عواطف عبد الرحمن: اهتمامنا بأفريقيا يأتى تبعا للقيادة الحاكمة

الجمعة، 03 ديسمبر 2010 02:39 م
عواطف عبد الرحمن: اهتمامنا بأفريقيا يأتى تبعا للقيادة الحاكمة ثانى جلسات مؤتمر الكاتب الإفريقى
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن أفريقيا تم إهمالها طويلا من الأجندة المصرية سواء من الثقافة أو من الإعلام، مشيرة إلى أن الإعلام فى عصر العولمة لم يعد مجرد مرآة عاكسة للأحداث، وإنما أصبح شريكا فى صنعها، ويلعب دورا أساسيا فى تشكيل الصورة الذهنية، والتركيز على أنماط معينة، وتهميش أنماط أخرى، وكذلك تهميش ثقافات أخرى.

وقالت عبد الرحمن إن دعم الأمن القومى المصرى هو العامل الأساسى الذى يجب أن نحرص عليه فى اهتمامنا بأفريقيا، مشيرة إلى أن دور الإعلام مهم جدا فى هذا الأمر، مؤكدة على الإعلام المصرى لا يهتم بأفريقيا إلا صعودا وهبوطا مع موقف القيادة السياسية الحاكمة.

جاء ذلك فى ثانى جلسات مؤتمر الكاتب الأفريقى التى عقدت صباح أمس، الخميس، والتى جمعت على المنصة الدكتورة عواطف عبد الرحمن والروائى حمدى الجزار والناقد المغربى شعيب حليفى، والباحث سيد رشاد، وأدارت الجلسة خديجة جورج.

وأشارت عبد الرحمن إلى أن الاهتمام بأفريقيا تصاعد فى فترة الستينات بعدما قام جمال عبد الناصر بمساندة حركات التحرر الوطنى فى أفريقيا، وقالت عبد الرحمن إن هذا الاهتمام كون كوادر متخصصة فى الإعلام بالشأن الإفريقى، فتم إنشاء معهد الدراسات الإفريقية على سبيل المثال.

وأكدت عبد الرحمن أن المشهد اختلف تماما فى السبيعنيات، حيث توجهت القيادة السياسية إلى الشمال، فتم تهميش إفريقيا تماما، وقالت عبد الرحمن: اقتصر الإعلام المصرى على تغطية الكوارث والمجاعات والحروب الأهلية، مشيرة إلى أن ذلك كان يتم أحيانا نقلا عن الصحف الغربية، فلم تقم أى صحيفة مصرية بإرسال مراسل لها فى مناطق الاشتعال، مثل رواندا وبورندى، والصومال.

واعتبرت عبد الرحمن هذا التحول سبة فى جبين المثقفين، قائلة: "قلة من المثقفين هم فقط من كانوا يدافعون عن إفريقيا"، مشيرة إلى أن كرة القدم صارت هى المتحدث الرسمى عن أفريقيا، وأصبح الرياضيون هم من يتحدثون عنها للرأى العام المصرى، مضيفة: "وللأسف يتحدثون عنها بكل جهل، مما جعل الأفارقة ينزعجون من هذه الصور السلبية التى ينقلها الرياضيون".

فيما أشار الناقد المغربى إلى أن أفريقيا بها مئات اللغات، وتبقى اللغة تحدى الكاتب الأفريقى الأكبر نظرا لهذا التنوع الكبير، مؤكدا على أهمية تأسيس إطار للترجمة بين هذه اللغات المتنوعة الكثيرة، فيما تناول الروائى حمدى الجزار فى أطروحته خطورة هذا التقسيم العرقى لبعض المصطلحات مثل الكاتب المصرى والكاتب العربى، مؤكدا على أن هذه التقسيمات تضر بالقومية الإفريقية، وأشار الجزار إلى أن البعد الإفريقى كان أبعد ما يكون عن أذهان ومفكرى مصر، ولم ينتبه إلى أهمية هذا البعد سوى جمال حمدان، وقال الجزار من التقسيمات البغيضة أيضا مصطلح الأدب النوبى الذى فرق بعض أدباء مصر تفرقة عرقية، مشيرا إلى أن أزمة منابع النيل جاءت فى وقتها المناسب لتنبهينا إلى أن أهمية هذا البعد الإفريقى، مشيرا إلى أن الفرصة الأكبر للفنون البصرية والتشكيلية والغناء والسينما للتواصل بين مصر والدول الإفريقية المختلفة.

وأوصى الباحث سيد رشاد بأهمية تفعيل الدور المصرى فى العمق الإفريقى، مشيرا إلى أن الثقافة العربية والإسلامية أثرت كثيرا على البلدان الإفريقية السواحيلية أثر هجرة العرب إليها ومنها بلدان زنزبار، ومونباسا، وختم رشاد كلمته بالتوصية بتشجيع الدراسات فى حقل اللغات والآداب الأفريقية، وتبنى مشروع لترجمة الآداب الأفريقية إلى اللغة العربية، وإعداد وتأهيل عدد من الأكادميين فى إفريقيا، وتفعيل الدور المصرى فى القارة الإفريقية، وعقد مؤتمرات وندوات مع الجانب الإفريقى، وتوجيه وجهة النظر السياسية إلى أفريقيا.

ورفض الروائى النوبى حجاج أدول فى مداخلة له وصف الجزار للأدب النوبى بالتقسيم العرقى البغيض، مؤكدا على أن الأدب النوبى له خصوصية وله أشياء كثيرة مختلفة ومنها الأساطير والنيل، وغيرها، مشيرا إلى صعوبة دمج التعددية داخل الوطن، وكسر كل غصون الشجرة لتصبح فرع واحد، وطالب أدول بعمل مؤتمر عن النوبة المصرية، قائلا: كيف سندخل إلى إفريقيا ونحن لا نعرف شيئا عن النوبة المصرية؟.

وعقب الجزار على كلمة حجاج أدول مؤكدا على أن هذا التقسيم "النوبى" يضر بقومية الكاتب المصرى والإفريقى، مشيرا إلى أنه يحترم كافة الإبداعات النوبية، وأنه لا يصف المطرب محمد منير بأنه كاتب نوبى، بل هو كاتب مصرى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة