا فظهرت أزمة مياه النيل الروائى خيرى شلبى
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عدد من الكتاب والمثقفين أن مصر أعطت ظهرها لأفريقيا، الأمر الذى دفع الأدباء الأفارقة إلى الاعتقاد بأن المصريين منفصلون عنهم، مما أدى إلى حدوث أزمات سياسية وثقافية عديدة كان أبرزها أزمة المياه بين مصر والدول الأفريقية.

واعتبر الكتاب مؤتمر "الكاتب الأفريقى وتحديات العصر" والذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الدار المصرية اللبنانية والمركز القومى للترجمة، خطوة فى اتجاه إعادة الالتفات المصرى لأفريقيا الذى يمثل ضرورة حياتية لمصر.

وأكد الروائى خيرى شلبى أن الكاتب المصرى هو كاتب أفريقى بالأساس، ولا يستطيع التنصل من إفريقيته، مشيرًا إلى أن ما يعتقده بعض الأفارقة عن المصريين بأنهم انفصلوا عن القارة السمراء تعالياً منهم هو اعتقاد خاطئ وغير صحيح، مؤكدا أن الدول الأفريقية لا تعتقد أن الكاتب المصرى الذى يكتب باللغة العربية غير أفريقى، بل على العكس فهى تراه باعتباره جزءا من قارة أفريقيا.

من جانبه حمل الكاتب والروائى عزت القمحاوى، الدولة مسئولية التقصير فى التعاون مع أفريقيا وعدم الالتفات لها والاتجاه للدول الأوروبية بدلا منها، موضحا أن الاتجاه لأفريقيا هو بمثابة ضرورة حياة بالنسبة لمصر، لكن الكاتب المصرى الفرد لا يستطيع أن يفعل شيئا بمفرده، ولابد للدولة ومؤسساتها أن تلتفت للقارة السمراء وتساعد الكتاب المصريين على التعاون مع الأفارقة.

وأضاف أن الدولة تستطيع أن تقيم المؤتمرات والندوات عن الأدب الأفريقى، كما أنها أيضا تستطيع أن تساعد على ترجمة الأدب الأفريقى للغة العربية أو تمويل رحلات السفر للكتاب المصريين لأفريقيا، وغيرها من أشكال التبادل الثقافى الممكنة التى تقودها الدولة.

وشدد القمحاوى على أن المؤتمرات تمثل شكلا واحدا من أشكال التبادل الثقافى مع أفريقيا، ولكن إعادة الالتفات لأفريقيا يحتاج أشياء أكثر من المؤتمرات، حيث يحتاج للتعرف على الكتابة الأفريقية وتعرف الأفارقة على الكتاب المصريين، مشيرا إلى أنه لا توجد حركة ثقافية مستقلة أو دور نشر مستقلة عن الدول سواء فى مصر أو أفريقيا تستطيع أن تتحمل مسئولية توطيد العلاقات الثقافية بين مصر وأفريقيا، موضحًا أن المؤتمرات تمثل أضعف وسيلة للتعارف الثقافى.

وأشار القمحاوى إلى أنه يتلقى تعليقات كثيرة من أصدقائه العرب بأن الكاتب المصرى منفصل عن الكتاب الأفارقة، موضحًا أنه يقول لأصدقائه إن ملحوظاتهم صحيحة، لكن الكاتب المصرى يكتفى بذاته فى أغلب الأحيان ليس تعاليا منه على الأفارقة، وإنما هذا ناتج من الموروث الثقافى، حيث تشعر مصر دائما بأنها أمة مكتفية بذاتها، كما أن معظم الأدباء فى مصر يكون لديهم الكثير من الأعمال الأدبية المصرية التى لا تدع وقتا لديه لكى يطلع على الأدب العربى أو الأفريقى.

واستطرد قائلا: إن مصر أعطت ظهرها لأفريقيا فى كل المجالات وليس فى المجال الثقافى فقط، وهو ما تسبب فى وقوع أزمة مياه النيل مؤخرًا، مضيفا أن التعاون المصرى مع أفريقيا قديما كان يتمثل فى المنح الدراسية والتجارة وتبادل الخبرات الثقافية والفنية والأدبية.

ووضع القمحاوى عددًا من المقترحات لإعادة العلاقات مع إفريقيا، منها ترجمة الكتابات الأفريقية الجيدة، والتعرف على الأدب الذى يكتب باللغة العربية فى الدول الأفريقية.

أما الناقد الأدبى حسين حمودة فأكد أن فكرة انفصال الكاتب المصرى عن الأفريقى هى فكرة قابلة للنقاش، حيث توجد مجموعة من العوائق التى تمنع تحقيق التواصل بين مصر وأفريقيا على النحو الأكمل.

وأضاف حمودة أنه من بين العوائق التى تمنع التواصل بين الكتاب المصريين والأفارقة، الترجمة من اللغات الأفريقية للغة العربية، مشيرًَا إلى أن الكتاب المصريين لا يقرأون للكتاب الأفارقة الذين تستحق أعمالهم القراءة، بسبب قلة التراجم وصعوبة اللغات الأفريقية، بينما يكتفى الأدباء المصريون بالقراءة للكتاب الذين انتشرت أعمالهم عبر اللغات الأوروبية المختلفة.

وأوضح أنه لابد من التواصل مع الأدباء الأفارقة بكل الأشكال، مثل: المؤتمرات والندوات، مشيرًا إلى أن مؤتمر الكاتب الأفريقى وتحديات العصر يمثل خطوة فى سبيل توطيد العلاقات مع أفريقيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة