كنت أُشاهد التليفزيون أُتابع فيه نتائج العملية الانتخابية وما جرى فيها، الكل مترقب ومتلهف لسماع النتيجة، وإذ بمُذيع البيان يُلقى علينا بما نتمنى أن نسمعه، أخيراَ فاز فيها كل من اخترناهم بكل شفافية ونزاهة فى عملية انتخابية يشهد لها العالم بأسْره أُستخدمت فيها كل وسائل التحضر والرقى، ولأول مرة نتفاءل بغدِ مُشرق ومُستقبل أكثر إشراقاً لأولادنا، والشكر كل الشكر لجموع الناخبين الذين فاقوا كل التوقعات، والتى عكست ولا ريب عن مدى شعورها بالمسئولية وإثبات أنها وبحق عند الشدائد، ونزلت إلى الشارع تترى وتقول كلمتها رغم كل المحاولات اليائسة والمميتة لإفشال ذلك العرس الديمقراطى لتخرج لسانها لكل من حاول عبثاً أن يزيف إرادتها، فالتزييف قد ينجح أحياناَ ولكن ليس إلى الأبد.
يحق لنا أن نفرح بعد أن سئمنا من الحزب السابق، الذى قبع على صدورنا طيلة السنوات الماضية تدهورت فيها كل مناحى حياتنا من مستوى معيشى جعل الحليم فينا حيرانا، كيف يدبر قوت يومه بعد أن بات سوط الأسعار يلهب ظهره. تارة سعر الطماطم الأسطورى، وحديثا سعر السكر والبقية تأتى. تعليم لا تدرى أين تتوجه فيه بوصلته وتاهت سفينته فى بحر الظلمات، وصحة باتت شحيحة التواجد فى أجسام المصريين من جراء المُلوثات التى تكالبت عليهم من كل صوب وحدب، وتردى رهيب فى الخدمات وانتشار الفساد (عينى عينك) ولا صوت يعلو فوق صوت الرشوة والمحسوبية ناهيك عن أزمات وكوارث حلت علينا غرقوا فى إيجاد حل وإنقاذ لها، تلك كانت سنوات عجاف نتمنى أن لا تعود وآن الأوان أن نتنفس نسائم انفراج الهم والغم بقدوم مجلس تشريعى رقابى قوى مع هؤلاء الذين اخترناهم يُعيدون للمصرى آدميته وكرامته التى أُهدرت فى الداخل قبل الخارج، يوفرون له أبسط سبل العيش الكريم دون أدنى معاناة، ويطمئن على غده فى ظل كل الأركان الرشيدة التى تولت أمانة تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان، وأخيراَ أصبح الحلم حقيقة.
السؤال، بعدما قرأت ما سبق فى أى زمان يتحقق فيه هذا الكلام!!؟
